إضراب في إحدى المدن السورية الواقعة تحت سيطرة “الأكراد” بعد قضية “مقتل شابين”
بدأ الخلاف في مدينة منبج الشمالية السورية، الأسبوع الماضي، أعقاب […]
17 يناير 2018
بدأ الخلاف في مدينة منبج الشمالية السورية، الأسبوع الماضي، أعقاب جريمة القتل المزعومة لإثنين من السكان العرب على أيدي السلطات الكردية، كما ادعت إحدى القبائل المحلية البارزة.
وكان النزاع قد بدأ في نهاية الأسبوع الماضي، عندما عثر سكان منبج على جثتين لشابين من الشبان العرب، وقال أبو عمر المنبجي، عضو موقع منبج مباشر الإعلامي (المعارض) لسوريا على طول أن “الشابين ينتميان إلى عشيرة البوبنا، وهي عشيرة محلية ذات نفوذ وتأثير كبير”، وأفاد بأن الإدارة الذاتية ذات الأغلبية الكردية هي من اعتقلتهم في شهر كانون الأول.
وذكر أحد أفراد عشيرة البوبنا منصور المصطفى، صاحب إحدى المحلات التجارية في منبج، لسوريا على طول خلال نهاية عطلة الأسبوع أن الجثتين ” كان عليهما آثار تعذيب ومكبلتين وجثة منهما مقطوعة الرأس” ولم يتسنّ لسوريا على طول التحقق من صحة ما حدث بالفعل للجثتين.
ونفى مسؤولان من قوات سوريا الديمقراطية اللذان تحدثا مع سوريا على طول أي دور في مقتل الشابين، وأكدا أن التحقيقات “جارية” لتحديد هوية المسؤولين.
وصرحت غصون رجب، مديرة مكتب الإعلام في إدارة المدنية الديمقراطية، لسوريا على طول يوم الأحد أن “ما يشاع عن أن الشابين قتلا على يد القوات الديمقراطية غير صحيح”.
منبج في 5 تموز 2017، الصورة من صفحة منبج في عيون أهلها.
وكانت الإدارة الذاتية مسؤولة عن منبج الواقعة على بعد 75 كيلومتراً شمال شرق مدينة حلب، منذ شهر آب عام 2016، وذلك بعد أن سيطرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على المدينة من تنظيم الدولة.
وبعد السيطرة على منبج، أنشأت قوات سوريا الديمقراطية مجلساً عسكرياً محلياً لحكم المدينة، إلا أن الإدارة الذاتية في المدينة تعرضت لتوترات بين العشائر العربية المحلية وسلطات روجافا التي جُلبت من خارج المدينة.
وفي آخر موجة من التوترات، أصدرت قبيلة البوبنا بياناً نشر على الإنترنت، يوم الجمعة، اتهمت فيه الإدارة الذاتية “بتعذيب اثنين من شبابنا وتصفيتهم حتى الموت” أثناء وجودهم في المعتقل، ودعوا رجال القبائل وغيرهم في منبج لإغلاق أعمالهم التجارية في جميع أنحاء المدينة للاضراب والتظاهر.
ورداً على ذلك، أغلق العشرات من أصحاب المحلات أبوابهم استعداداً للاضراب الذي بداأ يوم الجمعة، كما ندد سكان منبج والمشاركون في الإضراب الذين أغلقوا أعمالهم بما أسموه “جريمة” على يد الغرباء.
وكان الهدف من الاضراب الذي استمر حتى يوم الثلاثاء “إعلان موقف واضح وصريح من هذه الإنتهاكات والجرائم المدانة التي وصلت إلى حد التصفية والقتل للمعتقلين الأبرياء” بحسب ما جاء في بيان قبيلة البوبنا.
وقال منصور المصطفى الذي أغلق محله التجاري في منبج “لقد فعلنا ذلك رفضاً لممارسات قوات سوريا الديمقراطية”، كما دعا قوات الإدارة الذاتية بأنها “قمعية”، مضيفاً أن “هناك بطش وعدم مسؤولية لدى السلطات في التعامل مع المواطنين الخاضعين تحت سيطرتها”.
ومن جهته أشاد مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية بالإضراب الذى حدث في منبج كتعبير عن “ثقافة ديمقراطية” تحت سلطة الإدارة الذاتية، وذلك فى بيان له نشر على الفيسبوك، يوم الاثنين.
وأضاف البالي “ترفع القبعة لأهلنا في منبج هذه الروح الديمقراطية التي عبر فيها الطرفان عن وجهة نظرهما بصورة حضارية”.
المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج شرفان درويش وقادة قوات سوريا الديمقراطية في منبج يوم الاثنين. الصورة من صفحة مصطفى بالي.
وفي الوقت نفسه، يحدق بالإدارة الذاتية تهديد آخر في حكمها لمنبج، حيث تعهد الرئيس التركي أردوغان، يوم الثلاثاء بتدمير جميع معاقل ما أسماه بـ”الإرهاب” على طول حدوده مع سوريا “بدءاً من عفرين ومنبج”، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية الأناضول.
وترى أنقرة أن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل جزءاً كبيراً من قوات سوريا الديقراطية، منظمة إرهابية مرتبطة بمجموعة حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً داخل تركيا منذ عقود.
وعلى الأرض في منبج، ضغط زعماء القبائل العرب على الإدارة الذاتية في الأشهر الأخيرة لوقف التجنيد الإجباري للشباب في قوات سوريا الديمقراطية. ويحتفظ مجلس إدارة روجافا، ذات الأغلبية الكردية في شمال سوريا، بحق تجنيد الشباب ممن تتجاوز أعمارهم 18 عاماً لمدة تسعة أشهر، وتعتبر”واجب الدفاع الذاتي واجب وطني وإنساني وأخلاقي”، وينطبق القانون على جميع المواطنين السوريين والأجانب المقيمين في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية، سواء كانت مناطق كردية أوعربية، وفقا لموقع المجلس التشريعي على الإنترنت.
أما بالنسبة لأفراد سكان منبج العرب، فإن القتال إلى جانب القوات الكردية يمكن أن يعني الإشتباك مع القوات العربية التي تدعمها تركيا على بعد نحو 12 كيلومتراً شمال منبج، في منطقة تربطها علاقات قبائلية عميقة الجذور.
وقال أحد السكان، الذي احتجز لأداء الخدمة العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية لسوريا على طول في تشرين الثاني أن “القبيلة لها قوة وقاعدة شعبية كبيرة في منبج”.
وتفاوض قادة القبائل فى أوائل شهر تشرين الثاني مع سلطات الإدارة الذاتية المحلية لجعل الخدمة العسكرية طوعية، وقال المعتقل السابق “أن قوات سوريا الديمقراطية لا تستطيع أن تجعل القبائل تخضع لهم”.
وأضاف المصطفى، صاحب المحل التجاري، يوم الاثنين، أنه شعر بخيبة الأمل إزاء إدارة المدينة، حيث أبقى متجره مغلقاً كجزء من الإضراب ضد القتل المزدوج المزعوم.
وقال لسوريا على طول “عندما تم تحرير المدينة من داعش توقعنا أن تتحسن الأوضاع للأفضل وأن تعود المدينة لممارسة حياتها المدنية الطبيعية”.
وأضاف “هناك بطش وعدم مسؤولية لدى السلطات في التعامل مع المواطنين الخاضعين تحت سيطرتها”.
ترجمة: بتول حجار