الحكومة السورية تسيطر على موقع استراتيجي بارز في “معركة التلال” ومحادثات المصالحة في درعا مستمرة
قمة تل الحارة في آذار 2017. تصوير: أمجد عساف. شنت […]
19 يوليو 2018
قمة تل الحارة في آذار 2017. تصوير: أمجد عساف.
شنت الطائرات الحربية الحكومية السورية غارات جوية على مقاتلي المعارضة المتحصنين على قمة تل مطل على مدينة نوى، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، يوم الأربعاء، وسط حملة مستمرة تشنها القوات التي تقودها دمشق وذلك من أجل السيطرة على نقاط مراقبة تطل على أراضي المعارضة غرب درعا.
وجاء القصف الذي استهدف تل الجابية، الواقع على بعد نحو أربعة كيلومترات شمال غرب نوى، بعد أن داهمت القوات الموالية للحكومة مدينة نوى بالصواريخ والغارات الجوية والمدفعية يوم الثلاثاء، حيث رفضت فصائل المعارضة هناك اتفاق المصالحة مع دمشق.
وقال قائد معارض في مدينة نوى لسوريا على طول، يوم الأربعاء، أن هذه الحملة هي “الأعنف التي تشهدها المدينة على الإطلاق” منذ بداية الحرب.
وأظهرت تسجيلات فيديو شاركها نشطاء معارضون على الإنترنت، عشرات الصواريخ التي استهدفت مدينة نوى ليلة الثلاثاء، وأسفر ما لا يقل عن 500 صاروخاً وقذيفة مدفعية عن مقتل أربع مدنيين على الأقل يوم الثلاثاء هناك، حسبما أفادت وسائل إعلام المعارضة، يوم الأربعاء.
ويعتبر الهجوم على تل الجابية، الواقع حالياً تحت سيطرة تحالف هيئة تحرير الشام “المتشدد” هو الأحدث في الحملة المستمرة التي شنتها الحكومة السورية وحلفاؤها منذ الأسبوع الماضي، وذلك من أجل السيطرة على الجبال المطلة على ريف محافظة درعا الغربي.
وذكر القائد المعارض لسوريا على طول، أنه من خلال سيطرة الحكومة السورية والميليشيات المتحالفة معها على التلال المرتفعة غرب درعا، فإنها تؤمّن نقاط مراقبة مهمة لمراقبة قوات المعارضة واستهدافهم.
وقال أحد قادة المعارضة في ريف درعا الغربي لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أن “النظام يعطي الأولوية لدخول قواته إلى المرتفعات”، طالباً عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول له بالتحدث إلى الصحافة.
وأضاف القائد أنه بعد سيطرة الجيش السوري الآن على عدة نقاط مرتفعة في درعا، فإن “المناطق المحيطة بتلك المرتفعات قد سقطت أيضاً [للحكومة]”.
وعن طريق سيطرة القوات الموالية للحكومة على تلال درعا الغربية، فإنها تعزل مواقع قوات المعارضة عن طريق استخدام الرشاشات وقذائف المدفعية لقطع الطرق عليهم، على حد قول القائد.
“الجيب المتقلص”
سيطرت القوات الموالية للحكومة على تل الحارة وتل المال وهي نقاط استراتيجية مرتفعة في ريف درعا الشمالي الغربي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأفادت وكالة “سانا” أن القوات الموالية للحكومة، المتواجدة على قمة تل الحارة التي يبلغ طوله 1000 متراً وتل المال الأصغر، وضعت ما تبقى من مقاتلي معارضة درعا “بين فكي كماشة”.
وشنت القوات الموالية للحكومة هجوماً جوياً وبرياً واسعاً على الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة درعا في منتصف شهر حزيران، وفي غضون أسابيع، استعادت الحملة التي قادتها دمشق كامل المحافظة تقريباً، وتراجعت قوات المعارضة هناك أو وقعت صفقات مصالحة مع الحكومة.
والآن، فإن كل ماتبقى من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في جنوب غرب سوريا، هي مجموعة من قوات المعارضة المنتشرين عبر جيوب ريف درعا الغربي ومقاطعة القنيطرة المجاورة، ومع استمرار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار والمصالحة، يبدو أن الحكومة السورية تضغط على معاقل المعارضة في المنطقة.
وقالت أليزابيث تسوركوف، وهي زميلة أبحاث في مركز التفكير الإقليمي في شيكاغو، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، أنه مع انتشار المدفعية الحكومية على قمم جبل درعا “أصبح الجيب المتقلص الذي ما زال تحت سيطرة المعارضة تحت نيران مدفعية النظام”.
وأضافت تسوركوف أنه مع استمرار المفاوضات المغلقة بين المعارضة والقوات الحكومية في غرب درعا، فإن القصف التابع للحكومة “يقود قوات المعارضة إلى التراجع أو الموافقة على المصالحة” مع دمشق.
وفي شريط فيديو نشرته قناة الأخبارية السورية على الإنترنت، يوم الأربعاء، نشاهد مراسلة تتحدث من على قمة تل المال في ريف درعا الشمالي الغربي، ويبدو خلفها كيلومترات من الأراضي المسطحة وبعض البلدات والقرى البعيدة.
وقالت رانيا زلوم مراسلة قناة الأخبارية السورية في الفيديو، يوم الأربعاء، أن تل المال “موقع مهم للغاية واستراتيجي يطل على المناطق الرئيسية في محافظة درعا”.
وأضافت “إنها معركة التلال”.
ترجمة: بتول حجار