4 دقائق قراءة

القاعدة تُشعل شرارة الأزمة في شمال سورية

تموز 23, 2013 بقلم عبد الرحمن المصري ومايكل بيتزي عمان: […]


23 يوليو 2013

تموز 23, 2013

بقلم عبد الرحمن المصري ومايكل بيتزي

عمان: بعد الإشتباكات التي حصلت في المناطق المحيطة بالرقة الواقعة منتصف الشمال السوري, اعتقلت القوات الكردية أبو مصعب, قائد كتيبة تنتمي لتنظيم القاعدة, ثم اطلقت سراحه بتبادل مع مئة أسير محلي كانوا قد أعتقلوا كرهائن من قبل موالي أبو مصعب من التنظيم. شوهد إطلاق سراحه يوم الأحد كإعلان بوضع حد للتوتر بين الطرفين المسلحين.

أبو مصعب, أمير الدولة الإسلامية في الشام والعراق, وهي مجموعة جهادية تحت مظلة تنظيم القاعدة. اعتقاله كان من آخر الأحداث في الصراع المستمر بين القاعدة وتنظيمات الثوار من أجل أخذ الأولوية على الأرض.

الجيش الحر نشط في المناطق المحررة في الشمال السوري, والتي أزعجت المقاتلين المتطرفين في حرية تنقلهم في المناطقة المحررة والمسيطر عليها مسبقاً من قبل مقاتلين من الجيش الحر. وكما يبدو من اسمها, فإن الدولة الإسلامية تطمح لإنشاء ولاية إسلامية في دولتي العراق وسوريا وتعتبرها كخطوة أولى لإستعادة التعاليم الإسلامية إلى المنطقة أجمع. إن الشرارة التي أطلقت بين قوات من الأكراد مع الدولة الإسلامية وقد تبعت صحوة, وخاصة بعد الإغتيالين المهمين من قبل متطرفين من الدولة الإسلامية لقياديين في الجيش الحر.

أمير عراقي يسمى أبو أيمن, اُتهم بجريمة قتل قائد في الجيش الحر منذ أسبوعين بريف اللاذقية, حادثة أشار لها بعض القادة في الجيش الحر بـ “إعلان الحرب” بين أطراف المجموعات الثورية.

إن متابعة أبو أيمن القيام بأعماله, قد فسرها الناشطون على أنها تعطي صحة للكلام والتي هي ورقة النظام المستخدمة منذ زمن بأن الثوار “إرهابيين.”

“عندما يأتي شخص كـ (أمير دولة العراق والشام) يعطي ذريعة لقتل الشعب الثائر وتكون فيها خدمة للحاكم بحجة وجود إرهابيين متشددين.”

حادثة إغتيال الحمامي كانت الثانية من نوعها خلال أسبوعين, بعد أن قُتل فادي القاش على يد مقاتلي الولاية الإسلامية في مدينة دنا الواقعة على ريف إدلب.

في ضوء الأحداث التي توالت في قضية العنف القائم بين المقاتلين, إنضم مقاتلو الجيش الحر الى الحكومة السورية بإطلاق لقب مجموعة إرهابية على الدولة الإسلامية في العراق والشام وأنها “تساعد الأسد” بسبب الإشتباكات التي تحصل بينها وبين الحر.

” إذا استمر القتال بالتصاعد أكثر, فإن الرصاصات ستصبح موجهة الى الثوار مع بعضهم البعض وبذلك ستنفذ ذخيرة الثوار على بعضهم لا بل سيتناقصون أنفسهم بسبب حربهم مع بعضهم.” قال مراد الأيهم, الناطق بأسم المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في إدلب.

مشاكل في الشمال

قال المحللون أن مقاتلي الدولة الإسلامية يظهرون في كل مناطق الشمال السوري, ويطالبون بحق السلطة على “الإمارات” في بعض المناطق, مثل مدينة جرابلس التي تقع على الحدود التركية.

مصادر من المدن التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية بإحكام, قالت بأن توتر ملحوظ في التصرفات بين الجيش الحر والدولة الإسلامية. أبو بكر, وهو مواطن صحفي ذو 31 عاماً من الرقة الواقعة شرقي حلب قال, بأنه قد لاحظ مشاحنات وجدالات حادة في الشارع بين عناصر من الجيش الحر والدولة الإسلامية في مدينته, وهي مقر للدولة الإسلامية, وصفها بـ “مشاحنات كلامية” أخذت مكانها في سوق داخل الرقة بين مجموعات من الجيش الحر ومجموعات من الدولة الإسلامية.

