بدء عمليات الإجلاء من ريف حمص المحاصر.. “لا نريد غوطة شرقية أخرى”
غادرت عشرات الحافلات التي تقل مقاتلين من المعارضة والمدنيين من […]
8 مايو 2018
غادرت عشرات الحافلات التي تقل مقاتلين من المعارضة والمدنيين من ريف حمص الشمالي، الواقع تحت سيطرة المعارضة، صباح يوم الإثنين، بموجب صفقة إجلاء بين قوات المعارضة والقوات الحكومية تمت بوساطة روسية، وفقاً لما صرحت به مصادر محلية لـسوريا على طول.
ومن المتوقع أن يغادر ما يصل إلى 2900 مقاتل ومدني الجيب المحاصر، يوم الإثنين، في الجولة الأولى من عمليات الإجلاء التي تهدف تطهير آخر معقل لقوات المعارضة من محافظة حمص، وفقاً لما ذكره أحد مفاوضي المعارضة لسوريا على طول.
وتم التوصل إلى اتفاق الإجلاء بين الحكومة السورية والمعارضة والمفاوضون الروس، يوم الأربعاء الماضي، عقب حملة جوية وبرية استمرت لأسابيع واستهدفت خطوط المعارضة الأمامية، بحسب ما ذكرت سوريا على طول في ذلك الوقت.
ومع ذلك، فإن ريف حمص الشمالي نجا إلى حد كبير من الهجمات الحكومية الهائلة التي شوهدت في أماكن مثل الغوطة الشرقية وحلب التي قتلت وأصابت آلاف المدنيين قبل أن توافق فصائل المعارضة على عمليات التسوية.
إجلاء المدنيين والمقاتلين من الرستن يوم الإثنين. تصوير عامر الناصر.
وقال عبد الكريم قاسيون، أحد مفاوضي المعارضة وشارك في وضع شروط الاتفاقية، لسوريا على طول، يوم الاثنين، “كان من الممكن أن نقاوم لمدة أطول، لكن بالنهاية ستكون النتيجة واحدة وهي النزوح”.
ووافقت المعارضة، التي تواجه ضغوطاً من المدنيين – من أجل القبول بالتسوية والخوف من احتمالية تجدد القصف التابع للحكومة – على إلقاء أسلحتهم الثقيلة وتوقيع التسوية بسرعة، وأضاف قاسيون إن القيام بذلك أنقذ المعارضة والمدنيين من “أشهر من القتل والدمار”.
وذكر المفاوض أن عمليات الإجلاء كان من المقرر أن تبدأ يوم السبت ولكنها تأجلت إلى أن سلم مقاتلو المعارضة كافة أسلحتهم الثقيلة وسجلت السلطات المحلية أسماء الأشخاص الذي تم اجلاؤهم.
وأكد قاسيون أن العدد النهائي للسكان الذين سيتم إجلاؤهم إلى شمال حمص وكذلك عدد الأيام المطلوبة لإنهاء نقل السكان، لا يزال غير واضح، مضيفاً أن عدد الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم “قد يصل إلى 50 ألف”.
كما أن المقاتلين والمدنيين الذين يرغبون في مغادرة شمال حمص يمكنهم الاختيار بين الإجلاء إلى محافظة إدلب، الواقعة تحت سيطرة المعارضة والفصائل الإسلامية، أو إلى مدينة جرابلس شمال مدينة حلب، الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة التابعة لتركيا.
أما بالنسبة إلى سكان شمال حمص الذين يرغبون في البقاء في منازلهم، وهم يشكلون أغلبية سكان المنطقة، ويقدر عددهم بـ 240 ألف نسمة، ستمنحهم الحكومة السورية ستة أشهر لتسليم أسلحتهم وتسوية أوضاعهم مع الحكومة، بحسب ما أكده قاسيون لسوريا على طول.
وقال بسام الحمصي، البالغ من العمر25 عاماً من سكان الحولة في ريف حمص الشمالي، لسوريا على طول يوم الإثنين “هذه مأساة بكل معنى الكلمة، لا أحد لديه الرغبة في القتال بعد الآن”.
ويخطط الحمصي لمغادرة حمص مع عائلته في جولة الإجلاء المقبلة، لكنه يعيش على بعد حوالي 25 كيلومترًا غرب مدينة الرستن وهي نقطة الانطلاق الوحيدة للحافلات الحكومية، على حد قوله.
وقال الحمصي لسوريا على طول “يريد الناس حمل أمتعتهم، لكن هذا يتطلب سيارة أجرة [باهظة الثمن] لذلك يجب أن نجد مجموعة ونقسم المبلغ بيننا”.
وكانت فصائل المعارضة استولت على ريف حمص الشمالي، وهو مجموعة من المدن والبلدات والقرى والمناطق الريفية شمالي عاصمة المقاطعة، في عام 2012، وعلى مدار العامين التاليين، طوقت القوات الموالية للحكومة المنطقة وفرضت حصاراً شديداً واستهدفت الجيب بشكل متقطع بالغارات الجوية والمدفعية.
وصرح طلال المنصور، القائد العسكري للفيلق الرابع شمال حمص، لسوريا على طول، يوم الإثنين أن “ميزان القوى على الأرض غير متساوٍ”.
وأضاف منصور “صحيح أنه كان بإمكاننا المقاومة لفترة أطول، لكننا لا نريد غوطة شرقية أخرى”.