أهالي الشدادي من جحيم تنظيم الدولة إلى جحيم قوات سوريا الديمقراطية
سيطرت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة قوات الحماية الكردية YPG، وبدعم [...]
18 مارس 2016
سيطرت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة قوات الحماية الكردية YPG، وبدعم من القوات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، على مدينة الشدادي، الواقعة جنوب الحسكة، بعد مواجهات عنيفة، في أواخر الشهر الماضي.
وشكل ذلك نهاية حكم تنظيم الدولة، الذي استمر طيلة العامين الماضيين في مدينة الشدادي.
وبعد طرد عناصر تنظيم الدولة ودخول قوات سوريا الديمقراطية إلى المدينة، قال أحد أعضاء المجالس المحلية أن الأخيرة أغلقت المدينة بحجة وجود “بقايا قنابل”، وما حدث بعد ذلك هو أن “عددا من المجهولين والغرباء دخلوا إلى المدينة ونهبوا العديد من المساكن فيها”.
وتاليا ما ذكره عماد الأسعد، عضو المجلس المحلي في الشدادي، والعقيد طلال سلو، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، لمراسلة سوريا على طول نسرين الناصر، من تفاصيل أخرى.
بدوره قال الأسعد “لا يزال الأهالي متخوفين، ولا توجد لديهم ثقة بقوات سوريا الديمقراطية بسبب تصفية عدة عوائل من المدنيين من قبل القوات. وأغلب الأهالي لم تعد إلى منازلها بسبب ذلك، وكذلك خوفاً من الاعتقال بسبب تهمة الانتماء إلى الجيش الحر سابقاً، وتنظيم الدولة في الفترة الحالية، علماً أن أهالي المنطقة هم مدنيين وليس لهم ارتباط بالتنظيم”.
وأضاف أن “تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية أسوأ من بعضهم البعض وهم لايمثلون الثورة التي خرجنا من أجلها”.
وفي المقابل، أنكر المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، طلال سلو، ما جاء على لسان الأسعد، من اتهامات بأن قوات سوريا الديمقراطية منعت السكان من العودة أو أنها قامت بتدمير المنازل، بينما أكد حدوث سرقات وسلب، كما أخبر سوريا على طول بأن “الفاعلين هم من أهالي المدينة وليسوا غرباء”.
يذكر أن مدينة الشدادي، والمحاطة بمئات آبار النفط والغاز، تقع على طريق الإمداد بين العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة وهي الرقة، ومعقل تنظيم الدولة في مدينة الموصل في العراق.
- عماد الأسعد، عضو المجلس المحلي في الشدادي
كيف كان الوضع في المدينة عندما كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة؟
كان الوضع بعد تحرير منطقة الشدادي، من قبل الجيش الحر وبعد تشكيل المجلس المحلي جيد جداً، وكان المجلس يقوم بحل الأمور العالقة في المدينة ومساعدة السكان قدر الإمكان، ولكن بعد سيطرة تنظيم داعش، تم تقييد العمل وأوقفوا عملنا بشكل نهائي، علماً أننا نقدم جميع الخدمات بما فيها المجال الإغاثي.
وتم إيقاف الدعم من قبل وحدة تنسيق الدعم، ورفض التنظيم قبول أي دعم، لذلك الناس كان وضعها مزر، ولا تستطيع أن تتحدث عن أوضاعها بسبب ذلك التضييق، وأي شخص يطالب بحق من حقوقه أو يعترض على أي قانون يخص التنظيم، يتم إعتقاله ويحاكم بحجة أن التنظيم هو من يقرر من صاحب الحاجة، ولا يحصل أي شخص على الإغاثة إلا إذا كان ينتسب للتنظيم.
كيف كانت الناس تؤمن قوت يومها؟
كان الأهالي يعملون لساعات مضاعفة للحصول على لقمة العيش، حيث يعمل البعض منهم بالحراقات البدائية التي تقوم بحرق النفط وتكريره، وبعضهم يعمل في الأسواق الشعبية يقومون ببيع بعض المواد الغذائية والمنزلية، أو كحراس مدنيين لدى التنظيم، أو في الأفران والعتالة، وعمال نظافة، والرواتب التي يتقاضونها لا تكفيهم، وخصوصاً بعد ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية وعدم السماح لهم بالتنقل من وإلى مدينة الحسكة.
