القصف المستمر للطيران الروسي يغلق المدارس في الشمال السوري
أدت الغارات الروسية المتواصلة على وسط وشمال سوريا إلى شلل […]
10 ديسمبر 2015
أدت الغارات الروسية المتواصلة على وسط وشمال سوريا إلى شلل في القطاع التعليمي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حمص واللاذقية.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها نشر في الثاني من الشهر الجاري بأن الغارات الروسية أدت إلى مقتل 254 مدنيا، وأصبح الوالدين يخشون من إرسال أولادهم إلى المدارس بسبب القصف.
ويذكر أن الحكومة المحلية في مدينة تلبيسة، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، أغلقت رسميا صفوفا دراسية في تشرين الأول “حتى إشعار آخر”، خشية على الأطفال من القصف.
وفي حديث لنسرين الناصر، مراسلة سوريا على طول، قال فراس الحمصي، الذي كان يدير مركزا شبابيا أغلق بسبب قلة الدعم، بأن المدارس في ريف حمص الشمالي أغلقت، ويقضي الأطفال أيامهم بجمع الأخشاب للتدفئة.
وفي ظل غياب المدارس، يلجأ أطفال آخرون إلى إعالة عوائلهم من خلال الأعمال التي لا تحتاج إلى مهارة.
ويقول الحمصي “كل يوم على مشارف تلبيسة، أرى الطفل “أحمد”، البالغ من العمر 10 سنوات، يبيع كل يوم من 15 إلى 20 قارورة محروقات، هو لا يعرف العد، عندما أشتري 10 ليترات بنزين لأملأ بهن سيارتي، يكون سعرها 350 ليرة سوريا أي ما يعادل دولارا لكل ليتر، ولكنه غير قادر على العد”.
أما محمد الشيخ، مدير التربية الحرة في ريف اللاذقية، في حديث مع نورا الحوراني، مراسلة سوريا على طول، قال إن القصف الروسي على قرى جبلي التركمان والأكراد حولها إلى اشباح، فقد غادرها سكانها وأصبحت المدارس فارغة ومغلقة.
وأضاف الشيخ “قتلت هذه الغارات عدد من الطلاب وأدت إلى أضرار كبيرة في المدارس، نحن نحاول إعادة فتح مدارس في المناطق الآمنة على الحدود التركية التي هرب إليها الناس”.
ناد صيفي: فرحة لم تدم طويلا
إلى ذلك، قال فراس الحمصي، خريج كلية الرياضة وأحد المشرفين على “النادي الصيفي في ريف حمص الشمالي”، إنه “تم تشكيل النادي التربوي الصيفي من قبل أربع مشرفين وجميعنا يعمل مدرسا، ولكن باختصاصات مختلفة، ونحن غايتنا مساعدة الأهالي في تعليم أطفالهم”.
متى تم افتتاح النادي، وكم استمر عمله قبل إغلاقه؟
تم افتتاحه في بداية شهر آيار (مايو)، وكان شامل للنشاطات التالية: السباحة، كرة القدم، الحاسوب، محو الأمية، الرسم، ولكن تم أغلاقه في 18/10/2015.
ماهي العقبات التي واجهتكم؟
عقبات مادية ونقص المواد مثل: مولد كهرباء، جهاز إسقاط، وقرطاسية. وبالمبلغ الذي حصلنا عليه، والذي لا يتعدى 600 دولار، أستطعنا تأمين بعض الحاجات الضرورية للطلاب كالأحذية، لأن معظمهم لم يكن يملك حذاء، وتأمين مكان لإقامة مقر النادي فيه، وشراء لوح مدرسي وشراء بعض القرطاسية، وبعد أشهر من انطلاق النادي لم يكن هناك جهة داعمة له لذلك لم نستطع تأمين الاحتياجات الكاملة، ولم نستطع الاستمرار.
حاليا كيف هو وضع المدارس والتدريس بالريف الشمالي لحمص؟
سيء جدا، بعد الحملة العسكرية الأخيرة على الريف هرب الكادر التدريسي إلى تركيا أو مناطق النظام، وكذلك لم يقم الاهالي بارسال أطفالهم للمدارس بسبب القصف الروسي.
