4 دقائق قراءة

أهالي محردة في شمالي حماة يطالبون قوات النظام بالخروج وعدم زج مدينتهم في الحرب

إلى شرق محردة، وهي مدينة ذات غالبية مسيحية في ريف […]


إلى شرق محردة، وهي مدينة ذات غالبية مسيحية في ريف حماة الشمالي، يشتعل خط جبهة ما بين القوات الموالية للنظام ومقاتلي المعارضة للأسبوع الثالث على التوالي.

ومع اقتراب المعارك إلى محردة، ينزح الأهالي منها، وتتقدم قوات الجيش العربي السوري والميليشيا الحليفة إلى المدينة الخاضعة لسيطرة النظام، متخذين لحملتهم مقراً عسكرياً فيها ضد قوات المعارضة شرقاً.

واستمرت الاشتباكات في يوم الأربعاء، وادعت الفصائل الثورية في حلفايا المجاورة أنها تصدت لمحاولة النظام اقتحام المدينة من محردة. وتقع حلفايا على بعد 2 كم شرق محردة.

وبدأت المعارك حول محردة في 21 أذار، حين شنت الفصائل الثورية في شمال غرب سورية حملة جديدة للسيطرة على مدينة حماة، 20 كم إلى الجنوب الشرقي، ومطارها العسكري المجاور.

وبعد عدة أيام من إحراز تقدم سريع لقوات المعارضة، احتشدت تعزيزات النظام لصد الهجوم. والآن، وبعد أسبوعين، استعاد الجيش العربي السوري وحلفاؤه كل ما سيطر عليه الثوار تقريباً في البداية.

وفي محردة، تتمركز حالياً الميليشيات العراقية والإيرانية وحزب الله، وهم الحلفاء الرئيسيون للنظام في حملته المضادة؛ فتحولت المدارس في المدينة إلى ثكنات، وأصبحت الأحياء السكنية مستودعات للآليات والتجهيزات العسكرية.

وأصدر أهالي محردة بياناً في يوم الإثنين، يعربون فيه عن سخطهم. وجاء في البيان” يُشن من أراضي محردة منذ دخول هذه الميليشيات لها هجوما عسكريا على البلدات المجاورة وعلى إخوتنا السوريين فيها”. وطالبوا بـ”اخراج كافة الميليشيات المسلحة من محردة”. 

“نريدهم أن يخرجوا ولا يستخدموا مدينتا بحربهم”، وفق ما قالت شمس من أهالي محردة، وتدعم موقف البلدة، لمراسلة سوريا على طول، نورا الحوراني.

وفي الشهر الماضي، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نزوح ما يصل إلى 4000 من الأهالي بسبب المعارك والقصف في ريف حماة الشمالي.

أصدر أهالي بلدة محردة في ريف حماة بيانين في يومي الإثنين والثلاثاء، يدينون فيهما النظام وحلفائه لاستخدام المدينة كمقر للعمليات العسكرية، هل تم التوافق على هذا البيان من قبل جميع الأهالي في المدينة؟ أليس هناك خوف من قبل الأهالي من ردة فعل النظام أو الميليشيات على الأهالي؟

نعم بالتأكيد البيان كان بتوافق جميع أهالي محردة، وتخوف الأهالي من الاعتقال أو اي ردة فعل دفعتنا ان لا نذكر أسماء أو جهة معينة في البيان.

محردة في كانون الأول 2016. حقوق نشر الصورة لـ شبكة أخبار محردة.

ذكر بيان محردة يوم الإثنين أن الأهالي تعتبر المدينة محتلة من قبل حزب الله والميليشيات ما سبب هذا التوصيف؟

بالفعل المدينة أصبحت محتلة بسبب وجود أعداد كبيرة من الميليشيات الايرانية والعراقية وحزب الله وكذلك الدفاع الوطني في حماة وحمص وعناصر من الجوية والقومية والفيلق الخامس وأعدادهم كبيرة جداً.

هم يستخدمون أرضنا ومدينتنا لضرب الريف وأماكن سيطرة المعارضة وزجنا بحرب لا دخل لنا بها، وإظهارنا بمظهر المؤيد لما يجري ويحدث وما يقومون به من أعمال عسكرية، وهذا لا يمكن لعاقل أن يقبل به.

كيف تغيرت الحياة مع وجود الميليشيات في المدينة؟ وهل تواجهون مشاكل مع الميليشيات في البلدة؟

الميليشيات متواجدة في المدينة والآليات العسكرية كذلك بين الأحياء السكنية خصوصاً في بداية اطلاق المعارك من قبل قوات المعارضة المسلحة.

كما اتخذت الميليشيات من المدارس أماكن سكن، وانقطعت بالتالي العملية التعليمية.

وقامت بعض الميليشيات بسرقة بعض المعامل الخاصة بالأهالي والموجودة على أطراف المدينة ومنهم من تم القبض عليهم وارجاع بعض المسروقات.

اليوم قامت الميليشيات العراقية بتكسير أقفال بعض البيوت، وهناك أعداد قليلة من البيوت تم سرقتها.

رغم عدم وجود اشتباكات ضمن المدينة، فإن محردة تقع إلى الغرب تماماً من الجبهة ما بين النظام والثوار. كيف أثر هذا عليك وعلى الأهالي الآخرين؟ هل ما زال الناس ينزحون من المدينة؟

نحن متوترون وخائفون كثيراً والقذائف منذ ثلاث أيام تتساقط علينا واليوم (الثلاثاء) كان الأعنف هناك إصابات ودمار كبير.

وأنا الآن أقبع في القبو (ملجأ اسفل البناء) مع عائلتي وأطفالي وحالة من الرعب نعيشها، منذ الصباح والقذائف تتساقط بقربنا. للأسف ورقة الأقليات ورقة رابحة، والكل يتاجر بدمائنا.

بالنسبة للنزوح شهدت المدينة حركة نزوح كبيرة في بداية الأعمال العسكرية بسبب خوف الأهالي من قصف المنطقة مع اقتراب المعارك منها وتخوفوا من حصار المنطقة وألاعيب النظام التي أشاعها، وقدرت أعداد العائلات النازحة بـ300 عائلة تقريباً.

بعد عدة أيام من نزوح الأهالي، عاد جزء كبير إليها، ولكن مع التصعيد الأخير نزح الأهالي مجدداً من المدينة وما زال النزوح مستمراً.

هل تعتقدين أن حملات التوعية والبيانات يمكن أن تؤثر على الوضع؟ وما الذي يريده أهالي محردة في هذه المرحلة؟

نحن نطالب بخروج الميليشيات من مدينتا التي لطالما كانت آمنة، واذا استمر تواجد الإيرانيين وحزب الله والعراقيين وبعض أبناء المدينة الذين يقاتلون مع النظام فستبقى ورقة محردة ورقة رابحة يتم استغلالها.

نريدهم أن يخرجوا ولا يستخدموا مدينتا بحربهم، هم ينشرون على صفحات النظام انهم يضربون ويمهدون لاقتحام مدينة حلفايا مع صور لتلك الضربات من داخل مدينة محردة ولا يريدون أن يضربوا أو يرد عليهم.

وكأن النظام يضرب على الريف قذائف المحبة والورود والرحمة.

لا أتوقع أن يجدي الضغط المدني بإخراج الميليشيات، وللأسف ما أراه في المستقبل أن كل الأطراف تسعى للتدمير والتهجير والقتل.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال