4 دقائق قراءة

الأكراد وداعش، حرب للسيطرة على المناطق في شمال شرق سوريا

كانون الأول/ديسمبر 16، 2013 إعداد إليزابيث باركر-ماجيار ومحمد ربيع. هذه […]


16 ديسمبر 2013

كانون الأول/ديسمبر 16، 2013

إعداد إليزابيث باركر-ماجيار ومحمد ربيع.

هذه المقالة الجزء الأول من مقالتين للبحث في التطورات في شمال شرق سوريا. حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، الذي أعلن قبل شهر واحد أعلن نيته في إدراة رقعة واسعة من شمال سوريا. الحزب السياسي الأكثر شعبية بين ثلاثة ملايين كردي في سوريا، وضع أجندة شخصية لحكمة الذاتي في وسط إنتشار التصورات على نطاق واسع حول سوء إدارة المعارضة السورية لنقص السلطة الذي نتج بعد إنسحاب النظام.

الذي يقف في وجه الحكم الذاتي، الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي تحارب من أجل جزء من الصحراء السورية المجاورة للعراق وتركيا.

عمان: الشهر الماضي، أعلن الحزب الإتحاد الديموقراطي الكردي (PYD) عن تشكلية إدراة مؤقته داخلية لرقعة من شمال سوريا بعد سلسلة من الإنتصارات في معركة، التي واجهت المليشيات الكردية فيها بشكل متزايد الجماعات الإسلامية الثائرة.

بعد شهر، ما بدأ كخطة طموحة لتشكيل حكم ذاتي في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد يرتقي بصورة مصغرة إلى الصراع السوري، مناطق تحت السيطرة الغير حكومية يحيط بها الأعداء، بقيادة الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” المرتبطة بالقاعدة.

في هذه الحالة، حزب الإتحاد الديمقراطي هو الذي نجح في إبعاد داعش من المدن والبلدان الكردية، الذي لم يتمكن من بسط نفوذه أبعد من قلب معاقل الأكراد في شمال شرق سوريا.

تعيش أغلبية الثلاثة ملايين الأكراد في هذه المنطقة، التي تمتد أفقياً ل 550 كم في شمال سوريا على طول الحدود التركية. في هذه المرحلة من الحرب، غابت قوات النظام بشكل كبير من المنطقة، بإستثناء القواعد العسكرية المنتشرة في جميع الأنحاء، حيث لايزال القتال من أجل السيطرة عليها مستمر.

في أقصى شمال شرق سوريا، مليشيات حزب الإتحاد الديمقراطي المعروفة وحدات حماية الشعب (YPG)، حافطت على معبر يعربية الحدودي بين سوريا والعراق، وايضاً على مدينة الحسكة (عاصمة محافظة الحسكة ذات الأغلبية الكردية)، وله سيطرة جزئية على القامشلي، أكير مدن الحسكة، حيث يحافظ النظام على مركز قوات الدفاع الوطنية. في الوقت نفسه، وحافظت داعش على سيطرتها على ضواحي القامشلي والكثير من الصحاري الداخلية التي تسودها الفوضى.

الآن، حزب الإتحاد الديمقراطي ومليشيات تحاول إنشاء منطقة متجاورة خارج مناطق سيطرتهم المتوزعة ومنطقة الإدارة. هذه الجهود تضعهم مباشرة ضد داعش، مما فتح مواجهات وصراعات لملئ الفراغ الذي نتج بسبب انسحاب النظام السنة الماضية.

تصور حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي لمنطقة الحكم الذاتي في شمال سوريا.

 تصور حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي لمنطقة الحكم الذاتي في شمال سوريا. حقوق نشر الصورة ل pydinfo.net

قال المتحدث بإسم حزب الإتحاد الديمقراطي إبراهيم إبراهيم في إعلان منطقة الحكم الذاتي، أن الجماعات الكردية تحاول توفير مهلة للسوريين من سوء إدارة الثوار، حيث وصف الجيش الحر ب “الجيش العربي التركي الوطني” وأثر الجماعات المتطرفة المدمر.

“نحن نحاول عزل شعبنا من هذه الحرب المدمرة، من هذه الجرائم، من السرقات، من سرقات النفط، من سرقات المنازل، من قتل الناس،” أضاف ابراهيم.

