أبو علي طبطبائي قيادي حزب الله في سوريا وهدف إسرائيل القادم، فمن هو؟
برز اسم أبو علي طبطبائي إلى الإعلام، في أعقاب قصف إسرائيلي استهدف ثلاث سيارات في محافظة القنيطرة الحدودية مع الجولان، عام 2015، وأودى بحياة العميد في الحرس الثوري الإيراني محمد علي الله دادي، وستة من أعضاء حزب الله اللبناني.
1 أكتوبر 2024
باريس- غداة الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات حزب الله اللبناني في لبنان وسوريا، وأودت بحياة أمينه العام، حسن نصر الله، ليلة 28 أيلول/ سبتمبر، وجه أمين عام المجلس الإسلامي العربي، محمد علي الحسيني، رسالة إلى شخصيتين قياديتين لحزب الله في سوريا: أبو علي طبطبائي، وهاشم هاشم، محذراً إياهما بمصير نصر الله حال عدم انسحابهما من سوريا.
وكان الحسيني قد حذر نصر الله قبل ساعات من اغتياله متنبئاً بحدوثه، قائلاً: “اعلم بأنك أنت أصبحت اليوم الهدف الأول، لذلك اكتب وصيتك”.
من هو طبطبائي؟
ولد هيثم علي طبطبائي، المعروف بـ”أبو علي طبطبائي”، عام 1968، لأب إيراني وأم جنوبية لبنانية، وترعرع في الجنوب، وانضم في شبابه إلى حزب الله اللبناني.
تدرج في المناصب حتى تولى قيادة “قوات التدخل” المعنية بالإسناد الهجومي للحزب، واستمر على رأسها حتى دُمجت مع وحدة القوات الخاصة في حزب الله تحت اسم “قوات الرضوان”، إبان اغتيال القيادي عماد مغنية، المعروف باسم “الحاج رضوان” مؤسس القوات الخاصة للحزب، في 12 شباط/ فبراير 2008 بالعاصمة السورية دمشق.
يتكتم حزب الله وإعلامه عن المعلومات حول قياديه، بما فيهم طبطبائي، الذي يعتقد أنه القائد الميداني لقوة الرضوان في سوريا، إذ أشرف على العديد من العمليات الكبيرة لحزب الله في سوريا واليمن، وقدمت قواته دعماً مباشراً لقوات النظام السوري في العديد من المناطق مثل درعا والقلمون والقصير وغيرها.
برز اسم طبطبائي إلى الإعلام، في أعقاب عملية إسرائيلية استهدفت ثلاث سيارات في مدينة القنيطرة السورية الحدودية مع الجولان المحتل، عام 2015، وأدت إلى مقتل العميد في الحرس الثوري الإيراني محمد علي الله دادي، إضافة إلى ستة من أعضاء حزب الله، بينهم جهاد عماد مغنية، فيما نجا طبطبائي، المستهدف الأساسي من العملية بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، صنفت وزارة الخارجية الأميركية طبطبائي “كإرهابي عالمي”، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، وبالتالي حظرت جميع ممتلكاته والفوائد العائدة عليها، التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين من إجراء أي معاملات معه.
وفي عام 2020، أعلن برنامج “مكافآت من أجل العدالة”، التابع للخارجية الأميركية، عن مكافأة مالية مقدارها خمسة ملايين دولار أميركي لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقال أو إحباط خطط طبطبائي، وأشار البرنامج إلى دور القيادي في كل من سوريا واليمن ونشاطات الحزب الإقليمية التي تزعزع استقرار المنطقة.
قوات الرضوان
أسست قوات الرضوان بعد حرب تموز/ يوليو 2006 في لبنان، على يد القيادي عماد مغنية، وجاء تأسيسها لتكون أبرز وحدات النخبة التابعة لحزب الله، التي تتولى مهاماً خاصة داخلية وإقليمية. عُرف عن القوة قدراتها القتالية والعسكرية في التحرك السريع، والعمل إلى جانب حلفاء الحزب في اليمن وسوريا، إضافة إلى مهامها الرئيسية في لبنان.
في 20 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، عن مقتل قائد قوات الرضوان، إبراهيم عقيل، الذي يرأس أيضاً منظومة العمليات في الحزب، رفقة كبار قادة الرضوان، بعد استهدافهم بغارة إسرائيلية أثناء اجتماع لهم تحت الأرض في لبنان.
إضافة إلى الضربات “الكبيرة” التي تلقتها قوات الرضوان في لبنان، تعرضت لعدة ضربات في سوريا طيلة الأشهر الماضية. في تموز/ يوليو الماضي، استهدف الطيران الإسرائيلي موقعاً مشتركاً لقوة الرضوان وميليشيا الإمام الحسين الموالية لإيران في منطقة القصير بريف حمص على الحدود السورية اللبنانية.
وفي أعقاب استهداف اجتماع الرضوان، والهجوم السيبراني والأمني الذي استهدف قيادات وعناصر حزب الله بتفجير أجهزة “البيجر”، تداولت وسائل إعلام سورية معارضة معلومات عن سحب الحزب جزءاً من قواته في سوريا، لا سيما عناصر من قوات الرضوان، التي كانت تنتشر في مناطق: القصير، الزبداني، سراقب، البادية السورية، حلب، وأجزاء من محافظتي درعا والقنيطرة.
لم يعلن حزب الله اللبناني عن تحركاته في سوريا، بعد سلسلة الاغتيالات التي طالت قياداته في لبنان، لكن موقع “دير الزور 24” المحلي، قال أن أربعة من القادة العسكريين للحزب وصلوا إلى مطار دير الزور العسكري، في 29 أيلول/ سبتمبر، بعد أن تم نقلهم بطائرة مروحية من مطار الشعيرات بمحافظة حمص.
وبدورها، تواصل إسرائيل استهداف نقاط في سوريا، آخرها القصف الذي استهدف منطقة المزة، غرب دمشق، فجر اليوم الثلاثاء، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بجروح، ولم يعرف من القتلى إلا صفاء أحمد، مقدمة برامج في التلفزيون الرسمي السوري.