اندماج اثنين من أكبر الفصائل في شمال غرب سوريا وتصديهما لهجوم هيئة تحرير الشام
تصدى اثنان من أكبر فصائل المعارضة في المنطقة الشمالية الغربية […]
23 فبراير 2018
تصدى اثنان من أكبر فصائل المعارضة في المنطقة الشمالية الغربية التابعة للمعارضة لهجوم هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب وغرب حلب، وذلك بعد اندماجهما في فصيل واحد في وقت سابق من هذا الأسبوع.
واستولت جبهة تحرير سوريا، المؤلفة من اتحاد حركة أحرار الشام الإسلامية وحركة نور الدين الزنكي، على بلدات ومواقع عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام في محافظتي إدلب وغرب حلب الواقعتين تحت سيطرة المعارضة يوم الأربعاء، بما في ذلك مدينة معرة النعمان.
حيث تم “تحرير” معرة النعمان، وهي واحدة من أكبر مدن إدلب التي يقدر عدد سكانها بنحو 80 ألف نسمة، من سيطرة هيئة تحرير الشام، وفقاً لما قاله محمد أديب، عضو المكتب الإعلامي لجبهة تحرير سوريا، لسوريا على طول يوم الخميس.
وأضاف أنه تم طرد هيئة تحرير الشام من أريحا ومعسكر وادي الضيف ومناطق أخرى وسط إدلب، كما استمرت الاشتباكات يوم الخميس في “غالبية” ريف إدلب الجنوبي.
وكانت هيئة تحرير الشام سيطرت على معرة النعمان في حزيران 2017، بعدما اشتبكت واستولت على مقر تابع لفصيل محلي تابع للجيش السوري الحر في المدينة.
وأكدت وكالة “إباء” الإخبارية التابعة لهيئة تحرير الشام أن قوات نور الدين الزنكي “استولت على” معرة النعمان وبلدة ترملا في ريف إدلب الجنوبي، يوم الأربعاء، بعد الهجوم على مقر هيئة تحرير الشام هناك، حيث لقي اثنان من عناصر هيئة تحرير الشام مصرعهما خلال الاشتباكات، بينما أصيب خمسة آخرون بجروح، وفقاً لما ذكره قائد عسكري، لم يذكر اسمه، للوكالة.
قائد في هيئة تحرير الشام يُطلع المقاتلين حول المعارك مع حركة نور الدين الزنكي في مكان لم يكشف عنه شمال غرب سوريا، يوم الخميس. الصورة من وكالة الأنباء الإخبارية إباء.
وهيئة تحرير الشام، هو تحالف إسلامي مُتهم بالتشدد تم تشكيله في كانون الثاني عام 2017 بقيادة جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقاً، ويسيطر التحالف على معظم محافظة إدلب وبعض المناطق المجاورة في محافظتي حماة وحلب.
وأعلنت جبهة تحرير سوريا عن تشكيلها في 18 شباط في بيان نشرته على وسائل التواصل الإجتماعية، كما أفادت الأنباء أن كلأ من حركة أحرار الشام ونور الدين الزنكي كانتا على تواصل قبل أسابيع من الإعلان العام.
وأكد البيان الذي صدر في 18 شباط أن هدف الاندماج بين الفصيلين ليس “للتغلب أو البغي على أحد” لكننا لن نتهاون في الوقوف في وجه كل من فقد بوصلة بندقيته”.
وبعد يوم واحد من إعلان الاندماج اندلعت “اشتباكات عنيفة” عندما بدأت هيئة تحرير الشام بمهاجمة مواقع جبهة تحرير سوريا غرب مدينة حلب يوم الاثنين، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الفصيل الذي تم تشكيله حديثاً لسوريا على طول.
وقال أحمد حماحر، مدير المكتب الإعلامي السابق لحركة نور الدين الزنكي، ورئيس مكتب الإعلام الحالي لجبهة تحرير سوريا، أن هيئة تحرير الشام استخدمت ” رشاشات ثقيلة ودبابات وعربات” في هجومها على مواقع جبهة تحرير سوريا، مضيفاً أنها “نصبت حواجز واختطفت عنصر من جبهة تحرير سوريا”.
وتواصلت سوريا على طول مع رئيس مكتب الإعلام لهيئة تحرير الشام، يومي الأربعاء والخميس، للتعليق حول اتهامهم من قبل جبهة تحرير سوريا بأنهم هم من بدؤوا بإشعال النزاع، إلا أنه رفض التعليق وقال أن البيانات الرسمية التي نشرت عبر تيلغرام أعربت عن موقف الهيئة.
