اقتراب ساعة الصفر في جنوب دمشق والنظام يستعد لمعركته ضد تنظيم الدولة
تبادلت قوات النظام القصف المدفعي مع مقاتلي تنظيم الدولة في […]
18 أبريل 2018
تبادلت قوات النظام القصف المدفعي مع مقاتلي تنظيم الدولة في العاصمة السورية، يوم الثلاثاء، بعد ساعات من رفض الجماعة المتطرفة عرضاً بمغادرة جنوب دمشق، القسم الوحيد المتبقي من المدينة خارج سيطرة النظام.
إلى ذلك، بدأت قوات النظام السوري قصف مخيم اليرموك الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة، في جنوب دمشق، بعد منتصف ليل الثلاثاء بقليل، بحسب ما قاله محمد حمادة، مدني من مخيم اليرموك، لسوريا على طول، مضيفا أن “القصف استمر لنحو ساعتين”.
وفي الوقت ذاته، أطلق مقاتلو تنظيم الدولة المتمركزين في اليرموك قذائف على المناطق التي يسيطر عليها النظام في دمشق، وفقاً لما أوردته كل من قوات الدفاع الوطني، وهي وحدات شبه عسكرية تدعم جيش النظام، ووسائل إعلام محلية، وأسفر قصف تنظيم الدولة عن قتل أحد سكان حي الزاهرة القديمة.
وقال عمار القدسي، ناشط من مخيم اليرموك، يقيم حالياً في بلدة يلدا التابعة للجيش السوري الحر، لسوريا على طول، أنه القصف عاد بعد ظهر يوم الثلاثاء.
القوات الموالية للنظام تتحرك باتجاه جنوب دمشق في ٨ نيسان. تصوير: شبكة أخبار مصياف.
وبدأ التصعيد، يوم الثلاثاء، بعد دخول وفد تابع للحكومة السورية مخيم اليرموك الذي يسيطر عليه التنظيم، يوم الاثنين، للتفاوض من أجل خروج المقاتلين من المنطقة، وفقاً لما ذكرته مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا- وهي مجموعة رصد مقرها لندن لها مراسلين داخل المخيم، ورفض التنظيم العرض، بحسب المرصد.
ويعد مخيم اليرموك، الخاضع لسيطرة التنظيم، والذي يسكنه حوالي ٣ آلاف شخص، جزء من قسم أكبر في جنوب دمشق، حاصرته قوات النظام أول مرة في منتصف عام ٢٠١٣، وتنقسم السيطرة على المنطقة المحاصرة بين التنظيم ومجموعة من الفصائل التابعة للجيش السوري الحر وعدد قليل من مقاتلي هيئة تحرير الشام.
وبعد سيطرة النظام السوري على ضواحي الغوطة الشرقية، في أوائل نيسان، تسارعت المحادثات التي تدعمها روسيا بشأن مصير البلدات التي يسيطر عليها الجيش الحر في جنوب دمشق- ببيلا، يلدا وبيت سحم – وقال أبو الفداء الدمشقي، قيادي في فصيل عسكري، وأحد المفاوضين الذين التقوا بالروس، لسوريا على طول، الأسبوع الماضي “ما حدث في الغوطة هو لمحة عن مستقبل جنوب دمشق”.
وستمكن السيطرة على جنوب دمشق نظام بشار الأسد من تحقيق سيطرة تامة على العاصمة السورية لأول مرة منذ بدء الحرب.
وبدأت التعزيزات العسكرية الحكومية بالوصول إلى جنوب دمشق الأسبوع الماضي، حسبما أفاد به موقع سبوتنيك الإخباري الروسي. ووفقا لسبوتنيك تعتزم القوات السورية القيام بـ “عملية عسكرية حاسمة” ضد تنظيم الدولة هناك.
وذكرت صحيفة الوطن اليومية الموالية للنظام أن “ساعة الصفر” لهذه العملية اقتربت، مشيرة إلى أن عدداً من قادة التنظيم فروا من المنطقة. ولم يتسن لسوريا على طول التحقق من ذلك بشكل مستقل.
وقال أبو الفداء الدمشقي، قيادي في فصيل عسكري، وأحد المفاوضين، إن فصائل المعارضة في بلدات مثل يلدا وببيلا لن يكون لها أي دور في أي عملية ضد تنظيم الدولة.
وأوضح القيادي لسوريا على طول، الثلاثاء “سوف نثبت نقاطنا على خطوط التماس مع داعش ونمنع دخوله”.
ويغادر المدنيون المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم، قبل العملية العسكرية المتوقعة، عبر معبر بين مخيم اليرموك والمدن التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، بشكل شبه يومي، حسب ما أفاد به الناشط عمار القدسي لسوريا على طول.
ساهم محمد الحاج علي بإعداد هذا التقرير.
ترجمة: سما محمد