2 دقائق قراءة

“أصولنا ليست عربية, لذلك كنا نخاف أن نُباد, ووقفنا مع النظام” شركسية سورية

آب 13, 2013 “صدقت هذه الأكذوبة بأن هناك عصابات مسلحة” […]


13 أغسطس 2013

آب 13, 2013

“صدقت هذه الأكذوبة بأن هناك عصابات مسلحة” قالت سماح, 30 عام, من أصول شركسية وموظفة سابقة في مديرية الأوقاف بحمص. في بدايات الثورة في عام 2011 سماح تركت سوريا, توجهت للأردن وتزوجت, ومازال لها أشقاء في دمشق وحمص. تحدثت مع نهى شعبان وأخبرتها عن مدى أسفها حول ما يحدث في سوريا اليوم وعن مدى صعوبة التواصل مع عائلاتها, وحول تغيير أرائها بالوقوف ضد النظام.

سماح من قرية تقع في ريف حمص الشمالي الشرقي تدعى ديرفول, وهي ذات غالبية سكانية شركسية, حيث هجرت عائلة سماح بلدهم الأصلي داغستان وجاوؤا الى سوريا قبل حوالي 150 عاماً بسبب الحروب بين السلطنة العثمانية والإمبراطورية الروسية في تلك المنطقة, في حين كانت سورية منطقة آمنة “أثناء وجودي بحمص كنت أساعد المنكوبين من خلال عملي ليس لأنهم وقفوا مع الثورة بل لأنهم كانوا منكوبين,” أضافت سماح.

س. ما هي آخر الأخبار التي وردتك من حمص بما أن لكِ أشقاء في الداخل؟

ج. لا يوجد أي خبر عنهم فكما تعرفين قريتنا تعرضت لقصف عنيف في الفترة الأخيرة بسبب هروب أهالي القرى المجاورة إليها وإنضمام أغلب سكانها للثورة, وعلى آثر ذلك انتقل اخوتي منها إلى قرى مجاورة هرباً من القصف.
أخبرني أخي آخر مرة تحدثت إليه بأنه سيرسلهم إلى دمشق ولكن لا أعرف هل استطاع ذلك أم لا, حتى دمشق لم تعد آمنة ولا حتى الطريق إليها آمن.

س. هل أفراد عائلتك مع النظام؟ أم مع الثورة؟ أم محايدين؟

ج. لا, أخوتي منذ بداية الثورة كانوا محايدين, ليسوا مع أحد وليسوا مع القتل والدمار الذي كان يحصل في حمص, ولم يصدقوا أن بشار يفعل بهم ذلك وصدقنا وصدقت معهم هذه الأكذوبة بأن هناك عصابات مسلحة, ولكن بعد فترة وبعد اشتداد القصف على حمص واستهدافها بشكل كبير تغيرت نظرتي للأمور وأدركت أن هذا النظام كاذب وهو لا يفرق من معه ومن ضده.

أثناء تواجدي بحمص كنت أساعد المنكوبين من خلال عملي ليس لأنهم وقفوا مع الثورة بل لأنهم كانوا منكوبين ونحن تعودنا على مساندة بعضنا.

أما الآن و بعد أن أتيت الى الأردن برفقه زوجي الأردني الأصل ومن خلال الكلام والنقاش الذي كنت اسمعه من عائلته داخل بيتي, ومما أرى على الفضائيات من صور ومجازر بشعة, أدركت حجم المأساة التي تتعرض لها سوريا, وخاصة حمص بيد النظام وعصابته, والآن بمساعدة إيران, حزب الله, وروسيا.

أخوتي الآن لا أعرف, أعتقد أنهم مع الثوار إذ لم يبقى أحد في القرية وخصوصاً من عائلتنا إلا ووقف ضد النظام, ونحن أصولنا ليست عربية لذلك كنا نخاف أن نُباد ووقفنا مع النظام.

س. هل لكِ كلمة تريدين قولها؟

ج. أريد أن أرفع صوتي عالياً بوجه كل من ساعد هذا النظام بأنهم سيدفعون ثمن كل ما حصل لنا عاجلاً ام آجلاً.
حمص الجميلة أصبحت تحت الركام, ماذا يريدون أكثر من ذلك ولماذ لسوريا وأهل سوريا.

 

شارك هذا المقال