الوجود العسكري الأمريكي ” نعمة ونقمة” بحق سكان كوباني في الشمال السوري
على الرغم من أن تنظيم الدولة سرعان ما خسر أراضيه […]
16 نوفمبر 2017
على الرغم من أن تنظيم الدولة سرعان ما خسر أراضيه التي كان يسطر عليها في سوريا، فإن الوجود العسكري الأمريكي في البلاد ليس له نهاية واضحة في الأفق.
وصرح وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس فى مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين، أن القوات الأمريكية ليس لديها أي نية “بالانسحاب والسماح لداعش بالعودة مرة أخرى”.
قبل ثلاث سنوات، بدأ التحالف المناهض لتنظيم الدولة، بقيادة الولايات المتحدة، بتقديم الدعم الجوي لوحدات حماية الشعب الكردي في معركته ضد تنظيم الدولة.
وفي تشرين الأول 2014، قامت الطائرات الأمريكية بإسقاط أسلحة وذخائر وإمدادات لوحدات حماية الشعب، كما أنها قامت بصد هجومين كبيرين للتنظيم في مدينة كوباني شمال حلب، وفقاً لبيان صادر عن “سنتكوم” القيادة المركزية الأمريكية في ذلك الوقت.
واليوم ، توسعت التدخلات الامريكية في سوريا من الضربات الجوية والإمدادات لتشمل القواعد العسكرية والمستشارين الميدانيين في روجافا، الشمال السوري ذات الأغلبية الكردية.
قافلة عسكرية امريكية بالقرب من كوباني، 29 ايلول. الصورة من Bulent Kilic/AFP
وفي تموز الماضي، نشرت وكالة الأناضول التركية مواقع لعشرة منشآت عسكرية أمريكية تم الابلاغ عنها متواجدة في روجافا، بما في ذلك منشأة عسكرية وقاعدة جوية خارج كوباني.
وكانت قاعدة كوباني تستخدم كمقر لقوات سوريا الديمقراطية خلال هجومها الذي نجح في نهاية المطاف للاستيلاء على مدينة الرقة من تنظيم الدولة، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية في وقت سابق من هذا العام.
وقال المتحدث باسم التحالف الذي تواصلت معه سوريا على طول، يوم الأربعاء، أنه “على الرغم من أن معظم المراكز السكانية الرئيسية قد تحررت من سيطرة التنظيم، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل لضمان الهزيمة الدائمة لإيديولوجيتها”.
ونظراً لأن الولايات الأمريكية تتطلع إلى دور محتمل طويل الأمد في الأراضي الشمالية ذات الأغلبيه الكردية، فقد تحدثت مراسلة سوريا على طول ديانا أيوب مع السكان المقيمين في كوباني حول وجهات نظرهم تجاه الوجود الأمريكي الدائم.
وتراوحت آراؤهم بين الدعم الحماسي لدعم الولايات الأمريكية في مكافحة “الإرهاب” والانتقاد المباشر للاحتلال الأمريكي في شمال سوريا.
ويقول كيلو عيسى، عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي السوري في كوباني “يشعر السكان بالدعم والحماية من أي هجوم سواء من الحدود الشمالية مع تركيا أو من فصائل داعش وأمثالهم”.
فيما ترى فيان محمد (24 عاماً) أن القاعدة العسكرية رمزاً للاحتلال الامريكي في شمال سوريا، وتقول “نحن الآن تحت سيطرتهم (السيطرة الأمريكية) وبين أيديهم”.
وقد أعرب جميع السكان الذين تحدثت معهم سوريا على طول عن موافقتهم على أن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة يوفر بعض الحماية من التهديدات الخارجية، كما قالوا أنهم يدركون أن البلاد تعمل في المقام الأول لمصلحتها الخاصة.
ويقول خبات أفندي، صاحب محل في كوباني أن ” الأمريكيين ليسوا هنا كمنظمة خيرية”، وأضاف “لم ياتوا هنا لإعطاءنا الصدقات، بل لديهم خطه سندركها في الوقت المناسب”.
فيان محمد، 24 عاماً، حاصلة على شهادة حقوق من كوباني
ما رأيك بالتواجد العسكري الامريكي في كوباني ومحيطها؟
أنا ضد تواجد قواعد عسكرية في المنطقة لأنه ومن وجهة نظري هذه موجوة هنا ليس من أجل خدمتنا، إنما لتخدم مصالح الأمريكيين العسكرية والسياسية، وستكون في المستقبل ورقة رابحة بيد الأمريكيين.
الهدف من وجود هذه القواعد في رأيي، لتكفل الولايات المتحدة أن يكون لها يد في المنطقة في المستقبل.
برأيك أنت كمدنية في كوباني هل تري أن وجود القواعد الأمريكية يلعب دور في حماية المدينة والمدنيين؟
نعم، على غرار ما حدث من قبل في تل أبيض، وهي منطقه ليست بعيدة من هنا، تسللت داعش وتدخل الأمريكيون، وقصفت طائراتهم الحربية مواقع داعش، ولو لم يقصف الطيران كان من الممكن أن تحدث مجزرة أكبر في تل أبيض.
داعش الآن بعيدة عنا ولكن حتى وإن كانوا قريبين وحاولوا خرق المنطقة أو ارتكاب مذابح ضد المدنيين، فان هذه القواعد العسكرية ستتدخل بالتاكيد، وهم يلعبون دورا في حماية المدينة وسكانها، ولكنهم بالطبع يحمون المنطقة لأنهم يتمركزون فيها.
إذا تركت القوات الامريكيه المنطقة، أعتقد أن أسباب حمايتنا ستذهب معهم.
هل وجود قواعد عسكرية أمريكية بالقرب من منطقة كوباني يجعلك تشعرين بالأمان؟ أم أنك تعتبريها احتلال للأراضي الكردية؟
إنها احتلال من وجهة نظري، ولكن يمكن أن يراها الآخرين بشكل مختلف.
وأرى أنه احتلال لأننا الآن تحت سيطرتهم وبين أيديهم، يمكنهم أن يتلاعبون بنا بالاتجاه الذي يحلو لهم وهم يعملون معنا من أجل خدمه مصلحتهم.
هل يوجد أي ممارسات قامت بها القواعد الامريكية في كوباني ؟
لا، لا يوجد أية ممارسات لأنهم لا يغادرون القواعد العسكرية إلا للاتجاه إلى الجبهات أو الأماكن حيث يكون لديهم أي عمل للقيام به.
وفي بعض الأحيان يذهبون إلى مدينة كوباني، ولذلك نرى جنوداً أمريكيين هناك يرتدون الزي المدني أو العسكري، ولكن دائماً يكون بصحبتهم عناصر من قوات سوريا الديمقراطية أو وحدات حماية الشعب الكردي، فهم لا يذهبون بمفردهم، ولا يختلطون بالناس.
في المستقبل هل تتوقعين أن يكون التواجد الأمريكي في كوباني نقمة أو نعمة بحق الأهالي؟
نقمة، لأننا في المستقبل سنكون تحت سيطرتهم تماماً، وسيكون لهم الحرية بفعل ما يريدون، وإذا اتخذنا أي قرار ووافقوا عليه سيكون الأمر على ما يرام، ولكن إذا لم يوافقوا فحتماً لن نتمكن من تنفيذ ذلك القرار.
ونعمة أيضاً لأننا، كأكراد نسعى إلى الاستقلال الذاتي المعترف به مستقبلاً في منطقتنا، ونري أن وجود الأمريكيين نعمه لأنهم في المستقبل سيؤيدون دعواتنا إلى الحكم الذاتي والفيدرالية في شمال سوريا، ولعل دعمهم سيكون نعمه للأكراد في المستقبل وبهذه الطريقة سيفيدنا الأمريكيون.
