“أقفاص الأسرى” تثير جدل “جرائم الحرب” في دوما
لم تفلح سياسة “أقفاص الأسرى”، التي اتبعها جيش الإسلام في […]
3 نوفمبر 2015
لم تفلح سياسة “أقفاص الأسرى”، التي اتبعها جيش الإسلام في دوما، في وقف قصف النظام للمدينة، لكنها “خففت” من حدته، حسب ناشطين وعسكريين في المنطقة، وأثارت في الوقت نفسه جدلا واسعا حول جرائم الحرب، التي ترتكب في المدينة المحاصرة.
ودافع الناطق باسم جيش الإسلام، عن سياسة وضع ضباط الجيش السوري وعائلاتهم في الأقفاص على أسطح المنازل والأسواق الشعبية والأماكن العامة، في مدينة دوما، يوم الاثنين، معتبرا أنها “ورقة ضغط قوية، خففت من وتيرة قصف النظام على مدينة دوما”، عاصمة الغوطة الشرقية، الواقعة تحت سيطرة الثوار.
وأظهر فيديو بثه جيش الإسلام، الأحد، أسرى النظام في أقفاص كبيرة، تنشر بمواقع مختلفة في أنحاء دوما، ودعمت مواقع إعلامية معارضة هذا التوجه، مطلقة هاشتاغ #أقفاص الحماية.
صورة لجنود النظام داخل أقفاص في دوما، يوم الاثنين. مصدر الصورة: تنسيقية الثورة في مدينة دوما
وبعد نشر الأقفاص “انخفضت” وتيرة القصف نوعاً ما، و”لم يتعرض” أي قفص من الأقفاص التي انتشرت لقصف النظام السوري يوم الأحد، وفق تصريح حمزة البيرقدار، الناطق باسم هيئة الأركان في جيش الإسلام، لسوريا على طول، الاثنين.
إلى ذلك، نشر محمد علوش، مدير المكتب السياسي لجيش الإسلام، على صفحته “الأقفاص في الغوطة ليست دروعاً بشرية لحماية المقاتلين، وإنما وضعت بين المدنيين لحمايتهم، بعد تعرض بيوتهم للقصف”.
وأضاف علوش: “على جميع حقوقي العالم ونشطائه وهيئاته أن يدركوا معنى أن تقصف كل المستشفيات في دوما، ويقتل كل جرحاها وتدمر المدارس والأسواق المحاصرة منذ ثلاثة سنوات ولم يفعلوا شيئا”.
من جهته، استمر النظام السوري في قصف دوما، دون اكتراث بالأقفاص المنتشرة في المدينة. وشنت مقاتلات النظام عدة غارات صباح، يوم الثلاثاء. وجاء ذلك بعد يوم من استهدفها سوقاً شعبية بالصواريخ؛ ما أدى إلى مقتل ستة مدنيين، وجرح العشرات، وفق ما ذكرت شبكة الدرر الشامية، المعارضة، الاثنين.
من جريمته أكبر؟
ويتساءل هيثم بكار، مدني من مدينة دوما “قوبلت فكرة الأقفاص بانتقاد البعض وتأييد البعض الآخر، ولكن ما هي البدائل لوقف قتل أطفالنا في الغوطة؟”.
ويتابع بكار، لسوريا على طول، “كل الأفكار التي تسير في طريق إنقاذنا حتى وإن كانت تافهة أو استعراضية جديرة بالتنفيذ وأفضل من الندب”.
وقال البكار إن النظام قصف دوما في الأيام الأخيرة بغارات “يستحيل إحصاؤها، لكثرتها”.
وضربت إحدى الغارات الجوية، سوقاً شعبية، في يوم الجمعة، في دوما، ما أدى إلى مقتل 70 شخصا على الأقل، وإصابة 550 آخرون، وفق ماجاء في بيان لمنظمة اطباء بلا حدود، السبت.
ولم تأت المواقع الإعلامية الرسمية والمؤيدة للنظام على ذكر الغارات الجوية المكثفة على دوما، مقر جيش الإسلام، والتي تبعد عشرة كيلو مترات شمال غرب دمشق.
وقتلت هجمات النظام 228 شخصاً، منذ بداية شهر تشرين الأول، وفق تقرير نشره موقع السورية نت المعارض، الإثنين.
وبعد مقتل العشرات، وغالبيتهم من المدنيين، في القصف يوم الجمعة، عمد الثوار إلى نشر قرابة 100 قفص في أماكن تجمعات المدنيين والأسواق، وفي داخلها “أسرى من الضباط العلويين تحديداً وزوجاتهم”، بحسب عمار الحسن ،إعلامي في جيش الإسلام.
بدوره، قال عبد الحق من مدينة دوما لسوريا على طول، الإثنين، “رغم أن فكرة الأقفاص لم تعجبني إلا أنها خففت من شدة قصف النظام، فيوم الأحد، كان القصف أخف مما سبقه من الأيام”.
ورغم أنها “خطوة جيدة”، إلا أن نشر أقفاص الأسرى “لن يردع النظام”، حسب اعتقاد محمد خبية، ناشط من مدينة دوما.
وفي الوقت نفسه، انتقد آخرون نشر الأقفاص، معتبرين أنها “لن تغير شيئاً”، ومنهم طبيب في دوما، قال إنه ضد هذه السياسة التي لا يعتقد أنها “ستنجح في وقف القصف على المدينة”.
إلى ذلك، قال مدير إحدى مؤسسات توثيق الانتهاكات في سوريا، لموقع سوريا على طول، إن “القانون الدولي يعتبر هذا التصرف جريمة حرب، وقد يرى على أنه اتخاذ للمدنيين (النساء) كدروع بشرية”.
لكنه شدد في المقابل على أن “قصف النظام السوري أكبر من جريمة حرب، فهو جريمة ضد الإنسانية لأنه واسع وممنهج”.
وكان أربعة من مؤسسي المكتب في دوما، خطفوا في عام 2013 ولايزالوان مفقودين إلى الآن.
ويذكر أن استخدام الأقفاص الحديدية ليس جديداً، حيث استخدم في أيلول الماضي من قوات النظام المتركزة داخل كفريا والفوعة المحاصرتين بريف إدلب، حتى لا يقوم جيش الفتح بقصف الفوعة، وفق تقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس”.