الاقتتال في مدينة القامشلي يجعل الحياة فيها مستحيلة
اندلعت اشتباكات بين عناصر الدفاع الوطني الموالية للنظام، وقوات الأسايش، […]
24 أبريل 2016
اندلعت اشتباكات بين عناصر الدفاع الوطني الموالية للنظام، وقوات الأسايش، في مدينة القامشلي، يوم الخميس، حيث قال أحد الناشطين لسوريا على طول، في اليوم ذاته، أن “الحياة توقفت في المدينة”.
وقال الناشط في مدينة القامشلي، إيفان أبو زيد، لسوريا على طول، يوم الخميس، إن “انفجارات كبيرة حصلت في المدينة خلال وقت قياسي”. وأضاف “الحياة شبه معدومة في المدينة، ولا أحد يخرج من منزله إلا للضرورة القصوى جداً”.
وتعد مدينة القامشلي، التي تقع في محافظة الحسكة، شمال شرق البلاد، العاصمة الفعلية للأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، شمال سوريا، والمعروفة باسم كردستان سوريا (روج افا)، أو غرب كردستان.
وتسيطر الإدارة الذاتية بقيادة الأكراد، على معظم أحياء مدينة القامشلي، في حين أن قوات الجيش السوري والميليشيات الحليفة له، تسيطر على عدد من الأحياء ومطار يقع جنوب المدينة تماما. وأدى التوتر بين الطرفين في وقت سابق، إلى وقوع اشتباكات، ولكن يقول الناشطون في المدينة أن الاقتتال الدائر بينهما حاليا هو أسوأ مما سبق.
مقاتلو الأسايش وقوات الـYPG في سجن علايا في القامشلي، بعد استسلام قوات النظام داخله، يوم الخميس. تصوير: آسايش روج آفا
وفي صبيحة يوم الأربعاء، تحولت مشادة كلامية بين دورية تابعة لقوات أمن الأسايش الكردية، وميليشيا الدفاع الوطني الموالية للنظام، عند نقطة تفتيش الأخير، إلى اشتباك مسلح.
وشهد اليوم التالي اشتباكات بين قوات الأسايش، بدعم من وحدات الحماية الكردية (YPG)، وميليشيا الدفاع الوطني، في المربع الأمني الذي يسيطر عليه النظام، في قلب مدينة القامشلي، حيث سيطر الأسايش على الفرن الآلي، وحاصروا قوات النظام في سجن علايا، في الجهة الشرقية من المدينة.
وبينما استمرت المواجهات في اليوم التالي، نشرت قوات الحماية الكردية YPG تسجيل فيديو، في وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الخميس، يظهر استسلام 45 عنصرا من قوات النظام، في سجن علايا.
وأفاد كلا الطرفين بوقوع إصابات ولكن “لا يزال هناك ضبابية حول أعداد القتلى من كلا الطرفين”، حسب ما ذكره الناشط أبو زيد، لسوريا على طول، كما وردت أنباء عن سقوط وأصابة العديد من المدنيين. ولم تعلق وسائل الاعلام الرسمية السورية حول ما دار في القامشلي.
ويقول الأهالي، إن المعارك تجعل الحياة الاعتيادية في أكبر مدينة ذات غالبية كردية، في سوريا، مستحيلة.
عناصر من الآسايش يمزقون صورة للرئيس السوري بشار الأسد، أثناء القتال في القامشلي، يوم الأربعاء. تصوير: Rewan Egîd.
إلى ذلك، قال أحد االمواطنين في القامشلي، لسوريا على طول، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، يوم الخميس، إن “الاشتباكات بدأت حوالي الساعة 11 ظهرا يوم أمس، فكانت السبب في حصار الناس في السوق، ولم يستطيعوا الخروج الا اليوم صباحا، حوالي الساعة السادسة، بعد هدنة شبه مؤقتة بين الطرفين”. وأظهر فيديو نشر على الانترنت، يوم الاربعاء، المدنيين وهم يفرون، وسط أصوات اطلاق النار.
ومع أصوات القصف والقناصة والأسلحة الثقيلة، بقي معظم المدنيين في منازلهم يوم الخميس، حسب ما قاله الناشط أبو زيد، الذي أضاف أن “الأسواق مغلقة والشوارع فارغة”.
ومن جهة أخرى، أعلنت وكالة الأنباء، التابعة لتنظيم الدولة، أعماق، يوم الخميس، أن أحد مقاتليها نفذ هجوما انتحاريا، ضد القوات الكردية، عند نقطة مرورية، في القامشلي، مما أسفر عن “مقتل وإصابة 15″، وهو ما لم يتسن لسوريا على طول التأكد منه.
ترجمة: سما محمد