البحث عن الموتى في إدلب بعد مغادرة لواء الأقصى المرتبط بتنظيم الدولة إلى الرقة
بدأ عناصر الدفاع المدني بالنبش بحثاً عن جثث عشرات المعتقلين […]
23 فبراير 2017
بدأ عناصر الدفاع المدني بالنبش بحثاً عن جثث عشرات المعتقلين الذين أعدموا في ريف إدلب الجنوبي، في الأسبوع الماضي، من قبل فصيلٍ مرتبط بتنظيم الدولة، بعد تخليه عن مواقعه الأخيرة وانسحابه إلى محافظة الرقة القابعة تحت سيطرة التنظيم.
وفي ظهيرة يوم الأربعاء، وبعد ست ساعات من البحث “عُثر على 23 جثة في مقبرة جماعية”، وفق ما قال مصدر داخل معسكر الخزانات جنوب خان شيخون، وممن شهد عمليات البحث، لسوريا على طول الأربعاء، وطلب أن يشار إليه باسم أبو محمود. وعُثر على أربع جثث أخرى في اليوم ذاته، ليصل العدد إلى 27.
وأعدم لواء الأقصى، وهو فرع متشدد لفصيل جند الأقصى المنحل حالياً، وفق ما تواردت الأنباء ما يصل لـ160 مقاتلا من الجيش السوري الحر، الثلاثاء الماضي، جنوب بلدة خان شيخون.
ونُفذت الإعدامات، وفق ما تواردت الأنباء، وسط الاقتتال العنيف في إدلب وحماة بين لواء الأقصى، الذي يُعتقد بأن له روابط وثيقة بتنظيم الدولة، وهيئة تحرير الشام، وهي تشكيل يتضمن جبهة فتح الشام، التي كانت تنتمي للقاعدة في سوريا سابقاً. وأغلب الذين قُتلوا قيل أنهم كانوا من عناصر جيش النصر، التابع للجيش السوري الحر، وأسروا خلال القتال.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أتاحت اتفاقية، توسطها الحزب الإسلامي التركستاني المرتبط بالقاعدة، ما بين هيئة تحرير الشام ولواء الأقصى، للأخير إخلاء مواقعه ومقراته في إدلب وحماة والسفر بأسلحتهم الخفيفة إلى محافظة الرقة التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، والتي تبعد نحو 100 كم شرقاً.
وبدأ مقاتلو لواء الأقصى وعوائلهم بالمغادرة يوم الأحد، ورحلت القافلة الأخيرة في فجر يوم الأربعاء، وفق ما قالت مصادر ميدانية لسوريا على طول.
تم تداول صور على الانترنت الأربعاء، تظهر عمليات البحث في جنوب إدلب. حقوق نشر الصورة لـ أبو محمود.
وما أن غادر آخر الجند المسلحين معسكر الخزانات جنوب خان شيخون، حيث نُفذت الإعدامات الجماعية، وفق ما قيل، حتى سارع عناصر الدفاع المدني مع أفراد العائلات المفجوعة التي نفد صبرها وبدؤوا بالبحث عن الجثث، وفق ما قال أبو محمود لسوريا على طول.
وبين أن “الأهالي أخبروا أن يبتعدوا لأن الأرض مزروعة بالألغام، ولكنهم لم يصبروا ليروا أبنائهم، فدخلوا”.
ومع استمرار عمليات البحث والنبش، الأربعاء، تعرف البعض على أقاربهم “لأن الجثث دفنت بمنطقة صخرية وباردة فلم تبدو عليها آثار التشوه”. وفق ما قال أبو محمد.
وأضاف أن نحو “90%” من الجثث التي عثر عليها تعود لعناصر من جيش النصر.
وتُظهر إحدى الصور التي تم تداولها على الانترنت، الأربعاء، جثة رجل متوفي حديثاً معصوب العينين. وكان ناجيان من الإعدامات التي ذكرت في الأسبوع الماضي وصفا مجموعة من المعتقلين المعصوبي العينين، تتراوح ما بين ستة إلى سبعة، أخرجت بعيداً من قبل لواء جند الأقصى ومن ثم تعالى صوت الرصاص.
عناصر الدفاع المدني وهم يحفرون داخل معسكر أخلاه لواء الأقصى مؤخراً جنوب خان شيخون، الأربعاء. حقوق نشر الصورة لـ أبو محمد.
وحاليا “هناك قلق كبير بين الأهالي على مصير ذويهم المفقودين خشيةً أن يكونوا من بين القتلى”، وفق ما قال منقذ الخبور، إعلامي من حماة، يعمل مع الشبكة السورية لحقوق الإنسان، لسوريا على طول، الأربعاء.
وقال إن “الحفر جار بكل نقطة يُشتبه فيها” بمنطقة الخزانات في معسكر لواء الأقصى الذي تبلغ مساحته 5 كيلومترات تقريباً، حيث جرت الإعدامات. وأوضح أبو محمد أن المعسكر كان قبل الثورة مخزناً للوقود وتابعاً للجيش السوري.
وكان لواء الأقصى قبل مغادرته إلى الرقة، قد حرر15سجيناً من عناصر هيئة تحرير الشام، في وقت سابق من هذا الأسبوع في عملية تبادل من أجل مقاتليه الأسرى.
وذكرت عدة مصادر لسوريا على طول أن هيئة تحرير الشام ستتسلم مواقع لواء الأقصى في إدلب وحماة. وادعى أحد الثوار في ريف حماة أن الهيئة لم تسمح بدخول فصائل أخرى إلى مواقع اللواء التي أخليت، في حين ادعى أبو محمد أنه لم ير أي من عناصر تحرير الشام في منطقة الخزانات، الأربعاء.
ترجمة: فاطمة عاشور