الأسد متهم بتجويع المدنيين السوريين
تشرين الثاني/نوفمبر 28، 2013 صرحت جمعيات الإغاثة والمتعاطفين مع الثوار […]
28 نوفمبر 2013
تشرين الثاني/نوفمبر 28، 2013
صرحت جمعيات الإغاثة والمتعاطفين مع الثوار أن قوات بشار الأسد تقوم بتجويع الشعب عمداً لإخماد الثورة.
جيسي سينغال، عبدالرحمن المصري، جيكوب ورتشفتر، في إصدار خاصة لأمريكيا اليوم.
عمان: قصي زكريا هو واحد من العديد من السوريين الذين قالوا أنهم وقعوا في تكتيك كثر إستخدامه من قبل القوات السورية وهو تجويع الثورة حتى الموت.
وقال زكريا أن “العذاب الذي تتعرض له بسبب الجوع أسوء بكثير من الذي تعرضت له بسبب غاز السارين،” مشيراً إلى الهجوم بالغاز الكيميائي الذي قال أنه هرب منه.
أضاف “لا يمكن لأي شخص أن يعيش كل هذا الوقت على الزيتون والأعشاب من دون الشعور بألم عظيم لايمكن لأي شخص تحمله.”
زكريا يعيش في معضمية الشام الواقعة في ضواحي دمشق ويسيطر عليها الثوار، وهو أحد السوريين الذين يقولون أنهم تعرضوا للتجويع ليخرجوا من بلدهم بعد أكثر من سنتين ونصف من الحرب الأهلية.
مشهد من الحي المحاصر, معظمية الشام في الغوطة الشرقية. حقوق نشر الصورة لـ تنسيقية معظمية الشام.
حيث نزح ما يقارب 6.5 مليون سوري داخلياً بسبب القتال، و ترك 2.2 مليون أخر البلاد تماماً، وفقاً للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وتشير تقديرات الوكالة أن 9.3 مليون شخص في حاجة للمساعدة الإنسانية.
دخلت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إلى بلدة زكريا في معضمية الشام في وقت سابق من هذا الشهر. وقالت المنظمة أنها وجدت المئات من الناس في ظروف شبيهة بالمجاعة، وألقت المنظمة اللوم على حصار الحكومة الذي يمنع الغذاء والإمدادات من الدخول.
“ومع أن مفتشي الأسلحة الكيميائية يتمتعون بوصول دون أي عوائق لأكثر المواقع حساسية في سوريا، إلا أن المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة غير قادرة على الوصول إلى المدنين في المناطق المحاصرة،” صرحت المنظمة الدولية للكوارث في بروكسل في بيانهم.
“هذا ينطبق حتى على بضعة كيلو مترات من مكاتب المنظمات الدولية في دمشق، حيث يتعمد النظام وبشكل منهجي يجوع الشعب في تكتيب الحرب الحديثة،” حسب ما ذكر البيان.
سيتفاقم الوضع بسبب الشتاء المقبل. حيث غمرت مياه الأمطار الخيام الممزقة في مخيمات اللاجئين مثل مخيمي باب السلامة وأرمة للمهجرين داخلياً في أقصى الشمال. سيواجه المدنين أو سيواجهون قرار: إما يتركوا بيوتهم وينضمون إلى الآلاف من السوريين الذين هربوا إلى تركيا، الأردن أو غيرها، أو يتعرضوا للجوع.
وعادت الأمراض التي انتهت منذ فترة طويلة في سوريا. حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي أنها وثقت عشرة حالات من شلل الأطفال في الشرق، في محافظة دير الزور المسيطر عليها من قبل الثوار أول حالة لشلل الأطفال في سوريا منذ 14 عام.
قال ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، أن المنظمة لديها 300,000 جرعة من لقاح شلل الأطفال جاهزة لكن المنظمة غير واثقة من أن عمال الصحة لديها يستطيعون الوصول إلى المناطق المتضرر بأمان.
“سنعود إلى العصور المظلمة، عندما يستهدف المدنيين وهذا ما يحدث، عندما يستهدف عمال الإغاثة، عندما يكون هناك تشريعات دينية تسمح بأكل القطط والكلاب بسبب حجم النقص بالمواد الغذائية، وعودة مرض شلل الأطفال،” صرح لـ بي بي سي.
فراس جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للإقتصاد، يصف الوضع الإنساني العام “بالكابوس”. قال أن كلا النظام والعديد من الجماعات الثائرة أعتمدوا في قتالهم طرق وحشية أدت إلى أنتشار الجوع. وقال “كلا المعسكرين، لكن النظام السوري كان الاكثر قسوة، حيث أستخدم طريقة تسمى بحرب التجويع.”
“جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، والتي تشترك مع القاعدة بالتكفير، كانت تحاول تجويع المناطق القابعة تحت سيطرة النظام في حلب،” قال جورج. “هم سيئون للغاية.”
في القادسية الواقعة في ضواحي دمشق، راما، 19 عاماً، وهي طالبة جامعية طلبت عدم نشر إسمها الكامل خوفاً على سلامتها، قالت أنها كانت على متن حافلة لاحظ جندي فيها إمرأة في الأربعينيات من العمر معها كيس من الخبز.
وأضافت “دفعها وقال لها لايمكن أن يكون معك خبز، لا تعلمين أنه غير مسموح إدخال الخبز”. أخذ الجندي معظم خبزها. ويواجه عمال الإغاثة غير الحاصلين على تصريح بالدخول إلى المناطق المحاصرة خطر الإعتقال.
“يزداد الأمر صعوبة وخطورة على العمال هناك،” قال أيمن الجندي، أمين سر والأمين العام لإغاثة سوريا، مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة. “لا يسمح أي سيارة تحتوي على معدل كبير نسبياً من المواد الغذائية من الدخول إلى هذه الأحياء.”
في حمص، التي كانت تحت الحصار لأكثر من عام من قبل قوات الأسد، لم يسمح للغذاء أو المساعدات الإنسانية من الدخول إلى منطقة حي الوعر منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر.
قال الناشط في حمص أبو الفداء “يحاول النظام أن يضع اللمسات الأخيرة لخطته بتهجير ماتبقى من السنة من حمص، لذلك يستهدفها النظام”.
الحصول على العلاج الطبي صعب جداً في هذه المناطق بسبب نقص الأدوية والإمدادات. يتأثر عدد كبير من الأطفال، تقول الجماعات المساعدة الإنسانية والمقيمين.
قال فراس، هو صاحب متجر سابق بالغ من العمر 29 عاما، دمر منزله ويعمل الآن في دير الزور في شرق سوريا كممرض، المدنيين الذين لايقاتلون يتعرضون للجوع.
“دير الزور أغنى محافظة من حيث النفط والأرز، بالإضافة إلى الماء،” قال، مع عدم ذكر إسمه الكامل. “مع كل هذه الثروات مازال الناس يتضورون جوعاً.”