أهالي مصياف يتحسرون على احتراق غاباتهم: المسؤولون لا يهمهم إن احترقنا!
لليوم السابع على التوالي، الأربعاء، والحرائق مستمرة في التهام غابات […]
27 أبريل 2016
لليوم السابع على التوالي، الأربعاء، والحرائق مستمرة في التهام غابات بالقرب من مدينة مصياف، الخاضعة لسيطرة النظام، والواقعة غرب مدينة حماة، فيما يتهم الأهالي الساخطون تجار الفحم غير المرخصين بإشعال الغابات عمداً، في ظل تواطؤ مسؤولي المحافظة، معهم لـ”إشباع جيوبهم بالمال”.
وذكر رفيق، اسم مستعار لأحد أبناء مدينة مصياف، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، “أن خمس حرائق اندلعت تباعاً منذ يوم الخميس في أماكن متفرقة من المنطقة لتتمدد ملتهمة الأخضر واليابس”.
وفتك لهيب النيران حتى الآن بمساحة تفوق 20 ألف متر مربع من غابات الصنوبر والسنديان، والأحراج والبساتين الزراعية على الجبال الراسية غرب وجنوب مصياف، وفق ما قال إبراهيم ديب من شبكة مصياف الإخبارية، الموالية للنظام، لسوريا على طول، الأربعاء.
ومصياف، وغالبية ساكنيها من العلويين والشيعة الإسماعيلين، تقع على بعد 45 كم جنوب غرب مدينة حماة، في عمق الأراضي التي يسيطر عليها النظام في محافظة حماة. وأكثر من مئة ألف شخص يعيش في مصياف نفسها وفي القرى الريفية الملتفة حولها.
وهرب نحو 100 من أهالي اثنتين من القرى القريبة من مصياف من منازلهم إلى عاصمة المحافظة، خلال الأسبوع الماضي، “خوفاً من الحريق أو من كثافة الدخان الذي قد يسبب الاختناق والموت وخاصة لدى مرضى الربو”، وفق ما بيّن رفيق.
وحرائق الغابات في سوريا نادرا ما تحدث خلال فصل الربيع المعتدل نسبياً. “وهي جميعهاً بفعل فاعل” وفق ما قال رفيق لسوريا على طول، مشيراً إلى الحرائق الخمسة التي نشبت في أماكن شتى في المنطقة، ومؤكداً صدى الإتهامات التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الإجتماعي ومواقع الأخبار المحلية.
محافظ حماة، الدكتور غسان خلف وهو يرقص ويشتعل لهيب التصفيق الحار له بغابات مصياف في صورة ابتكرها ونشرها موقع أخبار محلي في بداية هذا الأسبوع. حقوق نشر الصورة لـ شبكة أخبار مصياف
وخلال الأسبوع الماضي، أشارت مواقع الأخبار الموالية للنظام وأهالي مصياف إلى أن تجار الفحم غير المرخصين، الذين يحرقون الأشجار لتحويلها إلى الوقود الأسود المستخدم في الطهي والتدفئة، هم من يفتعلون الحرائق لزيادة منتوجاتهم.
و”التفحيم بدون رخصة أمر مخالف للقوانين، وغرامته كبيرة قد تصل إلى السجن”، كما أشارت رفيف، وهي في الخامسة والعشرين من العمر، وطالبة ماجستير في الهندسة الزراعية، لسوريا على طول، الأربعاء.
وأضافت رفيف “هناك تجار يقدمون الرشاوي أو التهجم بالسلاح أحياناً على من يحمي الغابات او تلك الأحراش الزراعية، فلهذا يعمدون الأن إلى حرق الغابات كأسلوب جديد”.
وفي السياق، قال الدكتور غسان خلف محافظ حماة لصحيفة البعث، التابعة للنظام، الأربعاء، “منذ أسبوع نحاول جاهدين بشتى الوسائل إخماد الحريق لكن لا يوجد تعاون من المجتمع الأهلي ولا من الجهات الأخرى إطلاقاً”.
ولفت الدكتور خلف، أيضا، إلى أن تجار الفحم هم وراء إشعال الحرائق. وطالب الجهات المسؤولة بـ”رصد تحرّكات مفتعلي الحرائق وإلقاء القبض عليهم واتخاذ أشدّ العقوبات بحقهم”، مشيرا إلى أنه “سوف يتم تعقّب ومساءلة كل من يقوم بعمليات التفحيم ومعرفة المرخّصين من غير المرخصين”.
إشتعال الحريق على قمة جبل بالقرب من مصياف في بداية هذا الأسبوع. حقوق نشر الصورة لـ أخبار مصياف
وادعى خلف أيضاً استنفار قوى المؤسسات “وزجّ كل الآليات التابعة للمؤسسات الحكومية لقطع سير النار وتطويقها وإخمادها”، وهو الإدعاء الذي دحضه الكثير من صفحات أخبار مصياف على الفيسبوك، واثنين من أهالي مصياف الذين تحدثوا لسوريا على طول، الأربعاء.
وقال إبراهيم ديب، من شبكة مصياف الإخبارية، لسوريا على طول، إن “محاولات إخماد الحريق بدائية ويقوم بها متطوعون من فرق الدفاع المدني ورجال الإطفاء في مصياف”.
من جهتها، ذكرت شبكة أخبار مصياف في منشور على صفحة الفيسبوك، الثلاثاء، أن “فقط 4 سيارات لاطفاء هكتارات من الاراضي الحاجية والغابات في مصياف”.
وتشير التعليقات على المنشور ذاته إلى المفارقة بين آليات الإطفاء وآليات الهدم التي أرسلت مرتين خلال الشهر الماضي لتقويض المنازل التي بنيت دونما ترخيص بزعم انها أقيمت على الأراض الزراعية في مصياف. وكان من المفترض أن ترسل آليات الهدم للمرة الثالثة في يوم الأربعاء، لكنها لم تظهر أبداً.
وقال ديب “نحن في مناطق آمنة نتعرض لدمار وارهاب لا تتعرض له المناطق الساخنة، وكل ذلك بفعل فاعل. نحن نعرفهم والحكومة تعرفهم واليوم اثبتت لنا مديرة المحافظة في حماة أنها متواطئة معهم لأنها لا تعمل على إخماد الحريق أو إلقاء القبض على هؤلاء، تجار الدم، والذين يستغلون أي شيء يخدم إمبراطورياتهم المالية”.
ونشرت صفحة أخبار مصياف “في بلاد سيارات الفيميه، في بلاد الأرصفة المحتلة، حقك رصاصة، وعروف مع مين عم تحكي، في بلاد الضمائر المتصحرة لا قيمة للشجر ولا قيمة للإنسان (…) فوفروا نداءات النجدة (…) واستنهاض همم المسؤولين، للحفاظ على ما تبقى من خضرة جبال مصياف؛ فوالله إن ورقة دولار خضراء على طاول المسؤولين تعادل كل خضرة بلادي”.
وختم رفيق بالقول “يريدون قتل مدينتنا ولا يهمهم إن احترقنا (…) المهم إشباع جيوبهم بالمال”.
ترجمة: فاطمة عاشور