“أنا خائف منهم كلهم” سوري مسيحي يتحدث عن كتائب الثوار.
تشرين الثاني/ نوفمبر 11، 2013 هرب حازم، 27 عاماً، سوري [...]
11 نوفمبر 2013
تشرين الثاني/ نوفمبر 11، 2013
هرب حازم، 27 عاماً، سوري مسيحي منذ سنة ونصف بسبب الخدمة العسكرية. يعيش باقي أفراد عائلته في محافظة السويداء، جنوب سوريا. درس حازم الترجمة في جامعة دمشق سابقاً. شرح حازم لـ محمد ربيع سبب خوف المسيحين من الثوار، ولماذا يعتقد ان سوريا تتجه نحو الهاوية.
س: لماذا خرجت من سوريا؟
ج: بسبب الأحداث، ولأني مطلوب لأداء الخدمة العسكرية.
س: لماذا لم تقم بأداء الخدمة العسكرية؟
ج: لأن الذي يحدث بسوريا بنظري حرب أهلية وطائفية. أنا لا أريد أن أكون طرفاً في هذه الحرب. إذا ذهبت إلى الجيش، فساضطر لقتل أناس. قد يكونوا مدنيين، لأنك عندما تكون عسكري، ستأخذ أوامر بإطلاق النار على روح بشرية، لا تعرف من هي، لن تعرف إذا كان مدنياً أم عسكرياً.
س: كيف ترى الثورة الآن بعد مضي سنتين ونصف على بدايتها؟
ج. بعد سنتين ونصف أنا لا أسميها ثورة أبداً. أسميها حرب قذرة، دخلت فيها كل الأطراف، السوريين وغير السوريين، المصالح الدولية كروسيا، لم تعد تعرف من هو عدوك.
س: ماهو المجتمع التي تطمح لرؤيته في سوريا؟
ج: مدني بحت، مجتمع مدني يكون فيه مبدأ المواطنة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، أي أن يملك كل مواطن نفس حقوق المواطن الآخر بغض النظر عن ديانته، عقيدته، لونه، انتماءاته الحزبية والسياسية، بمعنى آخر أن نكون جميعاً سواسية. كانوا يدعون أن هناك مواطنة في سوريا لكن في الحقيقة برأيي لم يكن هناك أي مواطنة. نحن لم يكن عندنا ديمقراطية، نحن كمواطنين لا نستطيع أن نمارس حق المواطنة.
س: أنت كمسيحي، هل تشعر بتهديد من هذه الثورة؟
ج. في بعض الأحيان، نعم. أصبح هناك فصائل كثيرة،وأطراف كثيرة في هذه الحرب، وأصبح يوجد تكفيريين في سوريا، سوريين أو غير سوريين. فمن الطبيعي عندما ترى شخص تكفيري، جاهل، ليس متعلم، لا يملك مبادئ ستخاف منه إن كنت مسيحي أو مسلم أو أياً يكن، لأنه سيعتبر أنك غير متفق معه بوجه نظره وهو شخص مسلح فهذا يشكل خطر، وأنا لا أتكلم كمسيحي الآن، أنا أتكلم بمنطق. وطبعاً أنا أشعر بالخوف من هذا الشيء لأن سوريا تشهد فوضى كبيرة.
س: هل تخشى تغير النظام؟
ج: النظام حالياً موجود وهناك الحد الأدنى من ما نسميه دولة، ولكن إذا رحل النظام فما هي الخيارات الموجودة؟ سيتم تقسيم سوريا وهذا يدعوا إلى القلق.
س: ما رأيك بالخوف أو القلق الذي تشكل عند ’الأقليات‘ منذ نشأة الثورة؟
ج: هذا شيء طبيعي بسبب وجود تلك الفصائل التي ذكرتها من قبل، والأقليات دوماً مع أن يكون هناك حكم قوي لأنه يمنع ظهور خلايا التطرف، وحكم قوي لا يعني نظام ديكتاتوري، يعني نحن (مسيحيين) مع أن يكون هناك نظام قوي كدولة مدنية قوية تفعل دور المؤسسات.
عندما بدأت الثورة رأينا الجيش في الشوارع، وهي ليست من إحدى مهامه، لماذا ينزل على الأرض؟ الجش ليس دبلوماسي ولا سياسي ولا يستطيع التعامل مع أحداث كهذه عند بدايتها، وهذا كان أحد أخطاء الدولة. نحن لو كان عندنا أمن بكل معنى الكلمة لم نكن لنرى هذه التدهور في الأحداث.
س: هل كنت تفضل عدم حدوث هذا الثورة؟
ج: حالياً نعم، بعد ما رأيناه من ناس شُردوا وناس قُتلوا واللاجئين، أنا لا أقول بأننا كنا نعيش سعداء وأن من قام بالثورة مخربين. لا، هذا الكلام غير صحيح. كنا نعيش بشكل بسيط وينقصنا الحريات السياسية، ولكن إذا أردنا أن نقارن الوضع الحالي في سوريا مع الوضع قبل سنتين ونصف السنة فإن الوضع آنذاك كان أفضل بكثير.
س: هناك بعض الشروخات الموجود حالياً في سوريا بين أفراد من ديانات وطوائف مختلفة، من زرع هذه الشروخات؟
ج: زرعتها الأطراف الذي من هدفها تفريق الشعب، ممكن النظام، ممكن طرف آخر، كما تعرف المقولة الشهيرة: “فرق تسد”.
س: أصبح هناك عدد كبير من الفصائل الموجودة حالياً على الأرض في سوريا كـ “دولة داعش، جبهة النصرة، الجيش الحر…الخ”، هل تخاف أن يستلم الحكم أحد هذه الفصائل؟
ج: أنا خائف منهم جميعاً، وليس من أحدهم فقط أنا خائف منهم جميعاً.