الغوطة الشرقية: اتفاق ينهي الاقتتال الداخلي والحياة تعود لطبيعتها
عادت الحياة إلى طبيعتها، بعد يوم واحد من توصل طرفي […]
11 مايو 2016
عادت الحياة إلى طبيعتها، بعد يوم واحد من توصل طرفي النزاع في الغوطة الشرقية إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار، بعد أن أصاب “الناس التعب من كلا الطرفين”، إثر اقتتال داخلي استمر 12 يوما بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن.
وكانت فصائل جيش الإسلام ومجموعات من فيلق الرحمن وجيش الفسطاط المكون من جبهة النصرة وفجر الأمة وأحرار الشام، تتقاتل منذ 28 نيسان الماضي، من أجل السيطرة على عدة بلدات في ضواحي الغوطة الشرقية المحاصرة.
وجاء الاقتتال الداخلي، بعد عدة أشهر من التوترات والاعتقالات ومحاولات الاغتيال بين الطرفين. إلا أن هذه التوترات تحولت إلى معارك، بلغت ذروتها نهاية الأسبوع الماضي، بعد اقتحام جيش الإسلام، مستخدماً الدبابات، بلدتي مسرابا ومديرا، الواقعتين تحت إدارة فيلق الرحمن، الأمر الذي دفع الفيلق لإتهام الجيش بـ”قيادة الغوطة الشرقية إلى بحر من الدماء”.
وبعد ذلك بيومين، وإثر ضغوطات من الشرعيين والمدنيين وأيام من الاحتجاجات الشعبية في الغوطة الشرقية، وافقتأطراف الفصائل المتحاربة على وقف إطلاق النار بينها، يوم الاثنين، كما شكلت لجنة مؤلفة من سبعة مرشحين، لتسوية الخلافات بين الطرفين.
وكجزء من الاتفاق، أكد قيس الشامي، مسؤول النشر في جيش الإسلام، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أنه “تم الإنسحاب الكامل من بلدة مسرابا، تحت مظلة القضاء الموحد في الغوطة الشرقية”، لتصبح بذلك البلدة منطقة محايدة، وخالية من المظاهر المسلحة، تديرها قيادة الشرطة الحرة في الغوطة الشرقية.
لا لتقسيم الغوطة، حقوق نشر الصورة لصفحة ربيع ثورة.
ومن جهته، قال وائل علوان، المتحث باسم فيلق الرحمن، لسوريا على طول، يوم الاثنين، “تعهد الطرفان بعدم الاعتداء. وكان هناك تدخل قوي وإيجابي من الهيئات المدنية في الغوطة” في الاتفاق.
وأكد أسامة العمري، ناشط ميداني من الغوطة الشرقية، أنه عند “توقيع الاتفاق بوقف الاقتتال، كان الفرح بادياً على وجوه الأهالي، فرحهم بحقن دماء أبنائهم. اليوم عادت الحياة طبيعية في الغوطة الشرقية”.
ومن خلال حديث سوريا على طول مع علوان والشامي، هذا الأسبوع، أظهر الطرفان استعدادهما للقتال إلى جانب بعضها البعض مرة أخرى.
وأضاف الشامي أن “الاقتتال ليس لصالح أحد، ما يحصل في الغوطة ليس اقتتال على السلطة أو النفوذ، وعناصر الفيلق هم إخواننا”.
كما أكد العلوان في حديثه على أنهم “جاهزون للقتال مع جيش الإسلام في خندق واحد ضد نظام الأسد”.
خسائر الاقتتال الداخلي
كان للاقتتال الداخلي، الذي استمر نحو اسبوعين، أثر كبير ومكلف على سكان الغوطة الشرقية، حيث أسفر عن مقتل العديد من المدنيين، بالإضافة إلى جر الوضع الطبي للخطر، والذي يعتبر سيئاً بالأساس في ظل سنوات الحصار.
إلى ذلك، قال أحمد الحمدان، ناشط إعلامي من الغوطة الشرقية، “علقت المراكز الطبية عملها خلال فترة الاقتتال، يومياً ساعة ونصف، لأنها لا تستطيع أن تتوقف بشكل كامل”.
وفي السياق نفسه، أكد العلوان، أنه “كان هناك اعتداء على بعض الصيدليات والمراكز الطبية” أثناء اقتحام جيش الإسلام لبلدة مسرابا، يوم السبت.
واتهمت مؤسسة الفجر للتنمية، وهي مؤسسة مساعدات طبية في الغوطة الشرقية، عناصر جيش الإسلام بسرقة إحدى صيدليات بلدة مسرابا أثناء اقتحامهم لها، وذلك بحسب بيان نشرته المؤسسة على الانترنت، يوم الأحد.
كما دعا البيان جيش الإسلام إلى “رد المسروقات والتعويض عن تخريب محتويات الصيدلية”.
وكانت آخر الخسائر الطبية، نتيجة الصراع الداخلي، الدكتور النسائي الوحيد في الغوطة الشرقية، نبيل دعاس، الذي أصيب برصاصة طائشة أدت إلى إبقائه في العناية المركزة، حيث تم إعلان موته سريرياً، الأسبوع الماضي.
ويعتبر فقدان الدكتور النسائي الأخير “أو أي دكتور مختص خسارة لا تعوض” في الغوطة الشرقية، وفق ما قاله زميله اياد عبد الرحمن، عضو الهيئة الطبية العامة في الغوطة الشرقية، لسوريا على طول، هذا الأسبوع.
وأياً كان السبب وراء هذين الأسبوعين الداميين، فإنه “ليس مبررا مقنعا لقتل المدنيين”، بحسب الحمدان، الذي أضاف “الناس أصابها التعب من الطرفين”.
ترجمة: بتول حجار