أهال في مناطق النظام غرب حلب: لم نعد نعلم من أين يأتي القصف والصواريخ لا تميز بين أحد
عندما اقترب القصف وإطلاق النار من منزل جلال الحلبي، يوم […]
7 أغسطس 2016
عندما اقترب القصف وإطلاق النار من منزل جلال الحلبي، يوم الثلاثاء، حينها أدرك بأن الوقت حان ليحزم أمتعته ويغادر منزله.
وقال الحلبي، أحد سكان حي الحمدانية، الواقعة تحت سيطرة النظام غرب مدينة حلب، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أننا “لم نعد نعلم من أين يأتي القصف وإطلاق النار”.
وأضاف “أصبح القصف والاشتباكات قريبا جداً من الحي، والقذائف والصواريخ لا تميز بين أحد، وكنا نتلقى الرصاص والقذائف من كلا الجانبين”.
وكان إطلاق النار قادم من الاشتباكات العنيفة الدائرة في الشوارع، في محاولة لقوات النظام لمنع تقدم الثوار الذين وصلوا إلى أبواب منازلهم، بحسب وصف الحلبي. وكان جيش الفتح تقدم، يوم الأحد، 4 كيلو مترات في محيط الجنوب الغربي من مدينة حلب، ليقتحم بذلك المناطق الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، والجزء الجنوبي من الحمدانية، حيث هم متواجدون الآن. كما سيطر الثوار على أجزاء صغيرة من المدينة، لكن لم يتضح بعد ما هي مساحة تلك الأجزاء بسبب استمرارية القتال.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا“، يوم الخميس، أن “المجموعات الإرهابية أطلقت عددا من القذائف الصاروخية، واستهدفت برصاص القنص أحياء الحمدانية وغيرها من أحياء حلب السكنية”.
حي الحمدانية في مدينة حلب في حزيران 2011. حقوق نشر الصورة لصفة شباب وصبايا الحمدانية.
وبحسب وكالة سمارت نيوز، التابعة للمعارضة، فإن “حي الحمدانية بحلب شهد، يوم الثلاثاء، حركة نزوح من الأهالي نتيجة اقتراب المعارك من الحي، بين قوات النظام والفصائل العسكرية”.
ونتيجة قطع المياه والكهرباء بسبب الإشتباكات الدائرة، نزح عدد غير معروف من السكان منذ يوم الأحد، ممن عانوا من اشتباكات النظام والثوار من جهة، وشعروا بالإحباط من عدم قدرة الحكومة على توفير الأمان لهم من جهة أخرى.
إلى ذلك، قال الحلبي “شعرنا بأننا وسط المعركة تماماً لذلك قررنا الخروج من المنزل، وأنا لم يعد لي ثقة بالجيش السوري”.
وبحسب ماقاله بعض الأهالي فهم يشعرون بالخوف والقلق لأن جيش الفتح سيعاملهم كمعاملة قوات النظام.
إلى ذلك، قال أبو أحمد، أحد سكان الحمدانية الذي بقي في المنطقة، لسوريا على طول، يوم الخميس، أن الفصائل العسكرية “سوف يعتبروننا موالين للنظام ولن يفهموا أننا لسنا موالين، ولكن لا نريد أن نتدخل بالصراع الحاصل”.
ولا يريد أبو أحمد مغادرة منزله، مضيفا “لن أنزح من منزلي وأترك بيتي عرضة للسرقة والنهب، هذا البيت الذي حافظت عليه بعد ست سنوات من الثورة”.
وتابع “لم تستطع عائلتي أن تتحمل أصوات الانفجارات والرصاص، وابنتي كانت تصرخ وترتجف من شدة الخوف، فنحن مدنيين ولم نتدخل بهذا النزاع الحاصل بين الطرفين منذ بدء حدوثه”.
وأكد “نحن لا نريد أي شيء سوى أن نبقى في بلدنا دون أن نموت فيها”.
وليست هذه المرة الأولى التي تنتشر بها مخاوف الأهالي من السرقات غرب حلب، حيث تعرض حي الخالدية، غرب حلب أيضا، عام 2015، لسرقة بعض المنازل بعد بث إشاعات من قبل المليشيات التابعة للنظام، بدخول الثوار إلى الحي ليتبين لاحقاً بأنها مجرد إشاعات، كان الغرض منها سرقة المنازل.
وقال شادي حلوة، مراسل التلفزيون السوري، يوم الإثنين، عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، أن “اطلاق نار عشوائي وترهيب للمواطنين في الحمدانية وملحقاتها بحجة وجود إرهابيين، والهدف تكرار سيناريو الخالدية العام الماضي”.
ومن أجل هذا السيناريو، قرر جلال الحلبي عدم المخاطرة والبقاء في الحمدانية، قائلا “يلعن النظام، نصف أهالي حلب صاروا محاصرين وعم يموتوا، ونصف ثاني هربان من الموت ما بيعرف إيمت بيجيه”.
وأضاف “عند دخول الثوار سيكون عناصر الجيش السوري أول الفارين”.
ترجمة: بتول حجار