“بالنسبة للجيش الحر فهم ليسوا بأصدقاء أبداً”وأضاف أيضاً “ورفع السلاح.

مظاهرات عدة شهدتها حلب في 11 تموز عندما فرض رجال من الميليشيات أدعوا بأنهم من تنظيم الدولة الإسلامية حصاراً على حي بستان القصر, عندما حدثت مضايقات للمواطنين في معبر كراج الحجز وفرضوا حينها أوامر “الشريعة” على النساء.

أصدرت الدولة الإسلامية بياناً في اليوم الذي تبع الحادثة تدعي فيه بأن عناصرها قد رحلوا عن الحاجز في الليلة التي سبقت التظاهرات, وأن عناصر الحاجز “ليس لهم أي علاقة بالدولة الإسلامية.”

ثائر أبو يوسف, مواطن صحفي من حلب, يصف وجه نظره السياسية المتعاطفة بما أنه مسلم, ويؤكد أن “الحي تحت سيطرة الأخوة الجهاديين.” وأضاف بأن الكثيرين منهم ليس سوريين, ولكن “أغلبيتهم عرب,” ويصر على تجميل صورة مقاتلي الدولة الإسلامية.

شاهد عيان آخر على حادثة بستان القصر, وهو محامي من حلب في 42 من العمر يدعى علاء صايد, كتب على صفحته الشخصية في الفيس بوك بأن حارساً من الدولة الإسلامية, إنتقد ووبّخ رجلاً لحمله علبة سجائر على أنها محرمة خلال شهر رمضان الكريم, وقد أكمل بأن الحارس قد مزق العلبة السجائر.

من جهة أخرى صرحت قيادة محلية للجيش الحر في شمال سوريا, وهي من أقوى المناطق المتحكم بها من قبل الدولة الإسلامية, برفضها الإعتراف بوجود أي نوع من الفروقات بين الثوار المتوسطين والمتشددين إسلامياً.

“إن الدولة الإسلامية هم أخوة لنا جاؤوا لنصرة أخوانهم في الوقت الذي صمتت الدول العربية والاسلامية والغرب المتخاذل على جرائم النظام” هذا كان بيان تصريح للمجلس العسكري في حلب في 15 تموز.

اتهم المركز الإعلامي في حلب بشكل مباشر أن الإعلام يبالغ في الصراع الحاصل بين الجيش الحر والدولة الإسلامية, “محاولاً إشعال نار الفتنة بيننا”

القاعدة, والتي أصبح لديها يدٌ في سوريا منذ تشكُل جبهة النصرة واشتهارها, والتي اعتبرت مؤخراً كمفتعل للمشاكل بالنسبة للثوار.

قال مقاتلو الجيش السوري الحر بأن التوتر الحاصل بين المقاتلين المتوسطين والمتعصبين دينياً قد بدء بالظهور منذ إندماج القاعدة في العراق مع جبهة النصرة ليشكلوا ما يسمى الآن الدولة الإسلامية في الشام والعراق.

“والغرابة اننا كنا نعمل وننسق ونتشارك بغرفة عمليات واحدة مع ما يسمى بجبهة النصرة” أضاف مراد الأيهم من إدلب حيث أنها من المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية بقوة وإحكام “الآن تطورت لتصبح إغتيالات وإهانات.”

ولكن هناك تفسير لبدء عنف الثوار على الثوار, وهو أن الدولة الإسلامية في الشام والعراق تُظهر بأن مقاتليها من بلاد أجنبية وهذا بعكس جبهة النصرة. إن المقاتلين من غير السوريين يسعون لتأسيس قوانين جديدة تمسح وجود بعض مقاتلي الجيش الحر من الطريق. هؤلاء المتشددين من الدولة الإسلامية كانوا في منأى عن سوريا عندما كان الجيش الحر عالقاً في الخنادق ويقاتل النظام في محاولة لتحرير المناطق السورية.

أبو بكر, صحفي من الرقة, قال بأن الدولة الإسلامية قد دخلت بسلاسة إلى القرى المحررة مسبقاً ثم بدأت بتعزيز العناصر لتطبيق الشريعة الإسلامية.

“إنهم ليسوا من سوريا,” أضاف أيضاً “نصّبوا أنفسهم دون آخذ الأذن من أحد.”

تقارير إضافية بقلم نهى شعبان

 

شارك هذا المقال