المرصد الآشوري لحقوق الإنسان: مئات العائلات من الأقليات شمال شرق سوريا ترفض الإحصاء خوفا من الهيمنة الكردية
رفضت مئات العائلات المسيحية المشاركة في التعداد السكاني الأخير الذي […]
18 نوفمبر 2016
رفضت مئات العائلات المسيحية المشاركة في التعداد السكاني الأخير الذي أجرته الإدارة الذاتية بقيادة الأكراد، في شمال شرق سوريا، وفقا لمرصد حقوق إنسان محلي.
ويقول سومر وردا، ممثل المرصد الآشوري لحقوق الإنسان أن العائلات رفضت التعداد السكاني، والذي يأتي قبل موعد الانتخابات الفدرالية في المناطق الخاضعة لحكم الإدارة الذاتية، لأنهم ضد النظام الفيدرالي الذي تم طرحه في آذار الماضي.
ووفقا لوردا، فإن غالبية سكان مقاطعة الجزيرة ينظرون إلى مشروع الفيدرالية على أنه مشروع “فردي، أحادي مطروح من قبل طرف واحد” يفتقر إلى الإجماع من قبل جميع الشرائح الموجودة في المنطقة.
وقال وردا، الذي ترصد مجموعته الانتهاكات ضد المسيحيين في سوريا، كالهجمات ضد الكهنة وسرقة الكنائس، لمراسلي سوريا على طول، نورا حوراني وحسان إدريس، “خلق هذا التصرف استياءاً شديداً وشعوراً بالقلق وعدم الاستقرار لدى كل شرائح المجتمع، في محافظة الحسكة السورية من عرب، كرد، كلدان، سريان وآشوريين، مسلمين ومسيحيين”.
ويأتي تعداد السكان في إطار التحضير للانتخابات الفيدرالية، كأول علامة ملموسة على أن النظام الفيدرالي، الذي عارضه كثير من سكان الجزيرة، سيتم تنفيذه فعليا.
تصوير: المرصد الآشوري لحقوق الإنسان.
وفي آذار، عقد 200 مندوب من ممثلي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، اجتماعا وصوتوا لصالح تشكيل نظام فيدرالي مع “نية لإقامة سوريا فيدرالية لامركزية”، حسبما ذكرته سوريا على طول في ذلك الوقت.
وبقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وهو حزب كردي يساري تربطه علاقات مع حزب العمال الكردستاني في تركيا، ستشمل مبادرة الفيدرالية “كل مكونات المجتمع، وتضمن أن سوريا المستقبل ستكون لجميع السوريين”، بحسب بيان صدر عقب الاجتماع.
ووفقا لما ذكرته سوريا على طول في آذار، فإن معارضي النظام الفيدرالي، بما في ذلك AMHR، لديهم مخاوف من أنه قد يؤدي إلى دولة يهيمن عليها الأكراد في المنطقة ذات التنوع العرقي والديني.
كيف تصف لنا ردود أفعال الناس على الإحصاء السكاني؟
خلق هذا التصرف استياءاً شديداً وشعوراً بالقلق وعدم الاستقرار لدى كل شرائح المجتمع، في محافظة الحسكة السورية من عرب، كرد، كلدان، سريان وآشوريين، مسلمين ومسيحيين.
(تعود جذور الكلدان والآشوريين والسريان إلى بلاد ما بين النهرين القديمة، التي تضم أجزاء من العراق وسوريا وتركيا وإيران في العصر الحديث. تتحدث الجماعات ذات الغالبية المسيحية السريانية، وهي لهجة حديثة من الآرامية، وفقا لدراسات سريانية عام 2013).
وأبدت هذه الجماعات رفضها أصلاً لمشروع الإدارة الذاتية الذي يعتبر سلطة أمر واقع، مفروضة بقوة السلاح، وبالتالي فالمجتمع الجزراوي رافض لكل ما يصدر عن هذه الإدارة غير الشرعية.
الإحصاء، حسب الإدارة الذاتية، خطوة أولى لانتخابات محلية لإعلان الفدرالية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال السوري، ما موقف المرصد الآشوري بشكل عام من خطة الفدرالية “الكردية” في المنطقة؟
المرصد الآشوري لحقوق الإنسان يرى أن أي مشروع سياسي في المنطقة يحوز على إجماع السوريين بكل مكوناتهم، فهو مشروع سياسي يجب تحقيقه لأنه يعكس تطلعات مكونات المنطقة من آشوريين سريان كلدان وكرد وعرب.