كيف هو الوضع الأن بعد خروج تنظيم الدولة من البلدة؟
الحرب خلفت الكثير من الدمار، وأغلب الأهالي لم تعد إلى الأن لمنازلها، بسبب عدم وجود الخدمات من مخابز ومياه ومتطلبات الحياة الطبيعية، وكذلك خوفاً من الاعتقال بسبب تهمة الانتماء إلى الجيش الحر سابقاً، وتنظيم الدولة في الفترة الحالية، علماً أن أهالي المنطقة هم من مدنيين وليس لهم ارتباط بالتنظيم.
كيف هو الوضع المعيشي الأن في البلدة؟ وكيف تتعامل قوات سوريا الديمقراطية مع السكان؟
مع دخول قوات سوريا الديمقراطية دخل أشخاص غرباء إلى البلدة، وقاموا بسرقة أغلب المنازل، لا بل أفرغوها بالكامل، ولا يزال الأهالي متخوفين ولا توجد ثقة بسبب تصفية عدة عوائل من المدنيين من قبل القوات. وأغلب الأهالي لم تعد إلى منازلها بسبب ذلك، والقوات لم تقدم اي شيء للسكان، وقامت بتهجير الأهالي منذ اقتحام المنطقة، إن تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية أسوأ من بعضهم البعض وهم لايمثلون الثورة التي خرجنا من أجلها.
(زعمت تقارير غير مؤكدة، من مصادر موالية للمعارضة في الحسكة بأن قوات سوريا الديمقراطية قتلت خمسة مدنيين في قرية مجاورة بعد اتهامهم بالتعاطف مع تنظيم الدولة، الشهر الماضي).
بعد خروج تنظيم هل سُمِح للأهالي بالدخول وتفقد ممتلكاتهم؟
في البداية لم يسمح، ولكن المشكلة، أنه في الفترة التي لم يسمح للأهالي بالدخول دخل أشخاص وسرقوا أغلب المنازل والمحال التجارية وكان ذلك تحت إشراف القوات التي تدعي أنها حررت المنطقة من داعش، ولم يسمح للأهالي كافة وهذا ماصرح به المتحدث باسم القوات بحجة وجود مخلفات من القنابل وماشابه ذلك.
وتم حرق وقصف منازل من قبل تلك القوات ومنها منزلي ومنازل أخوتي وكان ذلك بعد خروج داعش من المنطقة، وهي منازل مدنيين وليس لنا أي ارتباط بداعش.
(لم يتسن لسوريا على طول التأكد من صحة هذه الادعاءات بشكل مستقل، حيث سبق واتهم سكان الحسكة قوات الـ YPG بحرق ومصادرة البيوت في القرى التي يقطنها العرب خلال الحملات العسكرية في شمال شرق المحافظة. ووصف تقرير صدر في تشرين الأول 2015 من قبل منظمة العفو الدولية، الانتهاكات التي حدثت في ذلك الوقت. ونفى مسؤولون في الـYPG تلك المزاعم في تشرين الأول، ولكن في كانون الثاني مطلع هذا العام تم طرد أربعة مقاتلين بسبب “تخريب ممتلكات المواطنين” في الأهوال والقرى المجاورة في شرق الحسكة، وفقا لما ذكرته وكالة ARA).
- العقيد طلال سلو، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطيه.
هناك اتهامات لقوات سوريا الديمقراطية بأنها قامت بحرق المنازل وهدمها وتهجير سكانها في مدينه الشدادي، ما ردكم؟
طبعا لا، لم نقم بذلك، ونحن لدينا أكثر من وفد صحفي في اليوم يطلبون دخول مدينه الشدادي حصرا، وجميعهم قابلوا المدنيين وتحدثوا معهم وسألوهم عن مشاكلهم، ونحن من الأساس سمحنا للأهالي بالعودة الى منازلهم، لكن الذين دخلوا دخلوا للسرقه، وتم التقاط صور لهم وهم يقومون بسرقه المنازل، وهم من سكان المدينه.
ترجمة: سما محمد