انقطاع المياه عن مخيم الركبان ووضع النازحين “مأساوي جدا”
يتوجب على سكان أحد مخيمات اللاجئين، على طول الحدود السورية […]
24 يونيو 2017
يتوجب على سكان أحد مخيمات اللاجئين، على طول الحدود السورية الأردنية، حاليا، المشي مسافة سبعة كيلومترات للحصول على مياه الشرب، بعد تعطل الخط القادم من الأردن والذي يزود المخيم بالمياه، الأسبوع الماضي، وفقا لما قالته مصادر على الأرض لسوريا على طول.
وتعطلت مضخات المياه، يوم الجمعة الماضي. ولم يتضح بعد سبب توقف المضخات عن العمل.
ويعتمد مخيم الركبان، الذي يقع في المنطقة منزوعة السلاح بين الحدود السورية الأردنية، على اثنين من خطوط المياه الأردنية التي تزود سكان المخيم البالغ عددهم 75 ألف نسمة بمياه الشرب.
وقال مدير الإدارة المدنية لمخيم الركبان مؤيد العبيد، لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير، أن الخط الرئيسي الذي كان يغذي المخيم مباشرة من خلال محطة التوزيع يقع على بعد “أمتار” من خيم السكان.
وتابع العبيد أن عمليه إصلاح الخط القريب ستستغرق “ثلاثة أسابيع” على الأقل.
نازحون سوريون يتجمعون حول خزان المياه في مخيم الركبان، في 21 حزيران. تصوير: أبو عائشة.
وفي الوقت الحالي، يتوجب على السكان السير في الصحراء الواسعة والحارقة، للحصول على مياه الشرب، من ثم نقلها معهم إلى مكان سكنهم.
وقال أبو عائشة، 22 عاما، من أهالي المخيم، أنه بغياب مصدر قريب للمياه، أصبح وضع النازحين الذين يعيشون في الركبان “مأساويا جدا”.
وأضاف “نعيش في الصحراء تحت أشعة الشمس الحارقة فليس باستطاعتنا أن نمشي لتعبئة غالون مياه ومن مكان بعيد”.
- أبو عائشة، 22 عام متزوج ولديه طفل، من القريتين في ريف حمص الشرقي، موجود في مخيم الركبان منذ سنة وثلاث أشهر.
حدثنا عن معاناتك مع المياه في مخيم الركبان؟ وكيف تدبر أمورك وأمور عائلتك؟
منذ أسبوع تقريباً، توقف ضخ المياه الصالحة للشرب من الخط الرئيسي القادم من الأردن، وبتوقف الضخ تغير مجرى الحياة في الركبان، لأن الخط كان يبعد عن المخيم أمتارا فقط أما الآن أصبح يبعد حوالي 6 كم أو أكثر.
وتغير الخط جعل الوضع مأساويا جداً لأهل المخيم. فنحن في فصل الصيف، وشهر الصيام ونستهلك مياه أكثر، كما أننا نعيش في الصحراء تحت أشعة الشمس الحارقة فليس باستطاعتنا أن نمشي لتعبئة (غالون) مياه ومن مكان بعيد.
كما أني ذهبت لتعبئة المياه ولكن أعداد الناس كبيرة وفرصة الحصول على المياه ضئيلة جداً، والآن الصهاريج التي تدخل للمخيم تبيعنا كمية المياه ولكن بأسعار مرتفعة جداً، وأنا بحاجة كل يوم تقريباً لسبعين ليترا، وسعر 20 ليتر 400 ليرة سورية، وليس لدي مورد ثابت كمصدر رزق.
ماهي الخيارات التي باتت أمامك أنت والعديد من القاطنين داخل المخيم في ظل تردي الأوضاع؟
بالنسبة للخيارات فهي باتت محدودة أمام الأهالي. هناك عائلات يئست من الوضع وتمتلك المال رحلت إلى المجهول عن المخيم.
وآخرون لديهم بعض الأمل فقرروا البقاء في الركبان، وأنا منهم لأني لا أملك المال للذهاب إلى مكان آخر ومجبر أن أشتري المياه بأسعار مرتفعة جداً، وأنتظر المياه لتعود إلى المخيم.
فوضعنا صعب جدا، وليس لدينا أي خيار.
- مؤيد العبيد، مدير الإدارة المدنية لمخيم الركبان.
تناولت عدة مواقع إخبارية خبر انقطاع المياه داخل مخيم الركبان، هل هذا صحيح؟ وما هو سبب انقطاعها؟
المياه موجودة في المخيم ولم تنقطع والكمية لم تنقص؛ فالحكومة الأردنية قامت بتمديد خطي مياه، والخط الأول الذي كان يغطي المخيم، كانت خزاناته قريبة على بعد 300 متر عن خيم ومنازل المدنيين، والخط الثاني تم تمديده على بعد 7 كم عن الشريط الحدود أي داخل الأراضي السورية من جهة الغرب.
وبعد تعطل الخط الأول والذي يحتاج لثلاثة أسابيع لإصلاحه، تم تحويل كمية المياه إلى الخط الثاني، ولكن المشكلة أنها أصبحت بعيدة عن منازل المدنيين وبحاجة إلى نقل عبر صهاريج المياه وتكلفة مادية تثقل كاهل الأهالي في المخيم.
في السابق كانت المياه حرة من يأتي من الأهالي يقوم بتعبئة المياه حسب احتياجاته، أما الآن أصبحت التعبئة تحت سيطرة جيش أحرار العشائر وهو القوة الأمنية المسيطرة على المخيم.
ما هي الحلول التي تقومون بها كإدارة مدنية للمخيم لضبط أمور المياه؟
نحن كإدارة مخيم نقوم باستئجار صهاريج لنقل المياه من الخط الثاني للمخيم، لنحل المشكلة بالصهاريج، إضافة إلى بيع المياه للأهالي من قبل أصحاب الصهاريج.
الحل بإصلاح خط المياه الذي يغذي أهالي المخيم، ويوم الاثنين كنا في اجتماع مع النقطة الأردنية لحرس الحدود، ومع الضباط الأردنيين، وقدمنا شكوى للأردن بهذا الخصوص.
ترجمة: سما محمد.