4 دقائق قراءة

أهالي الغوطة الشرقية يتظاهرون للمطالبة بخروج هيئة تحرير الشام من المنطقة

طالب سكان الغوطة الشرقية، في ضواحي دمشق، بخروج مقاتلي إحدى […]


2 أغسطس 2017

طالب سكان الغوطة الشرقية، في ضواحي دمشق، بخروج مقاتلي إحدى التحالفات الإسلامية المتشددة، المستثناة من اتفاقية وقف إطلاق النار الأخيرة، من البلدات التي يتمركزون فيها، بغية حماية المدنيين.

وتظاهر نحو 500 مدني من سكان بلدة عربين، في الغوطة الشرقية، لليوم الثاني على التوالي، الاثنين، ضد هيئة تحرير الشام – وهي تحالف تقوده جبهة فتح الشام، التي عرفت سابقا باسم جبهة النصرة.

ودعا المتظاهرون الهيئة لمغادرة بلدتهم حتى يتم إدراجها ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار المدعومة من قبل روسيا ومصر والتي دخلت حيز التنفيذ في الغوطة الشرقية في 22 تموز الماضي.

 ولا تشمل الاتفاقية- التي تم التفاوض بشأنها بين الفصيل الأكبر في الغوطة، جيش الإسلام والنظام- مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام الممتدة ضمن مساحة 75 كيلومترا مربعا تقريبا. وهذا يشمل بلدة عربين.

ويتركز مقاتلو الهيئة حاليا في القطاع الاوسط من ضواحي دمشق الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام، والتي تتكون من مجموعة من البلدات والقرى في جنوب وغرب الغوطة الشرقية.

وبالرغم من أن مقاتلي الهيئة يحافظون على وجودهم في القطاع الاوسط، إلا أن المنطقة خاضعة إلى حد كبير لسيطرة فيلق الرحمن، وهو فصيل تابع للجيش السوري الحر تحالف مع الهيئة خلال المواجهات الأخيرة مع جيش الإسلام.

 أهالي عربين يتظاهرون يوم الاثنين. حقوق الصورة لـ أبو يحيى.

وتشكل الهيئة وفيلق الرحمن واحدة من كتلتين ثوريتين رئيسيتين تسيطران على الغوطة الشرقية بدمشق. ويمثل جيش الإسلام الكتلة الأخرى التي تسيطر على دوما عاصمة الغوطة الشرقية إضافة إلى الأجزاء الشمالية والشرقية من الغوطة.

وفي ظل آخر اتفاقية لوقف إطلاق النار، شهد سكان المناطق الخاضعة لسيطرة جيش الإسلام في الغوطة الشرقية، انخفاضا ملحوظا في وتيرة القصف، بينما لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لجيرانهم في القطاع الاوسط.

وقال وائل علوان الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن، لسوريا على طول، في مقابلة أجريت معه مؤخرا “إن النظام يستخدم هيئة تحرير الشام كذريعة [للقصف]”، بالرغم من أنه لم يزل هناك سوى العشرات من مقاتلي الهيئة”.

إلى ذلك، قصفت طائرات النظام القطاع الاوسط في الغوطة الشرقية بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار، واستهدف القصف عربين، ومدينتي زملكا وعين ترما المجاورتين، وفقا لما ذكرته سوريا على طول، الأسبوع الماضي.

وفي يوم الأحد الماضي، قام عناصر الدفاع المدني في عربين بإزالة الأنقاض التي خلفتها غارات النظام وقصفه، بحسب ما أورده الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول أهالي عربين أنهم يريدون أن تنحل الهيئة أو تغادر كي لا يكونوا هدفا للغارات الجوية الروسية وهجمات النظام العسكرية.

وقال ثلاثة من سكان عربين لسوريا على طول، الثلاثاء إن وجود هيئة التحرير في البلدة يقتصر على مجموعات صغيرة من المقاتلين وأن التحالف المتشدد لا يملك أية قواعد عسكرية في المنطقة.

وقال أبو اليسر براء، عضو الهيئة العامة في مدينة عربين التي ساعدت في تنظيم احتجاج يوم الاثنين، لسوريا على طول، الثلاثاء “أنه لا توجد أي مقرات عسكرية في مدينة عربين”.

وقال أبو محمد الغوطاني، أحد المشاركين بالمظاهرة من مدينة عربين، لسوريا على طول، يوم الاثنين “على الرغم من ضم القطاع الأوسط للاتفاق المعلن إلا أن النظام وروسيا يقصفوننا ونحن في بيوتنا بحجة أن هيئة تحرير الشام مستثناة من الاتفاق”.

وأضاف الغوطاني، البالغ من العمر 33 عاما “شاركنا بالمظاهرة كي يصل صوتنا للعالم والنظام وروسيا ونؤكد لهم أننا نرفض وجود جبهة النصرة بيننا”، في إشارة إلى هيئة تحرير الشام.

من جهته، لم يعلق فيلق الرحمن بشكل علني ​​على مطالب السكان لهيئة تحرير الشام بمغادرة المنطقة.

وتواصلت سوريا على طول مع المتحدث باسم المكتب الإعلامي لفيلق الرحمن، الثلاثاء، لكنه رفض التعليق بشأن تأثير اتفاق وقف إطلاق النار على موقف الفيلق من الهيئة.

وقال وائل علوان المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن لسوريا على طول إن “فيلق الرحمن يرحب بهذا الاتفاق للتخفيف عن الأهالي وطأة الحرب والقصف والهجوم العنيف من قبل النظام على الغوطة”.

ويبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار أدى إلى زيادة التوتر بين فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام.

في السياق، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، في 23 تموز، أن عناصر من الفصيلين اشتبكوا عند أحد الحواجز في القسم المركزي بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار، مما تسبب بإصابة 10 مقاتلين من الطرفين.

واتهمت الهيئة فيلق الرحمن في 28 تموز بقتل أحد مقاتليها في بلدة حمورية، في الغوطة الشرقية، في بيان نشر عبر تطبيق التلغرام.

وجاء في البيان “إن عناصر فيلق الرحمن قطعوا الطرق وهاجموا عناصر الهيئة واستولوا على أسلحتهم”.

في المقابل، نفى وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن الاتهامات في تصريحات لإحدى وسائل الإعلام الموالية للمعارضة مشيرا إلى أن مقاتلي الفيلق كانوا يدافعون عن أنفسهم بعد أن أطلق عناصر من الهيئة النار عليهم.

ويقول سكان الغوطة الشرقية ممن أجرت سوريا على طول مقابلات معهم لإعداد هذا التقرير أنهم يريدون أن يشهدوا نجاح اتفاقية وقف إطلاق النار الأخيرة في إنهاء القصف وضمان وصول المساعدات الإغاثية إلى الضواحي المحاصرة.

وقال الغوطاني المقيم في عربين “نحن قد أهلكنا الحصار ولم يعد أمامنا حلول كمدنيين سوى هذه الهدن والاتفاقات”.

“فمن حقنا أن نحيا حياة تتوفر فيها مقومات الحياة الأساسية”.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال