استهدفت طائرات النظام الحربية منطقة خاضعة لسيطرة الثوار، شرقي دمشق، باثنتي عشرة غارة جوية، يوم الأحد، في اليوم الرابع على التوالي من قصف النظام العنيف ومحاولاته لدخول المنطقة، وفقا لما قالته مصادر على الأرض لسوريا على طول.
وقال محمد أبو يمان، مسؤول قسم التحرير في مكتب جوبر الإعلامي، لسوريا على طول، إن طائرات النظام شنت “12 غارة جوية” على حي جوبر، الخاضع لسيطرة المعارضة، شرقي دمشق، صبيحة يوم الأحد، وسط تصعيد جوي بدأ الخميس الماضي.
وحي جوبر، الواقع في الطرف الشرقي للعاصمة السورية، مقسم حاليا بين النظام والثوار. وهو مهم بالنسبة للطرفين كونه يشكل البوابة الغربية للغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، في محيط دمشق. كما يمر جزء من طريق سريع ذو أهمية استراتيجية، طوله 2 كم، يربط دمشق بالقواعد العسكرية للنظام في الضواحي الشمالية الشرقية للمدينة، من الحي.
وشكلت جوبر نقطة محورية للمعارك شرق العاصمة، منذ أن شنت فصائل المعارضة هجوما عسكريا فى آذار للسيطرة على مناطق شمال جوبر، بحسب ما أوردته سوريا على طول في ذلك الوقت.
واستمر القتال في جوبر لعدة أشهر، لكن وتيرته تباطأت عندما دخلت الخطة التي طرحتها روسيا لإنشاء “مناطق خفض التصعيد” في سوريا، حيز التنفيذ، في أوائل أيار. وكانت ضواحي الغوطة الشرقية من ضمن المناطق الأربع المدرجة في الاتفاق، حيث انخفضت وتيرة القصف في جوبر، لأكثر من شهر، كما شهدت المنطقة هدوءا نسبيا.
حي جوبر يوم الأحد. تصوير: مركز دمشق الإعلامي.
لكن يوم الخميس، بدأت قوات النظام بقصف مناطق سيطرة الثوار في جوبر جوا وأرضا. وأفاد أبو يمان بأن ما لايقل عن 61 غارة جوية ضربت الحي، بعد ظهر يوم الأحد، إضافة إلى القصف المدفعي وصواريخ أرض أرض.
إلى ذلك، أعلن فيلق الرحمن في بيان له مساء السبت، أنه بعد يومين من القصف “حاولت قوات الأسد التقدم على جبهة جوبر”.
ولم تعلق وكالة الأنباء السورية سانا على الغارات الجوية أو محاولات التقدم على جبهة جوبر، الخاضعة لسيطرة المعارضة.
بدورها، تناولت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا الضربات الجوية في منشور عبر صفحتها على الفيسبوك، السبت، وذكرت أن الضربات الجوية “لا تعتبر انتهاكا لاتفاق خفض التوتر المعلن في البلاد”.
وجاء في المنشور أن “هذه المناطق ينشط فيها عناصر متشددون ينتمون لتنظيم جبهة النصرة الإرهابية، ويتوجب عليهم الرحيل أو مواجهة الحل العسكري”.
وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة سابقا في سوريا، وتعرف الآن باسم جبهة فتح الشام، هي عضو في التحالف الإسلامي المعارض ويعرف باسم “هيئة تحرير الشام” والذي شاركت قواته في هجوم جوبر، آذار الماضي.
كما أن جبهة النصرة، إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية، مستثناة من اتفاق خفض التصعيد.
وقال أبو يمان، مسؤول قسم التحرير في مكتب جوبر الإعلامي، لسوريا على طول، الأحد، إن فيلق الرحمن هو الفصيل الوحيد الذي يقاتل في شرق دمشق.
قصف مدفعي على حي جوبر مساء الخميس. تصوير: عدسة شاب دمشقي.
و”لا يوجد إلا فيلق الرحمن في جوبر ولايرابط على جبهة قطاع جوبر إلا مقاتلو فيلق الرحمن، فقط لاغير”، وفق ما قال وائل علوان المتحدث الرسمي باسم الفيلق، لسوريا على طول، الأحد.
وأضاف علوان أنه كان هناك سابقاً نقطة مشتركة في جوبر لأحرار الشام وهيئة تحرير الشام في الحي. ولكن بعد اندلاع الاقتتال بين الهيئة وجيش الإسلام في الغوطة الشرقية في نيسان، “سلمت الهيئة هذه النقطة بشكل كامل لفيلق الرحمن”، وفق ما قال المتحدث.
وأكد علوان “طبعاً سيتخذها (النظام) ذريعة ولا يستغرب منه الافتراء والكذب لجعلها (هيئة تحرير الشام) شماعة في أي مكان يريد أن يقتحمه عسكريا”.
ولم تأت وكالة إباء الإخبارية، التابعة لهيئة تحرير الشام على ذكر انخراط الهيئة بالاشتباكات الأخيرة في جوبر. وفي مساء يوم الخميس، ذكرت الوكالة ازدياد وتيرة القصف والغارات الجوية على الحي عبر قناة التلغرام.
واستمر القصف العنيف على جوبر، صباح الأحد، مع محاولة الفصائل التقدم في جوبر، شرق دمشق، وفق ما ذكرت مصادر في الحي لسوريا على طول.
من جانب آخر، قال أبو يمان أن90% “من المنازل (في الحي) باتت مدمرة”.
ورغم الدمار الكبير في شتى أنحاء الحي، إلا أن وابل القصف الأخير لم يسفر عن قتلى وإنما إصابات.
وأوضح أبو يمان لسوريا على طول أن “أغلب أهالي جوبر مقيمين في بلدة عين ترما (المجاورة) ولم يتبق في جوبر سوى 300 عائلة تقطن الملاجئ الأرضية .”