بعد إعلانها مدينة منكوبة: أحد أبناء جسر الشغور يرفض مغادرتها إلا جثة هامدة
أعلن المجلس المحلي لمدينة جسر الشغور، الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي […]
7 مايو 2017
أعلن المجلس المحلي لمدينة جسر الشغور، الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي تبعد 30 كم عن مدينة إدلب، أن جسر الشغور “مدينة منكوبة”، يوم الاثنين، بعد أن دمر القصف المكثف، من قبل النظام وروسيا، معظم أجزاء المدينة.
وأصدر مركز جسر الشغور الإعلامي، وهو مؤسسة إعلامية معارضة، مقرها جسر الشغور، بيانا جاء فيه “نطالب المجتمع الدولي بالضغط على النظام المجرم لوقف آلة القتل على المدينة”.
كما جاء فيه “توقف الحياة في المدينة بكل أشكالها (…) إن مدينة جسر الشغور مدينة منكوبة”.
وتتعرض المدينة لقصف مكثف من قبل النظام وروسيا، منذ شهر شباط، وذلك عندما شن النظام السوري حملة قصف جوي ضد مواقع للمعارضة في ريف إدلب.
آثار الدمار في جسر الشغور بعد غارة جوية روسية في نيسان 2017. تصوير: مركز إدلب الإعلامي.
إلى ذلك، يقول حميد السعود، 39 عاما، من جسر الشغور، لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير “اعتدنا على قصف النظام ولم يعد يخيفنا أبدا”.
ويضيف السعود أنه أمام أمرين “أحلاهما مر”: فإما البقاء في المنزل تحت الغارات الجوية، أو المغادرة إلى مخيمات اللاجئين على طول الحدود السورية التركية.
ويتابع السعود “ولأني فقير، سأعيش في المخيمات حياة الذل بانتظار مساعدة داخل خيمة (…) من جهتي، لا أود الخروج من المدينة إلا جثة هامدة”.
حدثنا عن أسباب عدم خروجك من مدينتك وبقائك فيها، رغم إعلانها مدينة منكوبة؟
السبب الرئيسي لعدم خروجي من منزلي ومدينتي، هو أن الخيارات باتت قليلة أمامي، منها النزوح إلى القرى والبلدات المجاورة غير الآمنة أساسا، واستئجار منزل والتعرض للمزيد من القصف، أو البقاء. بتنا أمام أمرين أحلاهما مر.
في حال لم نبق، يمكننا الخروج إلى المخيمات الحدودية لنحمي أرواحنا، التي سنموت فيها قهراً ولكن بشكل بطيء. ولأني فقير، سأعيش في المخيمات حياة الذل بانتظار مساعدة داخل خيمة، فقط لأنها غير معرضة للقصف. لقد حُرمنا من حقنا بالحياة الطبيعية بأبسط مقوماتها ألا يحق لنا أن نموت بكرامة؟.
من جهتي، لا أود الخروج من المدينة إلا جثة هامدة، فالبقاء في مدينتي بانتظار الموت أرحم من الخروج، لأن الفقير في هذه الحرب مصيره انتظار الموت.
صف لنا أحوال المدينة اليوم بعد إعلانها مدينة منكوبة؟
نعيش اليوم في المدينة التي لا يوجد فيها لا ماء ولا كهرباء ولا مدارس ولا مساجد ولا مشافي، ولا يوجد أية منظمات تقدم لنا المساعدة، ناهيك عن الطيران الذي يحلق في السماء. ونعيش في منزلنا مع توقف الحياة في المدينة التي أصبحت شبه خالية من أهلها، كما أننا عاجزون عن تأمين حتى سعر رغيف الخبز.
وبعد مرور أعوام على القصف الذي تتعرض له المدينة، اعتدنا على قصف النظام ولم يعد يخيفنا أبداً، رغم استخدامه لأسلحة محرمة دولياً من صواريخ فراغية ونابالم وعنقودي. تحملنا كل أنواع القصف، ولكن القصف الروسي أهلكنا باستهداف المدينة بالصواريخ الارتجاجية وخاصة في شهر شباط بمعدل أكثر من 15 غارة على الأقل، يوميا.
برأيك من هو المسؤول عن وضعك اليوم مع مئات من أهالي المدينة؟
المسؤول هو العالم بأكمله. نحن بشر ولسنا حجر والذي يحصل في سوريا لا يمكن تحمله والجميع يكتفي بمراقبة الوضع والنظر إلينا من بعيد، حتى المنظمات الإنسانية ملت من تقديم بعض السلل الغذائية لتخفيف جزء قليل من معاناتنا في هذه الحرب.
تخلى عنا الجميع، واكتفوا برؤيتنا نموت من القصف الهمجي ولا أحد يقدم لنا المساعدة.
أتمنى أن يسود الأمان وتنتهي المعاناة في كافة أنحاء سوريا.
ترجمة: سما محمد.