الاشتباه بتفشي السحايا في مضايا ينذر بانتشار الوباء
يتوقع ثلاثة أطباء بقيوا في بلدة مضايا انتشار وباء السحايا، […]
7 سبتمبر 2016
يتوقع ثلاثة أطباء بقيوا في بلدة مضايا انتشار وباء السحايا، بعد تسجيل 14حالة خلال الأسبوعين الماضيين، رغم أنهم يقولون إنه ليس في استطاعتهم تأكيد تشخيص الإصابة بسبب “غياب أدوات التشخيص والأدوية لعلاج المرضى”.
وظهرت أعراض الهلوسة، والحمى، وفقدان الذاكرة ونقص في السمع على طفلين في بداية آب. وبعد أيام تم إخلائهما من قبل النظام للعلاج، إلا أن مرضهما لم يشخص علناً.
و”إلى الآن، لم يكشف النظام رسمياً تشخيص حالتهما”، وفق ما قال الطبيب محمد درويش، آخر طبيب أسنان بقي في مضايا، ويعمل في المستشفى الوحيد في البلدة، مستشفى مضايا الميداني.
ولم يعلق الإعلام الرسمي للحكومة عن الوباء المحتمل، فيما سمح النظام بدخول فريق من أربعة أطباء من الهلال الأحمر العربي السوري التابع للنظام، الأحد، لمعاينة المرضى المعزولين.
ولم يذكر أطباء الهلال الأحمر العربي لدرويش النتائج التي خلصوا إليها، وفق ما قال طبيب الأسنان، ولكن حسام مضايا، عضو المجلس المحلي في مضايا، والذي رافق وفد الهلال الأحمر، قال “وعدونا بإخراج الحالات أو إدخال العلاج لكن دون تحديد جدول زمني”.
والآن، إخلاء المرضى في مضايا مرتبط بالهدنة المعروفة باتفاقية البلدات الأربعة، الموقعة في أيلول 2015. والتي تشترط الإخلاء وتوزيع المساعدات بالتوازي مع البلدات المحاصرة الأربعة؛ اثنتين في ريف دمشق، واثنتين في محافظة إدلب، مضايا والزبداني يحاصرهما النظام فيما يحاصر الثوار المتمركزون في الشمال الفوعة وكفريا.
وتم إخلاء حالتي السحايا المشتبه بهما من مضايا في 19آب، بالتزامن مع إخلاء 18مريضا من الفوعة وكفريا في اليوم ذاته. وتواصلت سوريا على طول مع صحفي مدني داخل بلدة الفوعة التي يطوقها الثوار، الإثنين، وقال إنه لا يعلم عن مفاوضات جارية لإخلاء أي حالة طارئة من بلدته.
فريق الهلال الأحمر السوري في زيارة لمضايا. حقوق نشر الصورة لـ الدفاع المدني السوري في ريف دمشق.
ولمح فريق الهلال الأحمر السوري إلى أن عملية الإخلاء أو المساعدات الطبية قد تحدث خارج نطاق اتفاقية البلدات الأربعة، وفق ما ذكر عضو المجلس المحلي في مضايا، الإثنين، ولكن من غير الواضح إلى أي درجة سيلتزم بذلك الوعد.
وفي يوم الثلاثاء، قال درويش لسوريا على طول، نقلاً عن مصادر ثورية قريبة من الفوعة إن “محاولات إخلاء مرضى من مضايا ستعلق”، لأن أي إجراء يتطلب عمليات إخلاء مترابطة ومتزامنة من الفوعة وهذا يتطلب وقتاً للتفاوض.
“نحن أمام وباء”
يخشى أهالي مضايا البالغ تعدادهم 40 ألف نسمة من وباء يقول درويش إن خطاه باتت في البلدة.
وقال درويش “نحن كأطباء لدينا تخوف من إصابة الناس بمرض نفسي بسبب التخوف الكبير؛ فالأهالي بات لديهم هوس، فأي شخص يشتبه بأعراض للسحايا يهرع إلى المشفى الميداني في مضايا”.
وأضاف “في الواقع نحن نواجه وباء يجتاح المدينة”.
وباتت مسافة 2 كم التي اعتاد درويش أن يمشيها تستغرق أكثر من ساعة ونصف، وفق ما يقول، ذلك لأن الأهالي “المضطربين بشكل هستيري” يوقفونه على طول الطريق لاستشارة طبية. و”يسألون، ماهي أعراض السحايا؟ وهل لدي هذه الأعراض؟ وهل أعاني منها؟”
ويعزي درويش وفريقه الطبي تفشي السحايا إلى قلة المناعة عند الأهالي بسبب سوء تغذية بالإضافة إلى حر الصيف.
والتهاب السحايا الجرثومي أشد فتكاً من السحايا الفيروسي والفطري؛ فهو ينتقل من خلال الإتصال القريب والمطول مع الشخص المصاب، وفق ملخص بيانات نشرته منظمة الصحة العالمية في عام 2015. والنوع البكتيري شديد العدوى، ويؤثر على الدماغ والحبل الشوكي. وفي حال تُرك دون علاج فإن التهاب السحايا يمكن أن يسبب تلفا في الدماغ، والصرع، والصمم أو الموت.
وعاين المستشفى الميداني نحو 20 حالة على الأقل للذين التقطوا البكتيريا. و”حتى لو كان التشخيص دقيقاً، فإننا لا نمتلك الأدوية لعلاجهم ولمنع تفشي المرض”، وفق ما قال درويش. والشخصيات الأكثر خبرة طبية والذين ما يزالون في مضايا هم درويش، طبيب الأسنان، وطبيب بيطري، وطالب طب سابق.
ونقل أحد الطفلين الذين تم إخلائهما في الشهر الماضي، وفق ما تواردت الأنباء، البكتيريا إلى أفراد عائلته، وهم الآن في المستشفى الميداني. ومع حلول يوم الثلاثاء، “ازداد وضع العائلة سوءاً (…) وهم يهلوسون وفي حالة اضطراب وهياج”.
ومن ثم نقل أفراد العائلة البكتيريا إلى ثمانية من أعضاء المستشفى الميداني، ومن بينهم خمسة ممرضات وفق ما قال درويش، الثلاثاء.
وفي يوم الجمعة الماضي، أصدرت الهيئة الطبية لمضايا المؤلفة من درويش واثنين من زملائه بياناً تعلن فيه مدينة مضايا كمنطقة “موبوءة بعد إصابة عائلة بأكملها وأحد أعضاء الطاقم الطبي”.
وما تزال الحالات تتوالى وينتشر المرض بشكل سريع، وفق ما ذكر البيان.
ترجمة: فاطمةعاشور