الأمطار الغزيرة والطقس العاصف يوفران راحة مؤقتة للثوار في شرق حلب
قالت مصادر محلية لسوريا على طول، أن مقاتلي المعارضة في […]
1 ديسمبر 2016
قالت مصادر محلية لسوريا على طول، أن مقاتلي المعارضة في شرق حلب صدوا، يوم الخميس، تقدم النظام الذي استمر طيلة الأيام الستة الماضية، في ظل جو عاصف وغائم يوفر لهم راحة مؤقتة من الغارات الجوية.
وقال ابراهيم الحاج، المتحدث باسم الدفاع المدني في مدينة حلب، لسوريا على طول، يوم الخميس، أن الأمطار وحالة الطقس السيئة كانت بمثابة “حظر جوي رباني”، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي غارات جوية اليوم.
وتعتمد حملة النظام التي بدأت لاستعادة كامل مدينة حلب، بشكل كبير، على الآلاف من الغارات الجوية والبراميل المتفجرة، لتمهيد الطريق أمام التقدم الأرضي عبر محاور متعددة.
ووفر الطقس العاصف يوم الخميس أول مهلة كبرى للثوار، بعد أن أدى تصعيد الضربات الجوية الروسية وضربات النظام، المستمرة منذ أسبوعين، إلى تنازل الثوار عن أكثر من ثلث مناطق سيطرتهم في شرق حلب.
وبينما بقيت الطائرات الحربية ساكنة إلى حد ما يوم الخميس، قال الحاج لسوريا على طول، أن الصواريخ وقذائف المدفعية بقيت “مستمرة” طوال اليوم.
وأسفر قصف النظام المدفعي عن مقتل أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين أربعة واثنتي عشرة سنة يوم الخميس، وفقا لوسائل الإعلام الموالية للمعارضة.
وحتى مساء الخميس، بقي القتال العنيف دائرا بين الثوار وقوات النظام بعد إيقاف تقدم النظام في منطقة الشيخ سعيد، الواقعة على الطرف الجنوبي من شرق حلب.
وقال محمد أديب، عضو المكتب الإعلامي لحركة نور الدين الزنكي، وهو فصيل يقاتل في شرق حلب، لسوريا على طول، الخميس “تمكنت قوات النظام يوم أمس من التقدم على عدة نقاط على حي الشيخ سعيد، تم التصدي لهم من قبل الثوار، وقتل عدد كبير من قوات النظام. أكثر من 50 عنصرا وأسر 4 واستعادة كافة النقاط “، مضيفا أن “معارك شرسة تجري في حلب وليست بالسهلة
مقتل 40 مدنيا بتفجير يوم الأربعاء ممن نزحوا إلى غرب مدينة حلب. تصوير: مركز حلب الإعلامي.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، يوم الأربعاء خبر سقوط الشيخ سعيد أمام قوات النظام، مشيرة إلى ما وصفته بـ”حالة من الانهيار والهلع تسود بين أفراد الجماعات الإرهابية في عدد من الأحياء الشرقية”. بينما لم تورد سانا أي أنباء عن المنطقة، يوم الخميس.
وتتطلع قوات النظام للاستفادة من أسبوع الانتصارات مع هجوم كثيف بقذائف الهاون وقذائف الدبابات ونيران القناصة على منطقة السكن الشبابي، التي تقع غرب مطار حلب الدولي، ولم يكن هناك أي تغيرات كبيرة على الأرض يوم الخميس.
وقال المتحدث باسم نور الدين زنكي، لسوريا على طول، أن دفاع الثوار يمكن أن ينسب إلى تشكيلهم يوم الاربعاء لجيش حلب، الناتج عن توحيد جميع الجماعات الثورية في شرق حلب تحت قيادة واحدة.
وتحت القيادة الموحدة، لا تسعى المعارضة فقط لصد هجوم النظام، إنما “لكسر الحصار (…) وكسر عظامهم في هذه المعركة”، حسب ما قاله أديب.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي، أثناء زيارته لتركيا يوم الخميس، أن موسكو تنوي “مواصلة عملياتها في حلب”، مضيفا “سنعمل على إنقاذ حلب من المنظمات الإرهابية”.
السكان يخلون مدينة حلب المدمرة جراء القصف. تصوير: مركز حلب الإعلامي.
في السياق، عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا، في نيويورك، يوم الأربعاء لمناقشة الوضع الإنساني في حلب، وصدرت نسخة عن الاجتماع في وقت لاحق من ذلك اليوم. وفي الجلسة، نُقِل عن مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين قوله أن المدينة على وشك أن تصبح “مقبرة عملاقة”.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 25 ألف شخص فروا من منازلهم، في شرق حلب، منذ يوم السبت.
وقال أوبراين مخاطبا مجلس الأمن يوم الأربعاء “(لقد) تم تجاهل قواعد الحرب بشكل ممنهج”.
وأضاف “لم يكن هناك قسوة في أي مكان في العالم كتلك التي شهدتها حلب، والتي أصبحت في مقدمة كتالوج أهوال سوريا”.
ووفقا لسوريا على طول، يوم الأربعاء، قتلت قذائف الهاون التي ضربت المدينة عشرات المدنيين في شرق حلب بينما كانوا في طريقهم للخروج باتجاه غرب المدينة الخاضع لسيطرة النظام.
وفي فيديو يظهر موقع القصف، أب وابنه يقفان فوق جثث ممزقة لأحبائهم، حيث يقول الأب لابنه “خلعت أقراط (أمك)، “اخلع أقراط أختك”.
ترجمة: سما محمد.