بعد أسبوعين دمويين الهدنة في حلب تدخل حيز التنفيذ
دخلت الهدنة في حلب، والتي تمت باتفاق روسي أمريكي، حيز […]
6 مايو 2016
دخلت الهدنة في حلب، والتي تمت باتفاق روسي أمريكي، حيز التنفيذ، عند الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، بتوقيت دمشق، يوم الخميس.
وتستمر الهدنة مدة 48 ساعة، معلنة عن “هدوء حذر” في المدينة، بعد نحو أسبوعين من القصف المتبادل، بين الثوار وقوات النظام، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 250 مدنيا.
وقال مصعب خلف، رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، لسوريا على طول، يوم الخميس، “الحال اليوم في حلب، لم يسمع أي صوت حتى اللحظة، وهناك هدوء حذر في المدينة”.
ومن جهته، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، في بيان صحفي، يوم الأربعاء، بعد دخول وقف إطلاق النار في حلب حيز التنفيذ “وكجزء من جهودنا الحثيثة، لنزع فتيل العنف في سوريا، والتأكيد على وقف الأعمال القتالية، على الصعيد الوطني، أنهت الولايات المتحدة وروسيا بعض الترتيبات (في وقت متأخر الثلاثاء)، لتوسيع نطاق هذه الجهود، بحيث تشمل محافظة حلب، بما في ذلك مدينة حلب والمناطق المحيطة بها”.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية “تاس” أن وقف إطلاق النار ينطبق على “مدينة حلب السورية”، لكنها لم تذكر بقية مناطق المحافظة.
وأضاف تونر “منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، شهدنا انخفاضا في وتيرة أعمال العنف بشكل عام، في هذه المناطق، بالرغم من وجود أنباء عن استمرار القتال في بعض المناطق الأخرى”.
وفي مدينة حلب، يرى الأطباء أن الـ48 ساعة تشكل “فرصة أساسية لراحة الجرحى والكادر الطبي”، وفقا لما قاله الدكتور حمزة الخطيب، مدير مشفى القدس، ومسؤول قسم الطوارئ، الذي دمر جزئيا جراء قصف النظام، الأسبوع الماضي، لسوريا على طول، يوم الخميس.
أفراد الدفاع المدني بعد الغارة الجوية التي استهدفت مشفى القدس في السابع والعشرين من نيسان، في حلب. حقوق نشر الصورة لسوريا على طول وشريف الحلبي.
يذكر أن غارة جوية مجهولة المصدر، ضربت مستشفى القدس في 27 نيسان، مما أسفر عن مقتل 55 شخصا، على الأقل، بما في ذلك طبيب الأطفال الأخير، في مدينة حلب.
ويقع مستشفى القدس الذي يتسع لـ34 سرير، في حي السكري، غرب حلب، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ويشكل المشفى “المركز الرئيسي لطب الأطفال” في حلب، حسب ما جاء في بيان صادر عن منظمة أطباء بلا حدود (MSF)، التي كانت تدعم المستشفى منذ عام 2012، وذلك بعد يوم من تعرضه للقصف.
وقال الخطيب “نحن كأطباء سنستغل الهدنة لترميم المشافي وتدشيمها، ابتداءا من مشفى القدس حتى باقي المستشفيات”.
وأضاف “بالنسبة للمواد الطبية لم نعاني من نقص فيها، لكننا نريد لهذه المجازر أن تتوقف، فإن لم يتوقف قصف النظام سينفد ما تبقى من المواد الطبية المخزنة”.
وفي بيان صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء، قال تونر أن “الهدنة الحديثة سيتم العمل بها وفقا للبنود التي تم وضعها في ميونيخ في شباط 2016″، مشيرا إلى استثناء جبهة النصرة، وتنظيم الدولة، من اتفاقية وقف أعمال العنف.
وحسب ما ورد في وكالة الأنباء الروسية، نقلا عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، فإن “هناك خليط معقد من الإرهابيين، وممثلي المعارضة (في حلب)، وهذا، بطبيعة الحال، يجعل الوضع هشا للغاية”.
وقال سكان أحياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة، أنه على الرغم من وقف إطلاق النار، إلا أن معظم المحاصرين من المدنيين لم يهربوا لأن هناك خطر في محيط المدينة.
وفي السياق، قال شريف الحلبي، ناشط مدني، داخل مدينة حلب، الخاضعة لسيطرة الثوار، لسوريا على طول، يوم الخميس، “هناك حالات نزوح بسيطة عبر طريق الكاستيلو، لكن الطريق مستهدف من قبل الأكراد والنظام عبر القناصات، حيث وقع عدد من الضحايا من المدنين على الطريق”.
وأضاف “كثير من المدنيين فضلوا الموت بحلب على الخروج منها، لأنه لا يوجد مناطق آمنة نلجأ اليها (…) الشعب تعود على البراميل والموت، سئمنا من كل شيء”.
ترجمة: سما محمد