5 دقائق قراءة

التميمي: “إستراتيجية داعش: الحصول على كل معقل على حدة”

شباط / فبراير ١٣، ٢٠١٤ هناك تقدير ان هناك نحو […]


13 فبراير 2014

شباط / فبراير ١٣، ٢٠١٤

هناك تقدير ان هناك نحو ٢,٣٠٠ قتيل من المقاتلين بسبب الصراع الداخلي بين الثوار في ٢٠١٤، وهذا العدد نتيجة العنف بين الدولة الإسلامية في العراق والشام ضد طائفة واسعة من جماعات الثوار، منها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، والجبهة الإسلامية، وجيش المجاهدين، وأخرين. اندلع القتال في بداية كانون الثاني / يناير نتيجة لتوترات منذ فترة طويلة بين داعش والجماعات الأخرى، والتي كانت ذروتها عندما اختطفت داعش، قائد جماعة أحرار الشام التي تشكل فصيل من الجبهة الإسلامية وقامت أيضاً بتعذيبه وقتله.

في خلال القتال، انسحبت داعش من عدة مواقع عبر رقعة واسعة من سوريا، من ضمنها إدلب، وحلب، ودير الزور، فقط لتعزز سيطرتها على شرق محافظة الرقة وبعض البلدات المنتشرة في حلب، بما في ذلك منبج، الباب، والراعي.

على الرغم من أن العنف قد هدأ منذ أوائل كانون الثاني / يناير، إلى أن الاختلاف بين الجانبين كبير ولا يظهر أي علامات للشفاء.

خلال جولة واحدة من العنف في الأسبوع الماضي، فجر ممثل لداعش نفسه خلال المفاوضات مع لواء التوحيد في الجبهة الإسلامية في شمال حلب ببلدة الراعي. بعد أيام قليلة، وقعت داعش وقف لإطلاق النار مع صقور الشام في الجبهة الإسلامية في محافظة حماة، وفي نفس اليوم أدانت داعش جبهة النصرة ووصفتها بالمنافقة وغير الإسلامية.

في الجزء الثاني من المقابلة مع أيمن التميمي، من زمالة غنزبيرج في منتدى الشرق الأوسط، قال لـ اليزابيث باركر ماغيار عن صفقات النفط بين الحكومة السورية وجماعات الثوار وعن أسبابها، بالرغم من تراجعهم من شمال سوريا، قد تكون داعش أقوى الآن بالمقارنة في بداية القتال الداخل.

 بناية مقر الدولة الاسلامية في العراق والشام شمالي سوريا. حقوق الصورة تعود لـ الجهاد نيوز.

س. في الأسبوع الماضي، قلت حدة القتال، ربما بإستثناء بلدة منبج. والتي حدثت بسبب تعزيز الجماعات لمواقعها، أو لأنهم استنفذوا طاقاتهم في القتال الداخلي؟

ج. أعتقد أنهما السببين. في محافظة الرقة، السبب هو تعزيز المواقف، من ترك ليواجه داعش؟ حيث جميع الألوية الأخرى إما قررت الإنسحاب، مثل أحرار الشام في تل أبيض، أو في الميدان، أو بلدة أخرى، حيث توصلت الألوية إلى هدنة، أو أنهم طردوا تماما كما حدث في مدينة الرقة.

التمركز لعب دور كبير في ذلك، حيث نسبة المشاركة في القتال تختلف من مكان إلى آخر.

لأن سوريا مجزئة، ليس هناك قيادة متماسكة، ولا يوجد سياسة عامة أو رؤية مستقبلية، حيث الأحداث على أرض الواقع لا يمكن تكرارها في أماكن أخرى.

س. لقد قابلنا شخصاً قال أن داعش أنشأت “دولتها المستقلة” في الرقة. هل تعتقد أن هناك سبب معين جعل داعش مسيطرة في محافظة الرقة بالتحديد؟

ج. في حلب وإدلب بالتحديد، داعش منتشرة بشكل بسيط، لا يمكن وصف وجودهم بالهيمنة، لقد أجبروا على أن يكونوا جماعة من عدة جماعات. حيث هناك شارع، يوجد فيه مكتب لداعش، ومكتب للدعوة، وهلم جرا. هذه كانت مشكلة في البداية حيث تكبدت داعش خسائر كبيرة.

بينما في الرقة، ليس هناك الكثير من المواقع التي يمكنك الانتشار بها. كما أنني أعرف أنهم عززوا مواقعهم في الرقة، وجلبوا تعزيزات من دير الزور ومن المناطق الشرقية في سوريا لتعزيز سيطرتهم على المحافظة.

