الإخوان المسلمون رداً على انتقادات حول إلتزامهم: انت في عصر الديمقراطية
في هذا الجزء الثاني و الاخير من سلسلة تناقش حالة [...]
18 يونيو 2013
في هذا الجزء الثاني و الاخير من سلسلة تناقش حالة الانفصال بين السوريين و الإئتلاف الوطني الذي يأمل في قيادتهم نحو سوريا محررة من الأسد، يقوم مايكل بيزي مع نهى شعبان بالبحث في التحديات التي يواجهها الإئتلاف، و استطلاع كيف يشعر السوريون حول ممثليهم في المنفى.
عمان – رغم انتشار الشائعات في نقاشات النشطاء السياسيين على شبكة الانترنت، لم يقم الإئتلاف الوطني السوري بعد بتأكيد أسماء الذين سيؤلفون الحكومة الانتقالية لرئيس الوزراء غسان هيتو، مواطن أمريكي من أصل كردي. البعض يشكك بان الأخوان المسلمين، الجماعة ذات النشاط السري لمدة 40 عاماً من حكم حزب البعث، سوف تستخدم نفوذها في تشكيل الحكومة. لم يعلن أعضاء الإئتلاف ال63 عن انتمائهم الحزبي، غير أن 6 أعضاء من المجلس الوطني السوري هم ممثلون رسميون لجماعة الأخوان المسلمين.
“ انت في عصر الديمقراطية.” يقول زهير سالم، الناطق باسم الأخوان المسلمين و المقيم في لندن، و يضيف، “ فنحن لنا ستة اعضاء في الائتلاف فقط. يعني 10 في المئة او اقل من ال 10 في المئة من اعضائه , باقي الاعضاء محترمون اصحاب عقول مسؤولون عن قرارهم.”
رغم الحقيقة النظرية في كلمات الناطق الرسمي، الكثير من السوريين المؤيدين للثورة يصرون على أن أعضاء الأخوان و المتعاطفين معهم يشكلون أغلبية داخل الأئتلاف. وصل الأمر في آذار، بالقيادة المشتركة للجيش السوري الحر بإصدار بيان اتهمت فيه الأخوان المسلمين بتجاوز حدودهم و السيطرة على الإئتلاف الوطني.
غرفة الحرب: قام الإئتلاف الوطني السوري بنشر هذا الفيدو باسلوب السينما الواقعية cinema vérité style الذي كان قد أستخدم في حملة سياسية أمريكية في وقت سابق هذا الأسبوع. مقطع الفيديو الذي صور في قاعة اجتماعات في فندق 5 نجوم في إسطنبول، بحسب مصادر قريبة من الحكومة المؤقتة، يبدو أنه يحاول اقناع السوريين بأن الإئتلاف يقوم بعمله لتمثيلهم. تم استعارة الفيديو من الإئتلاف الوطني السوري.
“عمل الأخوان المسلمون على تفتيت المعارضة من الداخل ليختطفوا الثورة السورية.” هذا ما يقوله فهد المصري، الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، و أحد الموقعين على البيان المناوئ للأخوان. “إذا أراد الأخوان اظهار حسن النية، عليهم أن يوسعوا الإئتلاف ليضم جميع قوى المعارضة السورية دون أي إقصاء.”
قيادة الأخوان المسلمين في سوريا دحضت هذه الادعاءات. “نرى بأن المصري وغيره يريد النيل من الجماعة والإساءة لها، وهو لا يمثّل شيئاً.” هذا ما قاله رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين عمر مشوّح.
مشوّح اتهم المصري بزيف تمثيله للجيش السوري الحر، و الذي تتصف بنية قيادته بالغموض. و قال أن الأخوان كانوا على اتصال دائم مع مسؤولي الجيش السوري الحر. هذا النوع من سؤء التواصل بين الجيش السوري الحر و الأخوان يفاقم العلاقة السيئة بين المقاتلين الثوار و القيادة السياسية في المنفى، و الذي يعكس بحسب نشطاء فوهة أعمق بين جناحي الثورة السياسي و العسكري.
سمير الحمصي، المعارض السياسي القديم الذي يدير غرفة “حوار سياسي” على الانترنت، يقول أن في الإئتلاف “هيمنة من قبل الاخوان المسلمين ومن يتحالف معهم.” و هذا ما يعيق برأية تماسك الثورة، لأنه من المرجح أن تعكس الحكومة الانتقالية نفوذ الأخوان المسلمين.
يقول الحمصي أن “الأخوان ليس لهم تمثيل جيد ضمن الجيش الحر والكتائب المقاتلة.” سمعة الأخوان كانت قد تضررت بسبب سياستهم في منع الامدادات عن الكتائب التي ترفض منحهم الولاء. هذا الاتهام من قبل حمصي ينتشر بشكل كبير بين أوساط السوريين الناشطين في ميدان الثورة.