(في آذار، صوت 200 من ممثلي المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية لتشكيل نظام فيدرالي في شمال سوريا. التصويت شمل المقاطعات الكردية الثلاث التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية وهي الجزيرة، عفرين وكوباني تحت نظام “فيدرالية روج آفا – شمال سوريا”، حسبما ذكرته سوريا على طول).
لكن فيما يخص مشروع فدرالية الإدارة الذاتية في المنطقة، فليس المسيحيين فقط من يرفضها بل أغلب سكان المنطقة، لأنها مشروع أحادي وفردي مطروح من قبل حزب كردي يستند في تحقيق أهدافه إلى السلاح، ومعه مجموعات مسيحية وعربية صغيرة لا تمثل إلا نفسها وأحزابها.
وهذا المشروع المطروح لا يتوقف عند كونه مشروع سياسي لأحد الأحزاب بل يتعدى ذلك من حيث الخطورة لأنه برأينا قد يشعل فتيل الفتنة الطائفية والقومية في المنطقة.
من هي العائلات التي رفضت المشاركة في التعداد السكاني؟
هناك الكثير من العائلات المسيحية في مدينة القامشلي رفضت استقبال من يقومون بالإحصاء. ولكن بشكل عام هناك استياء واضح من هذه الطرق التي يحاولون بها التذاكي على المجتمع الجزرواي.
(قال مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية في بيان صدر في 24 تشرين الأول أن 166 أسرة في مدينة الحسكة رفضت المشاركة في التعداد السكاني).
ولكن مع الأسف سلاحهم ومن يدعمهم هو من يسيطر وليس محبة الناس والتفافهم حول مشروعهم اللاشرعي وكما تعلم صوت السلاح في سوريا اليوم أقوى من صوت العقل.
في شهر أيلول، قال مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية ، والذي أجرى الإحصاء، لسوريا على طول أن “الإحصاء سيشمل جميع المقيمين في روج آفا، وسيتم تصنيفهم وفقا لطبيعة إقامتهم هناك: لاجئ، نازح وغيره”. وفي نفس الوقت تشترط الإدارة الذاتية تأمين كفيل كشرط لبقائهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الاكراد، ألا يعتبر التضييق على النازحين انتهاكا لحقوقهم؟
مع الأسف الإدارة الذاتية تمارس سياسات عنصرية تجاه النازحيين بما يتعارض مع عادات وتقاليد المنطقة، وخصوصاً مع السوريين النازحين إلى المحافظة، جراء الحرب الدائرة في مناطقهم،
(تشترط الإدارة الذاتية أن النازحين الذين يعيشون في الجزيرة بحاجة إلى كفيل للبقاء في المنطقة، وفقا لما ذكره المجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة في شهر أيلول).
ومصير النازحين في المنطقة في ظل هذه الإدارة غير الشرعية مجهول، وخصوصاً في ظل كل ما يمارسونه من انتهاكات.
في 12 تشرين الأول، قالت الـAMHR أن الإحصاء يساهم في التغيير الديموغرافي. كيف تساهم سياسات الإدارة الذاتية بالتغيير الديموغرافي من وجهة نظركم؟
الأليات التي تستخدمها الإدارة الذاتية في عملية التغيير الديموغرافي متنوعة تبدأ من مصادرة منازل وأراضي المهاجرين بحجة إدارتها، وبذلك تقطع أمل هؤلاء بالعودة إلى بلداتهم وأراضيهم، وهؤلاء نسبتهم ليست بقليلة أبدا، إضافة لتجنيد الشباب الإجباري وسحبهم إلى ساحات معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مما أدى بالكثير من شبان المنطقة إلى الهجرة خوفا من جرهم إلى معارك عبثية.
(الخدمة العسكرية إلزامية للمقيمين الذكور من الإدارة الذاتية. في أيار، تحدثت سوريا على طول مع رجال أكراد ممن فكروا جديا بترك الحسكة لتجنب الخدمة الإلزامية).
كما قامت الإدارة الذاتية بتغيير أسماء المدن والبلدات والقرى والشوارع إلى أسماء كردية والعبث بالمناهج التعليمية بالطريقة التي تتناسب وسياستهم بالإضافة للكثير من الممارسات الأخرى منها مضايقة المدارس المسيحية بغية إغلاقها.
ترجمة: سما محمد