بعد إعلان النظام عن انتهاء حملته: آلاف الأهالي يعودون إلى منازلهم في ريف إدلب
بدأت آلاف العائلات النازحة بالعودة إلى منازلها، في شرق محافظة […]
21 فبراير 2018
بدأت آلاف العائلات النازحة بالعودة إلى منازلها، في شرق محافظة إدلب، بعد انتهاء حملة النظام ضد المعارضة هناك وإنشاء نقطة مراقبة عسكرية تركية هذا الشهر.
وقال رئيس المجلس المحلي في بلدة سراقب، مثنى المحمد، لسوريا على طول، أن نحو ثلاثة آلاف عائلة عادت الأسبوع الماضي وحده إلى سراقب، جنوب شرق إدلب، وكان ثلاثة أرباع سكان سراقب، البالغ عددهم ٥٠ ألف نسمة، قد فروا من منازلهم في كانون الثاني ومطلع شباط هربا من الضربات الجويةوزحف قوات الجيش السوري.
وقال المحمد “إن الحياة في المدينة تعود تدريجيا إلى طبيعتها”.
وفرّ حوالي ٣٠٠ ألف شخص، في جنوب شرق إدلب وشمال حماة، من منازلهم في وقت سابق من هذا العام بعد أن شنت قوات النظام هجوماً برياً ضد المعارضة، في كانون الثاني، بدعم من القصف المدفعي والغارات الجوية والميليشيات الموالية للأسد.
ولجأ الآلاف من النازحين – الذين لا يملكون المال لاستئجار منزل أو ليس لديهم أقارب للإقامة معهم في البلدات والمدن الأخرى التي تسيطر عليها المعارضة – إلى مخيمات نزوح عشوائية على طول الحدود السورية التركية.
الأهالي النازحون يعودون إلى بلدة الغدفة شرق إدلب، يوم الأحد. تصوير: مركز إدلب الإعلامي.
واستولت قوات النظام، خلال الهجوم الذي شنته، على مساحات واسعة من ريف إدلب الشرقي، من خلال التقدم جنوباً من حلب، وشمالاً من حماة، وبحلول مطلع شباط، بدأت القوات الموالية للنظام بالتقدم غرباً نحو المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، بحسب ما ذكرته سوريا على طول في ذلك الوقت.
إلا أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أعلنت في التاسع من شباط في بيان مصور نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش العربي السوري “أنهى بنجاح” العمليات العسكرية في محافظات حماة وحلب وإدلب.
وفي اليوم نفسه الذي أعلن فيه الجيش عن انتهاء العمليات العسكرية، أقامت القوات المسلحة التركية “نقطة مراقبة جديدة لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب”، في بلدة تقع شرق سراقب مباشرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء التركية الأناضول، وبعد أيام، أنشأت تركيا نقطة مراقبة إضافية في بلدة الصرمان جنوب شرق إدلب.
ونقاط المراقبة التي تم إنشاؤها هي من ضمن ١٢ موقعاً عسكرياً سيتم إنشاؤها في إدلب ومناطق المعارضة المجاورة في محافظتي حلب وحماة، كجزء من اتفاق خفض التصعيد الذي أعلنته تركيا وروسيا وإيران، في أستانا بكازاخستان في أيار ٢٠١٧، وحتى الآن، تم إنشاء ست نقاط تركية لمراقبة وقف إطلاق النار.
وقال مثنى المحمد، رئيس المجلس المحلي في سراقب، لسوريا على طول، يوم الاثنين، إنه يعتبر أن نقاط المراقبة التركية تشكل عاملاً رئيسياً في عودة السكان إلى الريف الشرقي “لأنها تطمئن المدنيين”، وتقع سراقب على بعد ١٥ كم غرب نقطة المراقبة التركية في تل طوقان.
وبالنسبة لمطيع الأحمد، وهو مدني من سكان جرجناز شرقي إدلب، على بعد خمسة كيلومترات فقط شرق نقطة مراقبة الصرمان، فإن نهاية هجوم الجيش السوري يعني أنه يمكن أن يجتمع مع عائلته من جديد.