كيلو عيسى، عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي السوري، 47 عاماً، يعيش في كوباني
ما رأيك في الوجود العسكري الأمريكي في كوباني ومحيطها؟
عندما جاءت القوات الدولية والأمريكية لمحاربة داعش، أصبحت مظلة تحمي 35٪ من سوريا، لذلك بالطبع سيكون لديهم قواعد داخل سوريا من أجل تحقيق أهدافهم.
وكان لوجود القواعد الأمريكية وقوات التحالف الدولي أثر إيجابي في دعم وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية.
طالما بقيت هذه القواعد، سيكون لدينا الدعم، ونأمل أن تقوم القوات الدولية بعد انتهاء هذه الحرب بإعادة بناء المناطق المتأثرة في روجافا ودعم الأكراد في تلك المناطق.
هل وجود القواعد العسكرية الأمريكية بالقرب من منطقة كوباني يجعلك تشعر بالأمان؟ أم أنك تعتبرها احتلالاً للأراضي الكردية؟
وجاءت أمريكا بناء على طلبنا، ودعونا العالم إلى الوقوف معنا ضد الإرهاب، هذه القوات ليست احتلال، أمريكا هي قوة داعمة، فهي تدعم شعب سوريا والأكراد.
في المستقبل، هل تتوقع أن يكون التواجد الأمريكي في كوباني نقمة أو نعمة بحق الأهالي؟
سأقولها مرة أخرى، الوجود الأمريكي هنا هو وجود إيجابي، نحن الشعب الكردي نعرف أنه إيجابي بالنسبة لنا لأنهم لم يضرونا، بل ألحقو الضرر بأعدائنا، دعمونا وقدموا لنا الحماية فلماذا نقف ضدهم؟ بل يجب أن نقول نشكر أمريكا.
خبات أفندي، من كوباني، 47 عاماً
ما هو رأيك بتواجد القواعد الامريكية في كوباني ومحيطها؟
القواعد الأمريكية بكوباني ومحيطيها أعتقد أن لها دور إيجابي، فهي تجلب الأمن للمواطنين، ويشعر السكان بالأمان من أي هجوم، سواءً من الحدود الشمالية مع تركيا أو من فصائل داعش وما شابهها.
وهناك بالتأكيد خطة وراء وجود القواعد الأمريكية، وهي خطة لإعادة رسم خريطة المنطقة والمشروع خارج نطاق عقلنا، يعني بعد مرور مئة سنة على اتفاقية سايكس بيكو، بالتأكيد هناك خريطة جديدة ومخطط جديد.
أنت كمدني في كوباني هل ترى وجود القواعد الأمريكية في كوباني لها دور في حماية المدينة والمدنيين؟
طبعاً لها دور في حماية المدينة والمدنيين، بالرغم من أننا نعتبرها شبه محتلة أو منتدبة إلا أنها تجلب الأمن أيضاً إلى السكان، وبغض النظر عن أي خطط أو نوايا سياسية، فهم يحموننا.
هل تتوقع أن يكون التواجد الأمريكي في كوباني نقمة أو نعمة بحق الأهالي؟
لم تعامل هذه القوات المواطنين أو الإدارة الذاتية بشكل سيء، لكن كما قلت الأمريكان ليسوا هنا كمنظمة خيرية ولم يأتوا لإعطائنا صدقة، بل لديهم خطة سندركها في الوقت المناسب.
إعداد دينا أيوب.
هذا التقرير هو جزء من تغطية سوريا على طول عن وضع المنطقة الشمالية الخاضعة لسيطرة الأكراد والتي ستستمر لشهر بالتعاون مع منظمة كونراد أديناور وفريق من مجموعة مراسلين على أرض سوريا، اقرأ تقريرنا التمهيدي هنا.
ترجمة: بتول حجار