النظام يتوغل في داريا وثوارها يشعرون أنهم تركوا لوحدهم
توغلت قوات النظام، والميليشيا الحليفة لها، نصف كيلو متر في […]
12 يوليو 2016
توغلت قوات النظام، والميليشيا الحليفة لها، نصف كيلو متر في مدينة داريا المحاصرة في الغوطة الغربية، وهو ثاني أكبر تقدم عبر هذا الجيب الخاضع لسيطرة الثوار خلال عدة أسابيع، وذلك وفق ما قال اثنين من المقاتلين الثوار في داريا لسوريا على طول، الإثنين.
ويسيطر الجيش السوري الآن على النصف الشرقي لداريا بأكمله بعد يومين من التوغل بوابل غير منقطع من صواريخ أرض أرض وقذائف الهاون والبراميل المتفجرة، وفق ما قال أبو بلال الديراني، أحد مقاتلين الجيش السوري الحر، لسوريا على طول، الإثنين.
وأضاف الديراني “وكما تتبدى الأمور الآن، فإننا نعاني من نقص كبير في المعدات وإصابات هائلة”، موضحا أن “هناك نقص حاد في الأطباء والمقاتلين لصد قوات النظام”.
قوات النظام أثناء قصفها داريا بصواريخ أرض أرض وقذائف الهاون والبراميل المتفجرة، خلال هجوم الأحد، حقوق نشر الصورة لـوكالة شهاب للأنباء.
ومن جانبه، لم يعلق الإعلام الحكومي السوري الرسمي على هجومه في داريا.
ولم يبق في داريا سوى أقل من ألف مقاتل ثوري من لواء شهداء الإسلام التابع للجيش السوري الحر، وأجناد الشام، فصيل إسلامي. وعمدت قوات النظام بداية إلى حصار داريا في عام 2012. واستشهد أكثر من 120 من هؤلاء الثوار في المعارك منذ آب الماضي، وفق ما قال الديراني.
وتقع داريا بالقرب من العديد من المنشآت العكسرية للنظام، بما فيها مطار مزة العسكري ومقر الفرقة الرابعة، وهي على بعد أقل من سبعة كيلو مترات جنوب القصر الرئاسي السوري.
وتكمن أهمية البلدة ليس فقط كرمز لأول البلدات التي انتفضت في وجه النظام، وإنما لأن قوات المعارضة كانت ترى في هذه البلدة التي تحيطها مناطق النظام موطئ قدم لها، ويمكن أن تشكل “نقطة انطلاق إلى دمشق”، وفق ما ذكر الديراني وآخرين من داريا لسوريا على طول.
ورغم إدراجها ظاهرياً في اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي توستطها روسيا والولايات المتحدة في شباط، إلا أن قوات النظام لم تنفك عن قصف داريا، وألقت أكثر من مئتي برميل متفجر على المدينة خلال أسبوع واحد في حزيران.
وصحيح أن اتفاقية وقف الأعمال العدائية في شباط نصت أيضاً على إدخال المساعدات إلى داريا وغيرها من المدن المحاصرة، إلا أن المساعدات لم تدخل داريا حتى حزيران، حين دخلت أول شحنة مساعدات غذائية برعاية الأمم المتحدة، “وبالكاد كانت تحتوي على ما يكفي لثلث سكان داريا ولشهر واحد فقط”، وفق ما ذكرت صفحة المجلس المحلي لداريا، في منشور لها في 15 حزيران.
“وخلال الهدنة حاولت قوات النظام دخول المدينة، وقتلت وأصابت بعض المقاتلين ودمرت معداتهم”، وفق ما قال تمام عبد الرحيم، الناطق باسم لواء شهداء الإسلام، لسوريا على طول الإثنين.
وفي آواخر الشهر الماضي، شن ثوار داريا هجوماً ليلياً على حواجز النظام غرب المدينة، وتمكنوا من كسر الحصار مؤقتاً والذي يحول بينهم وبين معضمية الشام المجاورة. إلا أنه كان انتصاراً قصير الأمد.
وفي الصباح الذي سيطرت فيه المعارضة على الحواجز ما بين داريا ومعضمية الشام “نشر النظام القوات الخاصة والقناصة عبر المنطقة”، وفق ما قال الديراني.
وأضاف الديراني “وأتوا بنحو 20 دباية وثمانية شيلكا” (الشيلكا: نوع من الأسلحة المضادة للطيران وتعود للحقبة السوفيتية ويستخدمها النظام في قصف المناطق المدنية).
وتمكن النظام في الأسابيع التالية من استعادة السيطرة على الحواجز التي خسرها من قبل وتوغل في جنوب غرب داريا، وسيطر على نصف كيلو متر من الأراضي الزراعية، والتي تعتبر السلة الغذائية للمدينة الخاضعة لسيطرة الثوار ويسكنها نحو 8000 نسمة، وفق ما ذكر موقع المصدر نيوز الموالي للنظام، مستشهداً بمصدر عسكري من الجيش السوري، في 24 حزيران.
وبعد التقدم الذي حققه في جنوب غرب داريا، عرضت سلطات النظام على الثوار المرور الآمن لهم إلى منطقة ثورية أخرى في ريف دمشق إن استسلموا، وفق ماذكر المصدر نيوز في اليوم التالي. لكن الثوار “رفضوا العرض”، وفق ما قال الديراني دون أن يسهب أكثر.
ومع تعثر التفاوض، تابع النظام تقدمه متجاوزاً مسجد الشهيد نور الدين إلى مركز الجيب الثوري وذلك في مساء يوم الأحد وفق ما قال الديراني وغيره من المقاتلين لسوريا على طول.
ومع استنزاف خطوط جبهاتهم يشعر ثوار داريا أنهم “تركوا”، خصوصا وأن “أي أحد كان من الغوطة الغربية إلى داريا، لم يشن هجوم لمساعدتنا”، وفق الديراني الذي اعتبر أنه “فيما لو سيطر النظام على داريا، فسيقتل شعبها وسيقتل الثورة”، مضيفاً “وهذا خطأ من القيادة”.
ترجمة: فاطمة عاشور