ففي منتصف كانون الثاني أرسل الأحمد زوجته وأطفاله ووالديه إلى ريف إدلب الشمالي بعد أن أصابت غارة جوية الطابق العلوي من المبنى الذي كان يعيش فيه هو وأسرته.
وقال الأحمد لسوريا على طول هذا الأسبوع “قلت لعائلتي لن أخرج من هنا [جرجناز] حتى تعودوا إليها”.
الأهالي يزيلون الأنقاض من شوارع جرجناز، يوم الثلاثاء. تصوير: المجلس المحلي لبلدة جرجناز.
وأرسل الأحمد لعائلته يخبرهم أن بإمكانهم العودة، قبل ثلاثة أيام، وهو الآن يعيش معهم في منزلهم مجدداً.
وعلى الرغم من عودة عائلة الأحمد وعدد من جيرانه هذا الأسبوع، قال الأحمد إنه يشعر بالقلق من احتمالية عودة القصف على الرغم من وجود نقاط المراقبة التركية القريبة.
وأضاف ” ما زلنا نعيش حالة رعب وقلق… لأنه ومنذ الصباح نرى طيران استطلاع يحوم في الأجواء”.
وتواصلت سوريا على طول مع القوات المسلحة التركية هذا الأسبوع بشأن الجدول الزمني لإنشاء نقاط المراقبة الست المتبقية ولكنها لم تتلق رداً بحلول وقت نشر هذا التقرير.
“مدمرة”
بينما يعود السكان إلى شرق إدلب، يعمل أعضاء المجالس المحلية بالتنسيق مع منظمات مثل الدفاع المدني السوري لإصلاح البنية التحتية “المدمرة” جراء القصف الذي وقع الشهر الماضي، بحسب ما ذكره مثنى المحمد مدير المجلس المحلي لسراقب لسوريا على طول.
وقال المحمد إن المرافق الطبية في سراقب لا تزال خارج الخدمة، ومضخات المياه تحتاج إلى إصلاح، ونصف المدينة تقريباً دون كهرباء.
وفي جرجناز الواقعة على بعد ٣٠ كيلومتراً جنوب سراقب، بدأ أعضاء المجلس المحلي وقوات الشرطة المحلية بإزالة الأنقاض من الشوارع يوم الاثنين، وفقاً لما ذكره محمد الدغيم، رئيس المجلس المحلي في جرجناز لسوريا على طول، وبحسب تقديراته فإن ٣٠ بالمائة من السكان عادوا الأسبوع الماضي إلى البلدة.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها وسائل إعلام المعارضة هذا الأسبوع سكان الريف الشرقي يفرغون شاحنات صغيرة تحمل الملابس وغيرها من الممتلكات لمنازلهم.
وتظهر صور من بلدة الغدفة شرقي إدلب مجموعة من المارة في الشوارع بينما تزيل العائلات الأنقاض والزجاج المحطم من المنازل، ويعرض أصحاب المحال التجارية عينات صغيرة من المنتجات والسلع للأهالي العائدين الراغبين بالشراء.
وقال قصي الحسين، لسوريا على طول، من الغدفة “لا يزال الأهالي يعودون يومياً”، وعاد الحسين مؤخراً إلى البلدة من مدينة إدلب.
وقال رئيس المجلس المحلي في الغدفة، بسام الرحمون، لسوريا على طول إن عائلة الحسين هي واحدة من ٨٠٠ عائلة عادت في الأسبوع الماضي إلى الغدفة التي تقع على بعد حوالي ٨ كم شمال غرب نقطة المراقبة التركية في الصرمان.
وختم الحسين ” العائلات تشجع بعضها البعض على العودة… وبدأت الحياة تعود للبلدة شيئاً فشيئاً”.
شارك فيه: أليسار نادر
ترجمة: سما محمد.