ما ردة فعل الأطفال عند افتتاح النادي؟ وعند أغلاقه؟
كانو يحضرون قبل الدوام بساعة، لأننا كنا نخلق لهم جوا من المرح، وندخل الألعاب ضمن دروسهم لكي يرغب الطفل بالدراسة، ولكن لم تدم الفرحة طويلا للأسف. وعند إغلاق النادي كانت نظرات الحزن تعتلي ملامحهم، وقمنا بوعدهم عندما تتحسن الظروف سوف نعاود افتتاح النادي من جديد.
كيف يمضي الأطفال يومهم بعد إغلاق المدارس؟
يقضونه بجمع الحطب ومساعدة أهاليهم بتأمين قوت يومهم، حيث يوجد بعض البسطات وهي عبارة عن قطع من الكرتون يوضع عليها المواد التي يجب بيعها. يقوم الأطفال باستخدامها لتأمين قوت يومهم.
أحمد الطفل ذو العشرة أعوام والذي أراه كل يوم على أطراف مدينة تلبيسة في الريف الشمالي لمدينة حمص، يقوم ببيع مايقارب من 15 الى 20 قارورة محروقات للسيارات وهو لا يجيد الحساب، عندما أشتريت منه 10 ليتر بنزين لسيارتي وسعر الليتر 350 ليرة أي مايقارب الدولار تقريبا، لم يعرف كم الناتج.
هكذا أصبح حال أغلب أطفال الريف الشمالي، وأطفال سوريا بشكل عام.
ريف اللاذقية: مدارس خاوية
وفي اللاذقية: ويقول محمد الشيخ، مدير التربية الحرة في ريف اللاذقية، “إن عشرات المدارس ومئات البيوت أصبحت خالية تماما إلا من بعض الصامدين ولم يتبقى في القرى أكثر من 10% من السكان”
ما عدد المدارس التي اغلقت؟ وما سبب إغلاقها؟
لقد اغلقت 11 مدرسة في جبل الاكراد و4 في جبل التركمان، ويعود السبب الرئيسي لأغلاقها إلى القصف الروسي الشديد الذي تتعرض له قرى التركمان والاكراد، حيث تم قصف القرى مؤخراً بالعنقودي وذلك أدى الى حركات نزوح كبيرة من أهالي هذه القرى الى الحدود التركية بحثا عن الامن. كما ادى الى استشهاد عدد من الطلاب والمدرسين واضرار في المدارس والبيوت. وأصبحت عشرات المدارس ومئات البيوت خالية تماماً إلا من بعض الصامدين فلم يتبقى أكثر من 10 % من السكان.
ما عدد الطلاب المتضررين من اغلاق المدارس؟ ومنذ متى هم منقطعين عن الدراسة؟
هذه المدارس كانت تأوي ما يقارب 3 آلاف طالب من جبل الاكراد والف من جبل التركمان، وكل هؤلاء الطلاب أصبحوا بدون تعليم منذ حوالي الشهر. ولكن هذا لن يثنينا عن اكمال التعليم، ولكننا اضطررنا لتوقيف التدريس بعدد من المدارس حماية للتلاميذ والطلاب والعاملين في المدارس، بعدما تأكدنا أن الطيران الروسي يستهدفها مباشرة بغية إيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى فهو لا يستهدف الا المدنيين.
ما هي الاجراءات التي اتخذتموها لاستيعاب الامر؟
هناك اجراءات وخطط بديلة نعمل عليها حاليا،ً فنحن نحاول تحويل المدارس الى الحدود التركية حتى تكون آمنة من القصف وقريبة من النازحين. كما اننا نقوم بمتابعة العمل الميداني بين النازحين وفي المخيمات، وعملنا على زيادة اعداد المقاعد الدراسية للطلاب الذين نزحوا، ولكن هذا العمل غير كاف لان الاعداد كبيرة ونحن بحاجة لزيادة الخيم الصفية غير السكنية، ورصف الارض بالحجارة على الاقل من اجل الشتاء. كما اننا سنعاود افتتاح المدارس المغلقة عند توفر الأمان وعدد الطلاب اللازم.