شعار جبهة تحرير سوريا التي شُكلت حديثاً. صورة من صفحة جبهة تحرير سوريا.
واتهم البيان الذي نشر على وكالة الأنباء “إباء” يوم الأربعاء الزنكي بحماية المقاتلين “الفاسدين” الذين كانوا يختطفون ويبتزون ويسرقون أموالاً من السكان عند نقاط التفتيش التابعة لهم في ريف حلب الغربي.
وقال محمد أديب، عضو المكتب الإعلامي لجبهة تحرير سوريا، لسوريا على طول يوم الخميس أن المجموعة التي شُكلت حديثاً “تصدت لهجمات هيئة تحرير الشام فقط”، كما أن الاشتباكات في ريف إدلب الجنوبي لاتزال مستمرة، وادعى أن قوات جبهة تحرير سوريا ساعدوا السكان المحليين المناهضين لهيئة تحرير الشام “على طرد عناصر الهيئة” من بعض المناطق مثل معرة النعمان، حيث نظم السكان عدة مظاهرات ضد هيئة تحرير الشام في عامي 2016 و 2017.
‘أخبار تلفيق وكذب’
كان كلاً من مكونات جبهة تحرير سوريا، حركة نور الدين الزنكي وأحرار الشام، تنازعوا مع هيئة تحرير الشام في وقت سابق من خلال سلسلة من الاشتباكات الداخلية بين فصائل المعارضة التي عصفت بشمال غرب سوريا خلال العام الماضي.
وفي تموز 2017، سيطرت هيئة تحرير الشام على مساحات واسعة من الأراضي التابعة لأحرار الشام في إدلب، بما في ذلك المعبر الحدودي الشمالي للمدينة مع تركيا، وذلك بعد اندلاع القتال بين الفصيلين بسبب استخدام علم الثورة السورية.
ورداً على القتال الذي اندلع في تموز، انشقت حركة نور الدين الزنكي عن هيئة تحرير الشام والتي كانت عضواً مؤسساً فيها وفقاً لما ذكرته سوريا على طول في ذلك الوقت.
واندلعت اشتباكات مباشرة بين الزنكي و هيئة تحرير الشام في ريف حلب الغربي في تشرين الثاني 2017، وذلك بعد اتهام هيئة تحرير الشام بمداهمة مناطق تابعة لحركة نور الدين الزنكي واستيلائها على أسلحتهم.
ومنذ ذلك الوقت، لم تكرس هيئة تحرير الشام سيطرتها العسكرية على إدلب وغرب محافظة حلب فحسب، بل عززت سيطرتها أيضاً على الشؤون الإدارية والمدنية لمناطق المعارضة في شمال غرب سوريا.
وإلى يوم الخميس، لم تعترف هيئة تحرير الشام باندماج منافسيها الزنكي وأحرار الشام ولم تذكر اسم “جبهة تحرير سوريا” في بياناتها الرسمية أو وسائل إعلام.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء “إباء” على تيلغرام، يوم الأربعاء، أن ” مشاكلنا الأخيرة مع الزنكي، وليس هناك أية مشاكل بيننا وبين الأحرار”.
وقال البيان نفسه أن مشاركة مقاتلي أحرار الشام في القتال في الخطوط الأمامية إلى جانب الزنكي “ليست إلا تحريضاً من بعض الشخصيات معروفة الأهداف”.
ومن جهتها اتهمت جبهة تحرير سوريا هيئة تحرير الشام في بيان نشرته على تلغرام، يوم الخميس، بالترويج لأخبار “تلفيق وكذب”.
وأضاف البيان ” أنه لم يعد هناك شيء اسمه حركة نور الدين الزنكي بعد اندماجها مع حركة أحرار الشام تحت مسمى جبهة تحرير سوريا، وأي اعتداء على مقر أو مجاهد من جبهة تحرير سوريا من قبل كائن من كان يعتبر اعتداء على الجبهة برمتها”.
ومنذ بدء الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا يوم الاثنين، اتهم كل جانب الطرف الآخر بالتسبب في وقوع خسائر في صفوف المدنيين.
وأكد أحد أفراد الدفاع المدني السوري غرب محافظة حلب، والذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الاشتباكات بين الفصائل أصابت المدنيين، وقال أنه ليس لديه إحصائيات دقيقة حول عدد الاصابات ورفض إعطاء معلومات أكثر خشية الانتقام من أحد طرفي النزاع.
ترجمة: بتول حجار