“نحن لا نريد لانفسنا هذه المكانة ولا نشتهي هذه الصراعات.” يقول زهير سالم، المتحدث باسم جماعة الأخوان. “ستبدي لك الايام [أننا] سائرون ونسير نحو مجتمع ديمقراطي ونحو صندوق اقتراع.” بهذا رد على اتهامات الحمصي.
يقول ناشطون أن الهوة الآخذة بالاتساع بين المقاتلين الثوار و الإئتلاف قد تتسبب بمشكلة للحكومة الانتقالية. يقولون أن الإئتلاف لن يستطيع الصمود داخل سوريا من دون دعم كامل من جناح الثورة العسكري.
الصحفي السوري غسان المفلح، العضو في الإئتلاف الوطني أيضاً، يقول أن الأخوان مسيطرين على الإئتلاف، و يتسائل فيما لو ستحترم الجماعة كامل الطيف السياسي للسوريين.
“نعم للاخوان المسلمين هيمنة على المجلس الوطني والائتلاف، واتحدث هنا بوصفي عضوا فيه.” كتب المفلح رأيه في مقال على موقع إيلاف. “لكن يبقى السؤال: هل يستخدم الاخوان هذه الهيمنة ديمقراطيا هذا اولا , وثانيا هل يستخدمونها لاهداف الثورة؟”
التواصل مع المجتمع المدني
ليست كل الفصائل المعارضة متشائمة حول الحكم الانتقالي للإئتلاف الوطني السوري. سامح عطري، عضو في اتحاد الأكاديميين الأحرار المؤيد للثورة، يقول أنه يمكن للحكومة الانتقالية تخطي الانقسامات السياسية من خلال القيام بمهام الدولة الأساسية، و تحديداً عبر تأمين الخدمات الاجتماعية.
“ان هناك هيئات ومؤسسات و اتحادات تم انشاؤها كبدائل جاهزة عن مختلف مؤسسات النظام.” يقول عطري. “هناك اتحاد الأكاديميين السوريين الأحرار و هناك الهيئة السورية للتربية والتعليم وغيرها.” و يضيف، “ونقدم لهم كل الدعم والبدائل من إنشاء مدارس وأجراء امتحانات و تقديم رواتب وغير ذلك.” مثال ذلك هو الإعلان مؤخراً عن تنظيم امتحانات الشهر المقبل، من قبل الإدارة الحرة للتعليم في حلب، للمراحل الانتقالية و الثانوية.
منظمة عطري، اتحاد الأكاديميين الأحرار، تشكلت من قبل أكاديميين مناوئين للنظام ممن شعروا بأنه قد فشل في مهمته في “تنوير” الشعب السوري من خلال التعليم. تهدف المنظمة إلى حشد النخبة الأكاديمية المشاركة في الثورة إلى جانب فصائل أخرى كالجيش السوري الحر و الإئتلاف الوطني. نشرت المنظمة على الفيسبوك تفاصيل خطة لإعادة فتح المؤسسات التعليمية و مراكز البحوث، بهدف تقديم الدعم للشعب السوري. و في أثناء ذلك، تقوم المنظمة بتنسيق منح دراسية و معاملات انتقال للطلبة الذين حال الصراع دون اكمالهم لدراستهم في سوريا.
يرى عطري أن الانجازات الأولى لجمعيته و المنظمات الناشئة الأخرى التي تقدم بديلاً عن مؤسسات الدولة التعليمية، ما هو إلا دليل على وجود فرصة للحكومة الانتقالية في سد الهوة بين فصائل المعارضة بنفس الطريقة.
يقول عطري أن هذه المنظمات “ تمثل صلة الوصل بين الحكومة الانتقالية بقيادة السيد غسان هيتو و من على الأرض.” يضيف، ” تأمين الحياة الكريمة لأبناء شعبنا هي أولى مهام الحكومة الجديدة.”
تحسين حياة الناس من خلال تأمين الخدمات الأساسية قد يساهم أيضاً بتدعيم شرعية القيادة السياسية الهشة.
“الخطوة القادمة فيجب ان تكون نقل المعارضة من الخارج الى الاقامة في الاراضي المحررة و مباشرة عملها من هناك.” يقول ياسر الدوماني من إتحاد التنسيقيات المحلية، و الذي لا يزال غير مقتنع بالحكومة الانتقالية. أضاف، “عندها فقط نستطيع التمييز بين معارضة الفنادق و الاضواء و بين المعارض الحقيقي للظلم و الاستبداد.”