أهالي مخيم الركبان يخشون عزلة تامة بعد تجدد التفجيرات “الإرهابية”
أدى انفجار سيارة مفخخة في الآونة الأخيرة، بالقرب من مخيم […]
20 أكتوبر 2016
أدى انفجار سيارة مفخخة في الآونة الأخيرة، بالقرب من مخيم معزول للنازحين السوريين، إلى تسليط الضوء على الصعوبات المستمرة لتوفير الأمن والخدمات الأساسية، لعشرات الآلاف من الناس الذين تقطعت بهم السبل في المنطقة منزوعة السلاح بين الحدود السورية والأردنية.
وانفجرت مساء يوم الأحد، شاحنة مفخخة بالقرب من مستشفى ميداني، يبعد كيلومتر واحد شمال غرب مخيم الركبان، وهو واحد من اثنين من المخيمات المؤقتة التي تشكل موطنا لـ50- 75 ألف نازح سوري داخل منطقة منزوعة السلاح، على الحدود الأردنية.
ووقع الهجوم الانتحاري الذي أسفر عن مقتل واحد من مقاتلي الجيش السوري الحر، وجرح ثلاثة آخرين، بعد أقل من أربع ساعات من دخول شاحنة من المواد الغذائية والطبية إلى المخيم من الأردن، وهي أول عملية تسليم للمساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان، منذ أكثر من شهرين، حسب ماقاله متحدث باسم الجيش السوري الحر المسؤول عن الأمن في المخيم، لسوريا على طول، الثلاثاء.
وتظهر لقطات الفيديو، التي تم تحميلها على يوتيوب ،الاثنين، بقايا الهيكل السفلي للسيارة المفخخة مع بقايا نقطة حماية مشفى العشائر في مخيم الركبان. ويشير المصور على ما يبدو إلى وجود لحم بشري محترق: “خنزير من فعل ذلك”.
بقايا انفجار شاحنة ملغومة يوم الأحد. تصوير: مكتب JAA الإعلامي.
ولم يعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن تفجير يوم الأحد في مخيم الركبان، ولكن كل من المسؤولين في الجيش السوري الحر والنازحين السوريين على الحدود، قالوا لسوريا على طول أنه لا أحد غير تنظيم الدولة “له مصلحة” في الهجوم على المخيم.
وقال محمد العدنان، مدير مكتب جيش أحرار العشائر، وهو فصيل يعمل تحت قيادة الجيش السوري الحر، أن الهجوم كان محاولة اغتيال فاشلة لأحد قادته، الذي يعارض بشدة تنظيم الدولة وتربطه علاقة وثيقة بالحكومة الأردنية.
وأضاف “دخلت المساعدات بحضور الشيخ راكان رئيس تجمع أحرار العشائر، وتم تسريب خبر وجود الشيخ راكان وكان هو المستهدف بالعملية”.
والشيخ راكان الخضير، هو القائد العام لجيش أحرار العشائر في المخيم، وهو اتحاد من الفصائل القبلية، يتم تدريبهم من قبل الأردن. وقال المتحدث باسم جيش أحرار العشائر، أن الجيش بدأ بتوفير الأمن وتنسيق إيصال المساعدات للركبان قبل أربعة أشهر، مشيرا إلى أن جماعته تحارب داعش في منطقة اللجاة في شرق درعا. وفي آب الماضي، انفجرت عبوة ناسفة، قيل أن تنظيم الدولة زرعها، وأدت إلى مقتل قيادي في جيش أحرار العشائر وخمسة مقاتلين في درعا.
وأكد عدنان أن راكان كان مسؤولا عن تنسيق تقديم المساعدات يوم الأحد، لكنه رفض الكشف عما إذا كان الشيخ بالقرب من محيط الهجوم، مضيفا أن راكان لا يزال على قيد الحياة.
وقال سكان المخيم الذين فروا جميعهم تقريبا من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في الرقة، ودير الزور وشرق حمص، لسوريا على طول، أن الهجوم على جيش أحرار العشائر “هو جزء من استراتيجية أوسع لتنظيم الدولة من أجل تخريب أي جهود لتحسين الأمن والوضع الإنساني في المخيم”.
