بانتظار دخول الأراضي الأردنية: سوريو مخيم الركبان يبحثون عن بدائل للتكيف مع حياتهم الجديدة
في منطقة غير مأهولة، بين حدود شمال الأردن وجنوب سوريا، […]
22 سبتمبر 2016
في منطقة غير مأهولة، بين حدود شمال الأردن وجنوب سوريا، ينتظر 75 ألف سوري منذ أشهر، على أمل السماح لهم بدخول الأراضي الاردنية.
ويطلق على هذه المنطقة المنزوعة السلاح اسم الركبان، وبعض سكانها من النازحين السوريين ينتظرون هناك منذ أشهر وسنوات بعد فرارهم من القتال في حمص ودرعا، وغيرها من المحافظات السورية. وفي الشتاء الماضي، مزق البرد والرياح القاسية بعض الخيام التي يعيش فيها الناس.
ويقول أبو محمد الذي يبلغ من العمر (60 عاما)، وهو عامل بناء، من ريف حمص “قمت في هذا الوقت ببناء هذه الغرفة، لكي تقي أطفالي برد الشتاء القارس”. ووصل أبو محمد إلى الركبان، في كانون الثاني، مع زوجته وأطفاله الستة.
واستعدادا لشتاء آخر وسط الصحراء، قام أبو محمد ببناء منزل طيني بسيط، في وقت سابق من هذا الشهر، من التراب والماء والقش، وكان هذا أول منزل في المخيم، حيث رآه بقية السكان وبدأوا ببناء غرف مماثلة.
وبدأ أبو محمد بتدريب وتوظيف عدد من شباب المخيم لبناء البيوت الطينية. وبالفعل، بنى أبو محمد ومساعدوه 150 منزلا طينيا، مقابل 140$ للمنزل الواحد، وفقا لما قاله لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير.
وقال أبو محمد “نحن نبني هذه البيوت الطينية لأننا هنا منذ فترة طويلة”.
والجدير بالذكر أن سكان مخيم الركبان، عالقون في المنطقة الحدودية منذ مدة، بسبب إغلاق الحكومة الأردنية حدودها وقطع المساعدات الإنسانية، إثر هجوم تعرضت له الحدود في شهر حزيران.
أحد المنازل الطينية التي بناها أبو محمد. تصوير: أبو محمد.
من جهتها، تتفاوض الأمم المتحدة حاليا مع المسؤولين الاردنيين، لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم، حسب ما ذكرته منظمة العفو الدولية هذا الشهر.
وفي الوقت الحالي، يقول أبو محمد، “أصبحنا نبحث عن بدائل للتكيف مع حياتنا الجديدة في الصحراء”.
لماذا قمتم ببناء هذه البيوت الطينية في هذا الوقت؟ أليس لديكم أمل بالعودة إلى سوريا؟
الهدف من إقامة البيوت الطينية في مخيم الركبان، هو بقائنا لفترة طويلة ننتظر دخولنا إلى الأردن، وذلك بعد إغلاق الحدود واقتراب فصل الشتاء، أصبحنا نبحث عن بدائل للتكيف مع حياتنا الجديدة على الساتر، فالخيمة بالصيف حارة وفي الشتاء لا تقينا من البرد والمطر وخاصة إذا كان الجو عاصفا. وبدأ العديد من الأهالي بتأسيس حياتهم على الساتر، آملين بالعودة إلى سوريا في أي وقت، وهذه طرق بديلة للعيش والتكيف مع وضعنا الجديد في الصحراء.
منزل أبو محمد من الداخل. تصوير: أبو محمد
كم هي تكلفة هذه الغرف؟ وكم عدد الغرف التي تم بناؤها؟ وهل هناك إقبال من الأهالي عليها؟
تكلفة الغرفة 70 ألف ليرة سورية أي حوالي (140 دولارا أمريكيا)، وعدد الغرف التي تم بناؤها حوالي 150 غرفة، ولا أستطيع أن أعطي الرقم الدقيق، لأنني لست الوحيد الذي يقوم بالبناء، وأصبح هناك الكثير من الناس ممن يقومون ببناء الغرف بأنفسهم قبل قدوم فصل الشتاء القارس. وهذه البيوت تحمي من البرد والمطر والحرارة والرياح أكثر من الخيم، وتقاوم أكثر بكثير من الخيم، وتكلفة الغرفة حسب مساحتها، فاللتي يكون طولها وعرضها 4×6 حوالي 70 ألف ل.س (140 دولارا أمريكيا) وإذا كانت المساحة أكثر من 4×6 تكون تكلفتها أكثر، وطبعاً بدون سعر الشادر الذي يتخذونه سقف لهذه الغرف.
هل باستطاعة الأهالي في مخيم الركبان دفع هذا المبلغ؟
ليس لدى الجميع القدرة على بناء هذه الغرف، لأن هناك أناس لا يتوفر معها سعر كيلو طحين لتصنع به الخبز.
وأغلب الناس الذين قاموا ببناء غرف، لهم أقارب في الخارج في دول الخليج، يرسلون لهم المال، والفقير الذي ليس له أحد سيبقى في خيمته هو وأطفاله في الشتاء، ومجبور على البقاء فيها، لأنه لا يملك المال.
كيف قمتم ببناء هذه الغرف؟ وماهي المواد التي احتجتها لبناء الغرفة؟
بالنسبة للأدوات عدنا إلى استخدام الطرق البدائية والتي هي عبارة عن (قوالب الخشب والحديد)، حيث نقوم بصب الخليط المصنوع من (التراب الموجود في الأرض والمياه غير الصالحة للشرب والقليل من التبن)، التبن يتم الحصول عليه من البدو الذين يمتلكون غنم داخل الأراضي السورية، والمياه يتم الحصول عليها أيضاً من الآبار الارتوازية، حيث نقوم بتعبئة المياه والاستفادة منها لاستعمالها ببناء الغرف.
وبعد صب الخليط بالقالب وعندما يصبح شكله الخليط كاللبنة وينشف يتم البناء بها، وبعد الإعمار نقوم بتغطية جدرانها بالطين من الداخل والخارج لكي تعطي ملمسا ناعما، وبعد ذلك نقوم بتغطيتها بشادر من النايلون أو القنب للوقاية من حرارة الشمس ومن المطر.
هل تتوقعون دخول مساعدات إلى مخيم الركبان؟ وفي حال لم تدخل مساعدات، ماذا سيفعل الأهالي برأيك؟
آخر مساعدات دخلت الركبان كانت قبل شهرين تقريباً، وهذه المساعدات حسب ماكانت تقول لنا الصليب أنها توزع كل شهر سلة غذائية، ولكننا منذ شهرين لم نستلم إلا هذه المساعدات، وهل سنعتمد فقط على هذه المساعدة البسيطة التي لا تسد حاجتنا للطحين والخبز، الذي يعتبر الغذاء الرئيسي؟ وفي حال عدم دخول مساعدات فإن الوضع سيكون سيئا جداً كماهو الحال الآن، فإن أغلب العائلات تعتمد على التحويل من الخارج، لشراء مستلزماتها الأساسية.
ترجمة: سما محمد