الثوار يخسرون 20% من شرقي حلب وهم في حالة “دفاع مستميت”
سيطر الجيش السوري وحلفائه على 20% من أحياء حلب الشرقية، […]
29 نوفمبر 2016
سيطر الجيش السوري وحلفائه على 20% من أحياء حلب الشرقية، الإثنين، وفق ما ذكرت مصادر عسكرية ثورية لسوريا على طول، وسط وابل “غير مسبوق” من الغارات الجوية ونيران المدفعية التي تمهد الطريق لتقدم النظام لليوم الثالث على التوالي.
وسيطرت قوات الموالية للنظام على حي الصاخور والذي كان يربط القسم الشمالي لأحياء شرقي حلب الخاضعة لسيطرة الثوار بأحيائها الأكثر مركزية جنوباً. ومع اقتراب سقوط الصاخور، الإثنين، تراجع الثوار المقاتلون إلى مناطقهم في الجنوب. وحي الصاخور هو واحد من ستة أحياء تقريباً فقد الثوار السيطرة عليها.
ويُعنون تقدم الجيش السوري في يوم الإثنين، السيطرة الأكبر له خلال يوم واحد منذ بداية الحملة المكثفة للنظام السوري والروسي في آواخر آب، التي تهدف إلى السيطرة على شرقي حلب.
طفل جريح إثر غارة جويّة على حي طريق الباب، شرقي حلب، يوم السبت.بعدسة: مصطفى الساروت
وقال مصدر عسكري، من الأحياء المحاصرة لسوريا على طول، طالبا عدم ذكر اسمه، الإثنين، “لجأ النظام إلى سياسة الأرض المحروقة وتشتيت الثوار على عدة جبهات ومحاور، للتقدم بشكل سريع”.
بدوره، قال محمد أديب، عضو المكتب الإعلامي لحركة نور الدين الزنكي، لسوريا على طول، لجأت قوات النظام خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى “الضغط بشكل كبير جداً” على الأحياء المحاصرة، “بتكثيف الغارات الجوية الروسية والسورية وقذائف المدفعية والصواريخ”.
وبالتزامن مع تقدم النظام، استغلت قوات وحدات الشعب الكردية YPG، والتي طالما استهدفها الثوار مراراً لعدة شهور في الشيخ مقصود، اضطراب المعارضة بالسيطرة على حيّين بجوار مقاطعتهم الكردية الصغيرة داخل مدينة حلب. ولأول مرة منذ سنة تتمكن YPG من انتزاع السيطرة على أراضي داخل المحافظة.
وحتى إعداد هذا التقرير، الإثنين. ما تزال الاشتباكات العنيفة مشتعلة بين الثوار وقوات النظام وذلك إلى الجنوب من المناطق التي سيطر عليها الأخير حديثاً.
“الوضع الآن في حالة دفاع مستميت”، وفق ما قال أبو المجد الحلبي، مدني موجود حالياً بحي الفردوس، في شرقي حلب، لسوريا على طول الإثنين.
وفي صبيحة يوم الاثنين، كانت القوات الموالية للنظام على بعد أمتار من السيطرة على منطقة الصاخور الاستراتيجية، وترافق تقدم قوات النظام مع سيطرة الأكراد على عدة مناطق، ما دفع بالثوار إلى التراجع والانسحاب من المناطق الشمالية قبل حصارها بالكامل.
لماذا أسفرت حملة النظام، التي اعتمدت بشكل كبير على الغارات الجوية، وبدأت نهاية آب الماضي، عن مثل هذا التحول الكبير، فقط في نهاية الأسبوع الماضي؟.
في الأيام الخمسة الماضية، زادت الغارات الجوية بشكل كبير، بهدف واضح وهو تمهيد الطريق لتقدم واسع النطاق. وفي نهاية المطاف، أُنهِك الثوار بسبب الجبهات المتعددة التي فتحها النظام معهم على الأرض.
وعزا مقاتلو المعارضة المتواجدين على الجبهات الأمامية هزيمتهم إلى نقص جوهري في القوة البشرية.
وقال مصدر عسكري ثوري، لسوريا على طول، طالبا عدم ذكر اسمه، “لجأ النظام إلى سياسة الأرض المحروقة وتشتيت الثوار على عدة جبهات ومحاور، للتقدم بشكل سريع (…) وهو ما أجبر الثوار على الانسحاب من أجزاء كبيرة من الأحياء المحاصرة”.
ونفذت القوات الموالية للنظام أكثر من 250 ضربة جوية وأطلقت أكثر من 6000 قذيفة مدفعية على الخطوط الأمامية للمعارضة في الـ48 ساعة الماضية، وفقا لما قالته مصادر في الدفاع المدني في حلب، لسوريا على طول، يوم الاثنين.
وقال ابراهيم الحاج، مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب، لسوريا على طول، يوم الاثنين، أن “كارثة إنسانية تحدث في أحياء حلب الآن”، مضيفا “الأوضاع كارثية ولا يمكن وصف ما يجري للمدنيين والأهالي مع تقدم قوات النظام والقصف العشوئي الكثيف”.
تغريدة على الموقع الرسمي لوزارة الدفاع السورية، يوم الاثنين: استعادة السيطرة بشكل كامل على منطقة الهلك شرق حلب.
واحتفلت وسائل الإعلام الموالية للنظام بتقدم قوات الجيش السوري على نطاق واسع، مدعية أن قوات المعارضة فقدت “45 في المئة من الأراضي التي سيطرت عليها الأسبوع الماضي”، حسبما ذكره موقع المصدر نيوز، يوم الاثنين، والذي قال “جهاديو حركة فتح حلب يتداعون داخل المناطق الشرقية في حلب اليوم، لأنهم لا يزالون يفقدون السيطرة على الأحياء واحدا تلو الآخر لصالح الجيش السوري”.
وتظهر لقطات صورتها طائرة بدون طيار، المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخرا في المدينة وقد سويت على الأرض بالكامل نتيجة لهجوم الجيش السوري.
في السياق، قالت مصادر ثورية لسوريا على طول، يوم الاثنين، أن سوريا وروسيا “كثفتا بشكل كبير” غاراتهما الجوية على مدى الأيام الخمسة الماضية.
وواصل الآلاف من سكان المنطقة التي كانت تحت سيطرة الثوار سابقا، شمال شرق حلب، نزوحهم لليوم الثاني على التوالي، يوم الاثنين، وسط تقدم متزامن لقوات الجيش السوري وقوات الـYPG.
وتتفاوت تقديرات أعداد النازحين على نطاق واسع، حيث فرت العائلات إما باتجاه المناطق الأعمق في شرق حلب، أو باتجاه مناطق سيطرة النظام والقوات الكردية في الجزء الغربي من المدينة.
وقال الحلبي، مدني يقيم في شرق حلب، “حقيقة نحن نرى هنا صعوبة الوضع وتفاقم حالة التهلهل بين الصفوف”.
ترجمة: سما محمد وفاطمة عاشور