ألاف النازحين السوريين يفترشون الصحراء بانتظار إخلائهم من عقيربات “المحاصرة” الخاضعة لتنظيم الدولة
يفترش آلاف النازحين السوريين العراء في الصحراء لليوم الثاني، الأربعاء، في ناحية […]
31 أغسطس 2017
يفترش آلاف النازحين السوريين العراء في الصحراء لليوم الثاني، الأربعاء، في ناحية “عقيربات” الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، بانتظار إخلاء مؤجل من خطوط الجبهات، وفق ما ذكر ناشطون ومصادر ميدانية لسوريا على طول.
ويقدّر عدد العالقين في ناحية عقيربات بنحو 10 آلاف سوري، عالقون وراء خط الجبهة، فيما يُطبق الجيش السوري وحلفاؤه، بتغطية جوية عنيفة الحصار على المنطقة منذ أسبوعين.
وقال الأهالي الذين يعيشون على أمل الخروج بحثاً عن الأمان أنهم سمعوا من قادة العشائر المحلية المنخرطين في المحادثات مع النظام، الثلاثاء، عن معبر يُشرف النظام عليه، لإخلاء المدنيين من عقيربات، ومن المقرر افتتاحه وفق الأنباء الواردة بعد انتزاع الألغام البرية المزروعة على الأوتستراد.
“ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث”، وفق ما ذكر أبو عمر الحموي، ناشط من عقيربات، لا يزال على تواصل مع الأهالي هناك، لسوريا على طول.
وأضاف الحموي “وبقي الأهالي منتشرين في منطقة صحراوية قاحلة دون ماء ولا طعام منذ عصر الثلاثاء وباتوا بالعراء وحتى اليوم الأربعاء”.
“لم يُسمح لأي أحد بالعبور”، هذا ما قاله أبو جواد، 38 عاماً، في تسجيل صوتي لسوريا على طول، وهو من الأهالي الذين تم التواصل معهم عن طريق أبو عمر الحموي، ولم يتسنّ لسوريا على طول التأكد من ذلك باستقلالية.
ويتجمع أبو جواد مع 10000 شخص من أهالي عقيربات، في أقصى شمال ناحية عقيربات المحاصرة، بانتظار أي إشارة تسمح لهم بالخروج نحو الإمان في إدلب، على بعد 10 كم فقط تجاه الشمال الغربي، ويقدّر العدد الكلّي للباقين في عقيربات نحو 15000 مدني.
شمال عقيربات. حقوق نشر الصورة لأبو جواد.
ويفصل المنطقة التي يهدف المدنيون الوصول إليها شريط من الاراضي التابعة للنظام، يقع بين عقيربات ومحافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، يحول دون عبور المدنيين من الجيب المحاصر.
ويقع في البقعة التي يحكمها النظام، والتي يبلغ عرضها 10 كم في أضيق نقطة لها، امتداد الأوتستراد الأخير المتبيقي بين دمشق وحلب الخاضع لسيطرة النظام.
وسيكون الممر الآمن الذي يُفترض أن يُفتح عبر مناطق النظام، أول طريق مفتوح للأهالي للخروج من عقيربات، إذ أن القوات الموالية للنظام أحكمت تطويق الجيب الذي يسيطر عليه التنظيم في وقت سابق من هذا الشهر.
ومنذ الحصار، والأهالي محتجزون في عقيربات ومهددون من كل الأطراف؛ حواجز تفتيش تنظيم الدولة، الغارات الجوية للنظام والروس، وخطوط المعركة المتنقلة.
وفي الأسبوع الماضي، تم قصف مجموعة من المدنيين وهم يحاولون الهروب إلى منطقة أخرى بحثاً عن الأمان، وفق ما قال أبو أحمد، مدني، لا يزال يعيش في عقيربات، لسوريا على طول.
وقال علي، 30عاماً، من ناحية عقيربات، لسوريا على طول، الأربعاء، “بعد أن نحنا إلى وادي العزيب وتجمعنا هناك، قصفنا الطيران بالبراميل”.
حيث يخيم آلاف الأهالي في العراء بانتظار المرور عبر مناطق النظام إلى إدلب، “ووقعوا في حيرة ماذا يفعلون عندما بدأت البراميل تسقط، الصراخ والخوف ملأ المكان، أقسم بالله أنني مختبئ في حفرة بالأرض”.
ويأتي القصف بعد أسبوع واحد من إصدار مجلس محافظة حماة بياناً يناشد فيه “الأمم المتحدة وأصدقاء الشعب السوري” بالضغط على دمشق لفتح ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين في ناحية عقيربات ومحيطها.
وتهدف هذه المعركة إلى السيطرة على مناطق يحكمها تنظيم الدولة منذ عام 2014، تبلغ مساحتها نحو 2600 كيلو متر مربع، وهي جزء من حملة أكبر أطلقها النظام منذ شهور لطرد التنظيم من ريفي حماة وحمص.
والجيب المطوق الذي تتحصن به عناصر تنظيم الدولة في تقلص مستمر وسريع، مع انتزاع النظام والقوات الحليفة السيطرة على بلدات وقرى داخله، في سلسلة من التقدمات التي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر.
وفيما لو تمكن النظام من السيطرة على كامل الجيب المحاصر، فإنه سيتحكم أكثر بالمناطق المحيطة بالأوتستراد المجاور، كما أن السيطرة على عقيربات أيضاً سيؤدي إلى إقصاء قوات تنظيم الدولة عن الخط الخلفي لحملة النظام ليتوغل عبر الصحراء السورية باتجاه دير الزور والرقة.
أما بالنسبة للأهالي العالقين في الجيب المطوق الذي يضيق عليهم أكثر فأكثر، فلا مفر من المعارك الجارية والغارات الجوية التي تتساقط على المنطقة، إذ أنهم محاصرون من كل الجهات.
وقال أبو جواد “نحن نريد الخروج بأي طريقة لأننا نموت كل يوم ولا أحد يسمع صوتنا… والله إن الأهالي تعبوا، و يتعلقون بأي بصيص أمل يخرجهم من هنا”.