الكسوة: أم تصنع من “بطانيات المساعدة” ملابس شتوية لأطفالها
لجأت أم عبدو، أرملة سورية من مدينة الكسوة وأم لثلاثة […]
16 ديسمبر 2015
لجأت أم عبدو، أرملة سورية من مدينة الكسوة وأم لثلاثة أطفال، إلى تحويل “بطانيات المساعدة” إلى “بيجامات” لترد برد الشتاء القارس عن أطفالها.
وقالت أم عبدو، لآلاء نصار، مراسلة في سوريا على طول، “لاقت الفكرة إقبالا كبيرا من نساء الحي حيث أصبحن يجلبن البطانيات إلي لأصنع منها بيجامات لأطفالهن”. ومنذ ذلك الحين وهي تكسب قوت عيشها من خياطة الملابس لأهالي الكسوة. كما أن عدداً من نساء الكسوة حذون خطاها، وتبنين فكرتها.
كيف خطرت لك الفكرة؟
منذ حوالي شهرين استلمنا من الهلال الأحمر بطانيات كنوع من المساعدة، وأطفالي ليس لديهم ملابس شتوية دافئة، تقيهم برد الشتاء القارس، في ظل غياب زوجي (المعيل الوحيد لنا) الذي استشهد منذ عام، في مدينة الطيبة أثناء التصدي لمحاولة قوات النظام اقتحام البلدة. من هذا المنطلق وبسبب الظروف المعيشية الصعبة فكرت في قص وخياطة هذه البطانيات وتحويلها إلى بيجامات لأطفالي، جاءتني الفكرة بالعمل لأطفالي، ومن ثم فكرت في العمل للناس الذين تشابه أوضاعهم وضعي المعيشي ممن لا يستطيعون شراء ملابس شتوية، و لاقت الفكرة إقبالا كبيرا من نساء الحي، حيث أصبحن يجلبن البطانيات لي لأصنع منها بيجامات لأطفالهن مقابل أجر رمزي أتقاضاه وهو: 500 ليرة لبيجامات الأطفال، وألف ليرة لبيجامات الرجالي، لتأمين مصروف أولادي الثلاثة.
كيف كان وضعك المعيشي قبل قيامك بهذا العمل؟ وما المساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية لك؟
الحمدلله، ربنا لا ينسى أحداً، كان هناك من أهل الخير من يقدمون لي المساعدة ما استطاعوا، ولكن وبشكل عام كان وضعي سيء جداً، لأنه لا معيل لي هنا، ومساعدات الناس لا تغطي كل احتياجاتنا وخاصة وأن أطفالي صغار ومصاريفهم تكسر الظهر، وليس هناك من يسأل عني وأولادي، وليس همي نفسي، فأنا أحتمل البرد والجوع، ولكن هؤلاء الأطفال، إن اشتهوا طعاماً، لا استطيع جلبه لهم، ويسألونني أين والدنا كي يحضر لنا مدفأة. وهناك العديد من النساء لدينا تبنوا فكرتي وأصبحن يخطن بيجامات لوحدهن.
المساعدات التي وزعت علينا بطانيات وطراريح، وزعت علينا منذ ما يقارب الشهرين، ولم تصلنا إلا بعد عناء كبير.
بالنسبة لفصل الشتاء وأوضاع المحروقات، كيف تؤمنين الدفء لأطفالك؟
مخصصاتنا من البلدية 200 ليتر محروقات لكل عائلة شهريا، ولكن لا يوزع علينا سوى 50 ليترا بسعر 140 ليرة لليتر الواحد، وهذه الكمية لاتكفينا لأسبوع مع موجة الصقيع التي تعصف بنا، هذا دوناً عن أننا لا نستطيع تأمين المبلغ ولو فكرنا بشرائه من التجار يباع بسعر 260 لليتر الواحد، وهذا المبلغ خيالي بالنسبة لوضعي.