اشتباكات في مخيم اللاجئين في اليونان تخلف مئات المشردين
فر مئات من اللاجئين السوريين من القتال الدائر بين العرب […]
3 يونيو 2018
فر مئات من اللاجئين السوريين من القتال الدائر بين العرب والأكراد في مخيم اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية هذا الأسبوع إلى مخيمات مؤقتة وسط تخوفات من العودة.
وغادر حوالي 950 لاجئ من الأكراد من مخيم موريا الذي تديره الدولة منذ اندلاع الاشتباكات يوم الجمعة، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود (MSF).
وظهرت روايات متعددة حول السبب المباشر الذي أشعل الاشتباكات في موريا يوم الجمعة ، بدءا من الصراع على الصيام إلى نزاع فردي حول المال.
وقال يحيى بوزان، وهو لاجئ سوري كردي فر من المعسكر خلال الاشتباكات “إن بعض سكان المخيم العرب هاجموا الأكراد باستخدام أنابيب حديدية وسكاكين، مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة 14 آخرين على الأقل”.
وتفاوتت تقارير وسائل الإعلام تفاوتًا كبيرًا في عدد الإصابات، حيث أكدت بعض المصادر بعدم حدوث أي وفاة وأن عدد المصابين تراوح من ستة إلى عشرة جرحى. ولم تستطع سوريا على طول من تأكيد سبب اشتباكات يوم الجمعة أو عدد الضحايا.
وكما حدث في مخيم بوزان، فإن ما لا يقل عن 600 شخص كانوا قد فروا من مخيم موريا، ومازالوا نازحين في مخيم عشوائي تديره منظمة “انسان لأجل الإنسان” الغير حكومية، كما يتلقى 250 شخصأ آخرون الرعاية المؤقتة من قبل جماعة “Lesvos Solidarity“، حسبما صرّح مسؤولوا منظمة أطباء بلا حدود لسوريا على طول يوم الخميس، ولم يتمكن المسؤولون من التأكد ما إذا كان أي من اللاجئين قد عاد إلى مخيم موريا منذ فراره.
نازحو مخيم موريا في مخيم عشوائي في جزيرة ليسبوس في 30 أيار. تصوير يحيى بوزان.
وقال بوزان إن التوترات بين سكان المخيمات العرب والكرد كانت تتصاعد في بعض الأحيان، مصحوبة باشتباكات بسبب الاختلافات الدينية والاتهامات الموجهة ضد الأكراد لتعاطفهم مع حزب العمال الكردستاني.
ويخشى بوزان وغيره من اللاجئين في مخيم “إنسان لأجل الإنسان” من العودة بعد أحداث العنف الأخيرة.
وأضاف بوزان ” لا نريد العودة مع أننا نتعرض للضغوطات من قبل السلطات اليونانية بسبب عدم تمكنهم من توفير مخيم آخر على الجزيرة”.
ورداً على نزوح الناس من مخيم موريا، انتقد سبيروس جالينوس رئيس بلدية ليسبوس الحكومة اليونانية في أثينا هذا الأسبوع، حيث نشر خطاباً مفتوحاً على تويتر موجهاً لوزير سياسة الهجرة ديميتريس فيتساس.
وقال جالينوس في اشارة إلى الملاجئ العشوائية التي يعيش فيها السكان الفارين من مخيم موريا “أريد أن أعبر عن احتجاجي الشديد بشأن إسكان مئات من طالبي اللجوء في منطقة خاصة” مضيفاً أن “مثل هذا العمل الأحادي يخالف القرارات التي اتخذها مجلس المدينة، وكذلك ضد إرادة المجتمع المحلي”.
وألقى فارس الجواد، مدير الاتصالات في منظمة أطباء بلا حدود في اليونان، اللوم على السلطات التي احتفظت بالوافدين المحتجزين في موريا لمدة تصل إلى عامين، مع عدم وجود أمل في التوصل إلى حل قانوني في الأفق لإنهاء مسألة تهميشهم وإهمالهم، كما ربط أنفجار موجة العنف الأخيرة بالظروف المعيشية السيئة.
وذكر “إن هذه التوترات المتصاعدة تعتمد بشكل كبير على …. سياسة الاحتواء التي تنتهجها الحكومة لإرغام الناس على العيش في ظروف غير إنسانية للغاية مع الإزدحام والافتقار إلى الخدمات الأساسية وانعدام الخصوصية والمرافق الصحية” مضيفاً “هذه كلها عوامل مساهمة”.
وفي الوقت الذي ناشدت فيه اليونان الاتحاد الأوروبي لتقديم التمويل من أجل بناء مخيمات إضافية، تجاوز عدد الوافدين الجدد المساعدات النقدية بكثير. ومع إبرام اتفاق في آذار 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، بقي اللاجئون الجدد الذين وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي بعد ذلك التاريخ محصورين في ست جزر يونانية بما في ذلك ليسبوس.
ووفقاً للأرقام الرسمية، فإن 11133 من المهاجرين واللاجئين الجدد عبروا البحر الأبيض المتوسط إلى اليونان حتى الآن هذا العام وكان أكثر من 60 في المئة من الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال.
ترجمة: بتول حجار