الصقيع يتلف محاصيل زراعية تغذي ربع مليون محاصر في ريف حمص الشمالي
أتلف الصقيع الذي سببته درجات الحرارة المنخفضة جداً في كانون […]
7 يناير 2016
أتلف الصقيع الذي سببته درجات الحرارة المنخفضة جداً في كانون الأول في ريف حمص الشمالي الواقع تحت سيطرة الثوار، المحاصيل الزراعية، ملحقاً الضرر بمصدر الغذاء الأساسي لنحو ربع مليون من الأهالي الذي يعيشون تحت الحصار منذ عامين.
وفي ظل عدم قدرتهم على استيراد المواد الغذائية من المناطق المحيطة، يعتمد أهالي ريف حمص الشمالي، اعتمادا كلياً على المحاصيل التي ينتجونها بأنفسهم. وتشكل البطاطا والملفوف والطماطم والباذنجان والمحاصيل اللوزية، غالبية هذه المنتجات الزراعية في هذه الأيام.
ويسعى المزارعون المحليون إلى إيجاد طريقة يحمون بها هذا المصدر الغذائي الوحيد، وفق ما قال المزارع أكرم عواد، موظف سابق في مديرية الزراعة بحمافظة حمص، وعاد إلى الزراعة مجدداً بسبب الحصار.
وأضاف عواد أن “الريف يعتمد بشكل كلي على المزروعات والخضار، ولم نستطع قطف المحاصيل الزراعية خلال الثلاثة الأيام الماضية من شدة البرد”.
ومع نقص المواد الغذائية المتوفرة، فإن أسعارها ارتفعت بنسبة 70 إلى80% عن الأسبوع الماضي، وفق ما قال أحمد الديك، مواطن من مدينة الرستن، في شمال حمص، وأب لطفلين.
وأوضح الديك “ومع عدم توفر الكهرباء إلا على المولدات التي لا تقوى على تشغيل الثلاجات، فإن معظم الناس يعتمدون على الأكل اليومي دون تخزين ليوم أخر”.
وتاليا المقابلة الكاملة لأسامة أبو زيد، مراسل سوريا على طول، مع المزارع والموظف السابق في مديرية الزراعة أكرم عواد:
ما مدى تأثير تضرر المزروعات بسبب الصقيع على المحاصرين وسوق الخضار في الريف؟
الريف يعتمد بشكل كلي على المزروعات والخضار، حيث أن المواد الغذائية الأخرى من الرز أو البرغل معدومة تقريباً في المنطقة، لذلك نصب عملنا في الريف على الزراعة لتأمين غذائنا.
والآن يشهد الريف ارتفاعا في أسعار الخضار إلى الضعف، وكارثة حقيقة قد تحدث. حيث قلت كمية الخضار بسبب تلفها. كما أننا لم نستطع قطف المحاصيل الزراعية خلال الثلاثة الأيام الماضية من شدة البرد، فضلاً على أننا نفقد كميات كبيرة من المحاصيل عادة بسبب القصف الروسي وقصف قوات النظام.
ألم يكن هناك أي طريقة لتجنب هذه “الكارثة”، والحفاظ على سلامة المزروعات؟
نعم يوجد عدة طرق منها إقامة بيوت بلاستيكية وإنشاء مناخ مناسب للمزروعات، بالإضافة إلى وضع مواد معينة تساعد على محاربة الصقيع، ولكن لم تتوفر مادة المازوت، ولا المساعدة لبناء البيوت البلاستيكية أو جلب تلك المواد.
هل طلبتم من أي جهات معينة مساعدكم في ذلك؟
نحن في حصار، وفي الوقت ذاته طالبنا عددا من المنظمات الإغاثية دعم مشاريع كهذه، خصوصا أنها قد تفيد في تفادي مشاكل كبيرة، منها كارثة الموت جوعاً بسبب الحصار، إلا أننا لم نتلق أي مساعدة من أحد.وفيما يلي مقابلة أبو زيد، مراسل سوريا على طول، مع المواطن من مدينة الرستن أحمد الديك (28 عاما) وأب لطفلين:
ما مدى تأثير تضرر المزروعات بسبب الصقيع عليكم كمدنيين؟ وكم هي الأسعار مقارنة مع ما قبل الغلاء؟
الأسعار تشهد ارتفاعا كبيرا خلال هذه الأيام، فمنذ أسبوع كانت أسعار البندورة ما يقارب 250 ليرة سوري للكيلوغرام، والآن تباع بـ400 ليرة. البطاطا كانت تباع بـ175 ليرة سوري، واليوم بـ250 ليرة، حيث أننا نعتمد كليا على المزروعات بسبب نقص المواد الغذائية الأخرى كالرز والبرغل. كما أن سعر المازوت اليوم 500 ليرة للتر الواحد والغاز للأسطوانة 10 آلاف ليرة سوري.
كيف ترى جودة الخضار اليوم وكميتها في السوق؟ وهل تتوفر المواد الغذائية الأخرى؟
اليوم نلاحظ أن كمية الخضار أقل بكثير من السابق، وعدد البائعين لها، كما أن جودتها لا بأس فيها وهناك بعض الخضار نجدها متجمدة من الداخل كالبندورة مثلاً.
وبالنسبة للمواد الأخرى تتواجد عن طريق تهريبها من مناطق النظام من قبل بعض التجار.
من هم هؤلاء التجار؟
أنا كمدني لا أعرفهم شخصياً، لكنهم يبيعون للمحلات التجارية الصغيرة المتبقية في المنطقة عبر مندوبين. وأعتقد أنه هؤلاء التجار في مناطق النظام أصلاً. ولكن بعد تشديد حصار النظام للريف خلال هذه الأيام من الجهة الشمالية للريف المتصلة بريف حماة، بدأ الأمر يزداد سوءاً.
هل يوجد ثلاجات في المنازل، وهل تستخدمونها؟
نعم يوجد لكن استخدامها قليل بسبب عدم توفر الكهرباء إلا على المولدات، وهي لا تقوى على تشغيل الثلاجات؛ فمعظم الناس تعتمد على الأكل اليومي دون تخزين ليوم أخر.