في السياق، قال أحمد الدعفي، وهو أحد الناشطين في مخيم الركبان أن “التفجير مجرد لعبة من أجل إلغاء المساعدات المقررة في هذا الأسبوع”.
مخيم الركبان يوم الاثنين. تصوير: أحمد الدعفي.
وأضاف الدعفي “الجميع خائف وجائع، ولا يوجد لدى الأهالي أي مكان آمن سوا هذا المكان، والجميع يأمل بالدخول إلى الأردن خوفاً من استهدافات أخرى”.
وأدى هجوم تنظيم الدولة على موقع حرس الحدود الأردنية خارج الركبان، في حزيران، بواسطة سيارة ملغومة، إلى إغلاق المنطقة الحدودية وإيقاف جميع العمليات الإنسانية هناك.
وبعد إغلاق الحدود في حزيران، تدهورت الأوضاع بسرعة في مخيمي الركبان والحدلات، وهو مخيم أصغر من الركبان، ويقع على بعد 50 كم إلى الغرب.
ولم يعد باستطاعة السكان الحصول على الرعاية الطبية أو المعونات الغذائية. كما تفشى التهاب الكبد، في آب، وأدى إلى وفاة 18 رضيعا على الأقل في الركبان، وفقا لما أوردته سوريا على طول، هذا الشهر.
وبعد إغلاق الحدود، سمحت الأردن بدخول المساعدات مرة واحدة إلى الركبان في آب الماضي، وتضمنت طرودا غذائية ومواد تنظيف، عبر رافعات يبلغ ارتفاعها 70 مترا. ولم يسمح لأي من عمال الإغاثة بالدخول إلى المخيم والإشراف على عملية توزيع المساعدات.
وبعد أشهر من المفاوضات بين مسؤولي الأمم المتحدة والحكومة، أعلنت الأردن الأسبوع الماضي أنها ستوصل المساعدات من الآن فصاعدا، عن طريق الرافعات على أساس روتيني، على الرغم من أن الحكومة سوف “تحافظ على سياسة الحدود المغلقة”، حسبما ذكرت صحيفة جوردن تايمز يوم 9 تشرين الأول.
ويخشى سكان الركبان أن تتراجع الأردن عن قرارها باستئناف إيصال المساعدات بعد الهجوم الأخير.
وقال أحمد الدعفي، بأن الحكومة الاردنية سمحت بإدخال المواد الغذائية الى الركبان، “ولكن هذا التفجير قلب الموازين”، وهناك مخاوف من قبل الأهالي أن تلغي الحكومة الاردنية دخول المساعدات بسبب التفجير الجديد.
وقال عامل إغاثة، يعيش في عمان، وعلى ارتباط وثيق بمخيم الركبان، لسوريا على طول، الأربعاء، أن تفجير يوم الأحد من غير المحتمل أن يؤثر على قرار الحكومة باستئناف شحنات المساعدات بسبب الهجوم الذي وقع في الأراضي السورية، خارج المنطقة المنزوعة السلاح.
ومع ذلك، فيقول المسؤولون عن الدفاع عن المخيم بأن فرصة الهجمات المستقبلية عالية، نظرا لصعوبة تأمين تسوية رسمية مع عشرات الآلاف من الأشخاص في صحراء قاحلة.
وقال عدنان المتحدث باسم الجيش السوري الحر أن “كثافة عدد السكان وطبيعة الأرض الصحراوية، وغياب المرافق الرئيسية يجعل العمل صعب وثقيل”.
ويعد كل من الركبان والحدلات مخيمات مفتوحة، تأتي الناس إليها وتعود، مما يجعل من الصعب التخلص من “المتسللين من تنظيم الدولة”، ودرء المزيد من الهجمات، حسب ماقاله الدعفي موضحا أن “المخيم كبير وعدد سكانه يتجاوز 50 ألف نسمة، حيث يعد مدينة، والناس تأتي وتذهب، ولا احد يعرف من المتسلل”.
ترجمة: سما محمد