أهالي مخيم الركبان يستيقظون على منشورات تنذرهم بإخلاء المخيم
استيقظ النازحون في مخيم للاجئين، على طول الحدود السورية الأردنية، […]
5 فبراير 2017
استيقظ النازحون في مخيم للاجئين، على طول الحدود السورية الأردنية، يوم الأربعاء، على مئات المنشورات المتناثرة حول المخيم النائي.
وكانت الأوراق المتناثرة البيضاء تحمل رسالة مشؤومة لسكان المخيم مفادها “نعلمكم بما يلي: إخلاء المخيمات وما حولها على السواتر السورية الأردنية بأقصى سرعة فقد قررنا اجتياح المنطقة”.
علي، هو واحد من 75 ألف نازح، فر معظمهم من مناطق شرق سوريا الخاضعة الآن لتنظيم الدولة، يقيمون في المخيم غير الرسمي (العشوائي). وسواء جاء التهديد من تنظيم الدولة أم لا، فهو يشعر بأنه تهديد حقيقي، حيث قال مراسل شبكة تدمر الإخبارية، أحد قاطني المخيم وأب لطفلين، لمراسلة سوريا على طول، نورا الحوراني “شعرت بالخوف واليأس، خصوصاً على عائلتي وأطفالي”.
وقبل أحد عشر يوما، أدى انفجار سيارة مفخخة، يشتبه بأنها تابعة لتنظيم الدولة، إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح العشرات الآخرين في سوق داخل مخيم الركبان.
وهذا التفجير هو الرابع في المخيم، والذي يشتبه بأن تنظيم الدولة وراءه. حيث أسفر التفجير الأول، في حزيران 2016، عن مقتل سبعة جنود أردنيين، عندما انفجرت سيارة مفخخة، عند نقطة عسكرية قرب المخيم، مما دفع الأردن لإغلاق المعابر الحدودية، وتعليق وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم.
وقال علي أن النازحين يتساءلون “إلى أين نذهب الآن (…) لا يمكن العودة إلى قرانا ومدننا التي يستولي عليها التنظيم أو النظام”.
وأضاف “حتى الناس التي بدأت تفكر بالرحيل فهي أشبه بمن يرمي نفسه للتهلكة”.
أين وجدت المنشورات؟ وهل شاهدت من قام بتوزيعها؟
عندما استيقظت صباحاً وجدت، كما أهالي المخيم، هذه المنشورات مرمية هنا وهناك، لم نر أو نشعر بشيء في الليلة السابقة، ولم يُعرف من الفاعل.
المنشورات تحمل تحذيرات بأن تنظيم الدولة قرر “اجتياح المخيم”. تصوير: شبكة تدمر الإخبارية.
ماهي ردة فعلك عندما قرأت مضمون المناشير؟ وكيف كان صداها على أهالي المخيم؟
في البداية شعرت بالخوف واليأس خصوصاً على عائلتي وأطفالي، وبدأت أفكر بحل لحالنا المأساوي الذي يسوء أكثر فأكثر.
نحن مدنيون لا ذنب لنا هربنا من الموت، لنواجه الموت كل يوم بشكل جديد، برداً وجوعاً وعطشأ ومرضاً، ليزيد على ذلك التفجيرات والتهديدات.
(منذ 21 حزيران 2016، أدت أربعة تفجيرات منفصلة في مخيم الركبان إلى مقتل 19 شخصا على الأقل، بينهم سبعة جنود أردنيين).
تحملت كثيراً انا وعائلتي ولطالما كنت أبحث عن النجاة فقط، لكن وصلت لمرحلة من اليأس والتعب تجعلني أفضل الموت على البقاء هنا.
المناشير سببت خوفا وارتباكا بين الأهالي الضعفاء، وبالأصل هم لديهم الكثير من التخوفات من التفجيرات المتكررة في المخيم وكيف سيكون المستقبل؟.
هل استجاب الأهالي وبدأ بعضهم بمغادرة المخيم؟
كلا لم يرحل أحد حتى الآن، والناس تتمنى أن ترحل فلا تريد أن تعرض نفسها للخطر، ولكن حتى الناس التي بدأت تفكر بالرحيل فهي أشبه بمن يرمي نفسه للتهلكة.
ولسان حال الناس في المخيم، إلى أين نذهب؟ ليس هناك مكان نذهب إليه ولا يمكن العودة إلى قرانا ومدننا التي يستولي عليها التنظيم أو النظام.
هل تعتقد أن التنظيم هو من نشر المنشورات بالفعل؟ وما الهدف منها برأيك؟
في الحقيقة انتشرت عدة تحليلات بين الأهالي في المخيم عن هوية الفاعل، ولكن شخصياً لا أعتقد أن التنظيم هو من نشرها، فأسلوب الكتابة في المنشور مختلف، كما أن داعش تتبنى أعمالها عادةً. ولم تهدد عائلات الأشخاص الذين يحاربونها من قبل، في حال اعتبرنا أنفسنا عائلات الجيش الحر كما يتهمنا التنظيم.
من الصعب أن نوجه الاتهام لأحد بشكل مباشر وأظن أن الفاعل له مصلحة بافتعال بلبلة ومشاكل في المخيم وبين النازحين والحكومة الأردنية مما يضطر الأردن فيما بعد إلى إجبار الناس على إخلاء المكان.
من هي الجهة المسؤولة عن حماية الناس في المخيم؟ وما دور المنظمات الدولية هنا؟
لا توجد جهة رسمية مسؤولة عن حماية المدنيين مما يزيد معناتنا أكثر، فبأي لحظة يمكن الاعتداء أو انتهاك حق أي مدني دون محاسبة.
لذلك نحن نطالب وطالبنا كثيراً أن يكون هناك دوريات أمن من أبناء المخيم، إذا كانت الحكومة الأردنية لا تريد تعريض مواطنيها للخطر، ولكن أن تكون هذه الدوريات بحماية وإشراف أردني.
منذ فترة حصل شجار بين أحد سكان المخيم وفصيل يدعى مغاوير الثورة، تابع لجيش سوريا الجديد، حيث قاموا باعتقال أشخاص من سكان المخيم. لذلك لا يستطيع أحد التشاجر مع أي فصيل لأن مصيره الاعتداء والاعتقال والتهمة جاهزة وهي الانتماء لداعش.
(جيش سوريا الجديد، متوقف عن العمل الآن، هو مجموعة من المنشقين عن الجيش العربي السوري تأسس في تشرين الثاني 2015، وكان يمارس نشاطه في شرق سوريا).
المنظمات (الدولية) يجب أن يكون لها دور. فهناك تجاهل كبير للعالقين على الحدود في ظل الانتهاكات اليومية التي يتعرضون لها، وللأسف المدنيون يدفعون ثمن الصراع بين داعش والفصائل.
ترجمة: سما محمد.