الآن يجد حزب الإتحاد الديمقراطي نفصه يواجه “ثلاث جبهات قتالية”، قال إبراهيم لسوريا على طول، بما في ذلك “السلفيين، الجماعات المتطرفة، والنظام،” مما خلق جبهة قتال تمتد من حدود سوريا الشرقية مع العراق إلى بلدة عفران ذات الأغلبية الكردية، شمال شرق حلب.

في تشرين الثاني/ نوفمبر وبداية كانون الأول / ديسمبر، كان هناك وقف إطلاق نار متقطع بين ال YPG وجماعات الثوار، أبرزها داعش، التي تم إستقصائها بعد إشتباكات كر وفر من القامشلي حتى عفرين، حيث أن لم تكتسب أي جماعة الأرض لكن داعش إستهدفت بشكل واضح الأكراد.

في بلدة تل أبيض في الحسكة، قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بنشر تقرير يوم الأربعاء، أن داعش قامت بطرد 15 عائلة كردية، متهمةً إياهم بدعم ال PYD.

على بعد ما يقارب 450 كم غرباً، حاصرت داعش قرية عفرين شمال غرب محافظة حلب لمدة أسبوعين بعد أن منع ال YPG عدة محاولات لداعش من التقدم نحو البلدة ذات الأغلبية الكردية.

في إعلان عام، قالت داعش “أنها ستصادر أي تجارة أو شاحنات قادمة من أو داخل إلى عفرين،” وعفرين يشار إليها بأنها منطقة تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني، الجماعة الإنفصالية الكردية-التركية المرتطبة بشكل وثيق مع حزب الإتحاد الديمقراطي.

إعلان داعش في كانون الأول/ديسمبر 2، أنها ستحاصر بلدة عفرين ذات الأغلبية الكردية في شمال حلب

 إعلان داعش في كانون الأول/ديسمبر 2، أنها ستحاصر بلدة عفرين ذات الأغلبية الكردية في شمال حلب

وقد عزز ال YPG سيطرته على البلدات الكردية القريبة من حدود سوريا الشمالية مع تركيا، لكنها تبقى عرضة لهجمات متزايدة من مقاتلي داعش الذين يسيطرون على القرى المجاورة وعلى صحراء سوريا الداخلية التي تسودها الفوضى. ال YPG  يجد نفسه في عزلة متزايدة من قبل المعارضة المسلحة الرئيسية، خصوصاً بعد الإتهامات أنها تعمل مع النظام، وهو إتهام تنفيه ال PYD.

إنتصارات ال YPG العسكرية على داعش، الذي يشاع أيضاً أنه يعمل مع النظام، مازالت بطيئة لكن كبيرة. حيث سيطر ال YPG على رأس العين على الحدود التركية، والتي تنافست عليها مع داعش منذ يوليو، والآن إنتقلت غرباً إلى قرية عين أرنب ذات الأغلبية الكردية، والتي يشير لها الأكراد ب كوباني، في الشهر الماضي.

ستين كيلومتر جنوب شرق وبعد عدة أسابيع، خطفت داعش على الأقل 51 مواطن كردي من منبج في كانون الأول/ ديسمبر، حيث قال عضو حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي السوري مصطفى بالي أن هذه العملية كانت رداً على إنتصار ال YPG في عين أرنب.

“قد تم الإختطاف للضغط على حزب الإتحاد الديمقراطي في عين أرنب ذات الأغلبية الكردية،” قال بالي. “حزب الإتحاد الديمقراطي لديه مشروع ديمقراطي مدني ليعبر عن رغبات الشارع السوري، والذي يتعارض مع أهداف داعش لبناء إمارة إسلامية في شمال سوريا.”

في وسط الإنقسام السياسي في المعارضة السورية، وإنخفاض تأثيرها على أكثر الجماعات ثائرة الرئيسية مثل الجيش الحر و محاولة YPG أن يفرض نفسه مع توسيع قوته العسكرية، والحرب بين داعش وال YPG لاتظهر أي علامات للتوقف.

“كل المناطق الكردية هي هدف لداعش،” قال إبراهيم إبراهيم، المتحدث باسم حزب الإتحاد الديمقراطي.

 لمزيد من التقارير تابعونا على فيسبوك و تويتر.

شارك هذا المقال