الخوف من الأعلى: سكان شمال حماة يلجؤون إلى الكهوف
قبل الحرب، استخدم سكان اللطامنة في ريف حماة الشمالي، الكهوف [...]
7 أكتوبر 2015
قبل الحرب، استخدم سكان اللطامنة في ريف حماة الشمالي، الكهوف كغرف باردة يلجؤون إليها في الصيف، أو لتخزين الطعام والأغذية.
وبعد سيطرة الجيش السوري الحر على البلدة منذ بداية الثورة، بدأ النظام باستهداف المنطقة بالغارات الجوية، وبالتالي لجأ سكانها إلى الكهوف ليجعلوها أماكن يومية للعيش تحت الأرض.
وبحسب ما أفاد به محمود الحموي لفتون الشيخ، مراسلة سوريا على طول، فإن “كل عائلة في البلدة أتت لتملك كهفها الخاص”.
وكان سكان الكهوف جهزوها بأثاث منزلي وحفروا جداول الماء فيها، كما لو أنهم يعيشون في بيوتهم. وأضاف الحموي “إنهم يتنقلون بين بيوتهم وكهوفهم، أثناء غارات الطيران والأوقات الآمنة”.
ما هي التجهيزات المتاحة لجعل المغارات مؤهلة للسكن؟
بعد حفر المغارة يتم نقل جزء من أثاث المنزل إليها، ومن وقت قريب اعتمد الناس على اشتراكات كهرباء، حيث أحدهم يشتري مولدة مازوت ويشترك بها من حوله، ويكون الاشتراك بالساعة، فأنا وعائلتي ندفع مبلغ (5000) ليرة شهريا مقابل 4 ساعات يوميا.
بالنسبة للمياه، أحياناً قد يساعد الجيش الحر بتأمين المياه. وغالباً يقوم أحد الأهالي ببيع المياه عن طريق تعبئة صهاريج من مناطق مجاورة، واعتمد الأهالي على وجود “جُب” (وهو حفرة في الأرض لتخزين المياه واستعمالها لاحقاً) في كل مغارة لحفظ المياه واستخدامها تدريجياً عن طريق الدلو.
ومنهم من لم يجهز مغارته فيبقى متنقلا بينها وبين منزله بالتزامن مع أصوات الطائرات في السماء.
هل امتهن أبناء المدينة نفسها حفر المغر أم نُظمت ورشات خاصة؟
بالبداية كان الحفر بشكل فردي يعتمد على أفراد مثل من يحفر القبور في المنطقة أو من يحفر لـ “جُب” المياه ومن كان يعرف هذه المهنة، واليوم نحن أمام ورشات عمل ضخمة جديدة للحفر على سبيل المثال مقرات الجيش الحر، فهي مقرات كبيرة وبحاجة إلى عمال ومعدات خاصة ووقت قياسي لإنهاء العمل.
متى انتشرت فكرة المغارات واستخدامها لأغراض معيشية؟
بداية قبل الثورة، كانت معظم المناطق بريف حماة ومنطقة اللطامنة تحديداً يوجد فيها مُغر بأعداد قليلة ولم تكن لها أي أهمية، سوى لدى بعض العوائل التي تستخدمها للجلوس فيها صيفاً كونها باردة، أو استخدامها كمستودعات للفائض من حاجات المنزل، أما بعد القصف الذي باتت تتعرض له المدينة بداية من دير محردة، قبل استخدام الطيران من النظام، بدأ المدنيون ممن امتلكوا سابقاً مُغر يقومون بإعادة تأهليها والتجمع فيها أثناء القصف بشكل جماعي، ومع الوقت واستخدام الطائرات بدأت عمليات الحفر والتأهيل حتى امتلكت كل عائلة لم تنزح خارج المدينة مغارة مستقلة.