القنابل الفراغية تدمر مشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في ريف إدلب
الدفاع المدني في مشفى ملس، يوم السبت. تصوير: مطيع جلال. […]
8 أغسطس 2016
الدفاع المدني في مشفى ملس، يوم السبت. تصوير: مطيع جلال.
قال مطيع جلال، المتحدث باسم الدفاع المدني في إدلب، لسوريا على طول، في إشارة إلى استهداف مشفى بلدة ملس “هذا مايحدث عندما تضرب قنبلة فراغية هدفها”.
وتابع جلال “نميز الصاروخ الفراغي عن غيره من المواد التي تلقى علينا، من حجم الدمار الكبير الذي يسببه، حيث تكمن قوته التدميرية في حجم الضغط الذي يولده، فهذا الضغط وحده كاف لانهيار مبنى بأكمله”.
ومنذ أقل من عام سقطت قنبلة فراغية بالقرب من مكان تواجد جلال، وسميت بهذا الاسم نظرا لما تولده من ضغط سلبي (تفريغ) في موقع الإنفجار يدوم لبعض أجزاء من الثانية، يعقبه هجوم للضغط الجوي من جميع الجهات لتعويض الضغط السلبي الناجم عن الانفجار، مما يؤدي إلى تدمير مضاعف بالمنطقة المحيطة بالهدف.
ووصف جلال ما حدث، قائلا “شعرت بأن جسدي يكاد يتمزق من شدة الضغط الذي ولده الصاروخ الذي سقط بقربي، حتى أن الغرفة التي كانت بجانبي سقطت أرضا ولم يتبق منها سوى الرماد، وكله بسبب الضغط”.
وفي يوم السبت، وقف جلال أمام مشهد مألوف بالنسبة له، بعد أن قصفت أربع غارات روسية، المشفى الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود (MSF) في ريف إدلب، بالقنابل الفراغية، مخلفة دمارا كبيرا، كما أسفر ذلك عن مقتل ثلاثة عشر شخصا على الأقل، بينهم أربعة من العاملين في المشفى، وفقا لما قاله شهود عيان، لسوريا على طول.
ولم يتسن لسوريا على طول التحقق من استخدام القنابل الفراغية على المشفى، بشكل منفصل.
وأدى استهداف مشفى الأمل، الواقع في بلدة ملس 18 كيلومترا غرب ادلب، إلى خروج المشفى بشكل كامل عن الخدمة، حيث أدى الحريق الناجم عن الانفجار الأول إلى تدمير مستودع الأدوية والأجهزة الطبية ومستودع الوقود، إضافة إلى دمار كبير في بناء المشفى.
مشفى ملس بعد استهدافه في 6 آب. تصوير: مطيع جلال.
ولم تعلق منظمة أطباء بلا حدود على الهجوم بشكل فوري. ويقدر عدد مراجعي المشفى بين 250 و 300 مريضا يوميا، ولم يعد هناك إلا القليل من البدائل، إن وجدت، لما يقارب 70 ألف نسمة من بلدة ملس والقرى المحيط بها، وذلك إن وجدت.
وأكد جلال أن “مشفى الأمل يعتبر من المستشفيات المهمة في المنطقة”.
وحتى إعداد هذا التقرير، كانت فرق الدفاع المدني ما تزال تعمل على سحب الناجين وانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض ومن بينهم حارس المشفى وممرض وسائق سيارة الإسعاف، وهناك مخاوف من أن عدد الموتى سيستمر في الارتفاع.
وقال أحمد الشيخ، أحد عناصر الدفاع المدني، لسوريا على طول، الأحد، “وثقنا عدد الشهداء بحوالي 11 شهيدا، وما يزال العدد مرشح للارتفاع؛ فمن الجرحى وثقنا حالات خطرة تم نقلها إلى المشافي على الحدود التركية؛ فالمشافي القريبة في الريف معظمها ميدانية لاتقدر على تلبية احتياجات المصابين، نقل إليها الإصابات الأقل خطورة”.
والقصف الذي استهدف ملس، كان هو الأول الذي تشهده البلدة منذ بداية الثورة. ورغم أن القنابل توقفت عن السقوط مؤقتاً، إلا أن الأهالي والذين يخشون معاودة القصف، يسارعون في إخلاء البلدة.
وقال أبو محمد الإدلبي، ناشط ميداني في ريف إدلب، لسوريا على طول، الأحد، “نزح أهالي القرية والنازحين المقيمين فيها مع أطفالهم لمغاور قريبة من ملس ليحتموا بها تحسبا من استهداف آخر للبلدة”.
ويشكل هذا الهجوم ذروة ثلاثة أيام من القصف العنيف على إدلب، والذي شمل40 غارة جوية، 12منها احتوت على قنابل عنقودية محرمة دولياً، وفق ما ذكر الدفاع المدني سورياــــ محافظة إدلب في صفحته على الفيسبوك.