(إن الهدوء النسبي) هو بسبب تعزيز المواقع والإرهاق.

س. كانت هناك إتهامات بأن النظام السوري قد دعم داعش. وقد ذهب جون كيري إلى إقتراح هذا تقريباً. كيف هي قدرة داعش حالياً هل يتم تبديدها بقتال الحكومة السورية، عكس ثوار سوريا؟

ج. في القوت الحالي، معظم قدرة داعش تتركز لقتال جماعات الثوار الأخرى، منذ أن إندلع القتال الداخلي. كان هناك العديد من الجبهات التي اندلع فيها القتال ضد النظام: القلمون، دمشق، اللاذقية، دير الزور، والكثير من مناطق محافظة حلب، مثل القاعدة الجوية، الشيخ سيد. لكن منذ أن إندلع القتال الداخلي، ومعظم الطاقة تم توجيهها لقتال جماعات الثوار الأخرين.

أما بالنسبة لمسالة التعاون، هناك بعض الحقيقة في هذا بمعنى أن داعش وجماعات الثوار الأخرى، معظمه من النصرة، وأخرى من مثل أحرار الشام، (YPG) الكردية، هذه الجماعات تميل لأن تكون مسيطرة على موارد النفط الشرقية، وعقد صفقات مع النظام، حيث أنها تسمح بنقل النفط للمصدرين من خلال خطوط الأنابيب، وفي المقابل فإن النظام يدفع رسوم لهم. وبالتالي فإن النظام يعطي نقود لهذه المجموعات من أجل ضمان تدفق النفط والغاز.

من ناحية أخرى، أنا لا أرى أن داعش وجبهة النصرة هما الوحيدتان اللتان تشاركان في مثل هذه الأشياء. بصفة عامة، في الصراع، تعمل جماعات الثوار جميع أنواع الاتفاقيات للسماح ببعض الإمدادات بالذهاب إلى المناطق المسيطر عليها من قبل الحكومة في مقابل رسوم إبتزاز. في هذه الطريقة، تحصل جماعات الثوار على أموال تسمح لهم بتمويل أنفسهم. لا أرى الموضوع مخصوصاً بالنصرة وداعش فقط. لكنه صحيح، لأن هناك أموال من النظام تذهب إلى داعش وجبهة النصرة بسبب صفقات عقدت بشأن النفط. لكن الأمر كان سيحدث بغض النظر، لأن ال YPG أيضاً يفعل نفس الشيء. ليس فقط داعش والنصرة هم من يسيطرون على حقول النفط الشرقية، الجيش الحر، أحرار الشام، وأخرون أيضاً. من الناحية الأخرى، هناك بالتأكيد بعض الحقيقة بأن النظام أراد من الثوار أن يتخذون شكلاً أكثر تطرفاً منذ البداية، ليبرر تصرفه للحصول على المزيد من الدعم الدولي.

هناك أيضاً بعض الحقيقة في أن بعض الأحيان النظام لا يستهدف قواعد داعش، اعتقد بأن النظام يرى بأن وجود داعش مفيد في تبرير أفعاله، ويريد أن ينمو تواجدهم، حتى يصبحوا مهيمنين فيما بين الثوار، لتبرير رسالته للعالم الخارجي حيث أن الثورة منذ البداية كانت مؤامرة من الإرهابيين، إذا جاز التعبير.

هل تعتقد أن داعش قد غيرت إستراتيجيتها منذ بداية القتال الداخلي بين الثوار؟

ج. إلى حد ما أعتقد أنهم قد غيروا إستراتيجيتهم. بدلا من محاولة الانتشار بقدر المستطاع. على ما يبدو الآن، أصبحت استراتيجيتهم الحصول على معقل واحد في كل مرة. ويبدو أن هذه الإستراتيجية ناجحة. لا أعتقد أنهم الآن سيحاولون إعادة تأسيس نفسهم في مدينة حلب. أعتقد أن فكرتهم الآن هي السيطرة قاعدة واحدة في كل مرة، أو إجبار الثوار على الخروج عامة في حلب للوصول إلى نوع من الإتفاق أو لوقف إطلاق النار، حتى تتمكن من إعادة تأسيس مكانها في محافظة حلب. وإلى حد ما لقد حدث هذا الأمر مع أحرار الشام. وأميل أنا للقول حول توازن داعش بأنها قد اكتسبت في الحقيقة أكثر مما خسرت. في نهاية اليوم ليس المهم عدد المجتمعات التي هي فيها من عدد المباني ومكاتب الدعوة بل هي عدد المعاقل التي تمتلكها.

للمزيد من سوريا على طول، تابهونا على فيسبوك او تويتر

شارك هذا المقال