بعد استهداف قوافلها الإغاثية: الأمم المتحدة تعلق كافة عملياتها الإنسانية في سوريا
قال المتحدث باسم الدفاع المدني لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، […]
21 سبتمبر 2016
قال المتحدث باسم الدفاع المدني لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أن نظام الأسد وروسيا مسؤولان عن سقوط أكثر من 90 برميلا متفجرا والهجمات الصاروخية خلال 24 ساعة، بعد أن أعلنت القيادة العامة للجيش السوري، انتهاء وقف إطلاق النار.
وقال أبو الليث، الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في حلب، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء “من الساعة السابعة مساء الاثنين حتى الآن (مساء الثلاثاء)، تم استهداف حلب بأكثر من 60 برميلا ولغم بحريا وأكثر من 30 غارة جوية، ومن بين الغارات صاروخين يحتويان قنابل عنقودية، وصاروخ يحمل مادة النابالم”.
ووثق الدفاع المدني “استشهاد”48 مواطنا، ومن بين الضحايا 12 عاملا في الهلال الأحمر، قتلوا في الضربات الجوية التي استهدفت 31 شاحنة مساعدات، يوم الاثنين، حيث كانت على وشك المغادرة لإيصال المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار، غرب حلب. وكانت القافلة تنتظر منذ اسبوع، إلى أن منحها النظام الإذن بالتحرك يوم الاثنين، قبل التفجيرات.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، في بيان له، يوم الاثنين، أن “وجهة هذه القافلة كانت معروفة للنظام السوري والاتحاد الروسي، ومع ذلك قتل عمال الإغاثة أثناء محاولة إيصال المساعدات الإغاثية للشعب السوري”.
قافلة مساعدات تستعد للمغادرة إلى ريف حلب الغربي، يوم الاثنين. تصوير: الهلال الأحمر العربي السوري في حلب.
وفي مساء يوم الاثنين، عند الساعة 7:30 أسقطت أربع مروحيات للنظام ثمانية براميل متفجرة على قافلة مساعدات الهلال الأحمر السوري، والمستودعات المجاورة، في بلدة أورم الكبرى، مما أسفر عن مقتل حوالي 20 من عمال الإغاثة وسائقي الشاحنات، حسب ما ذكره الدفاع المدني، في حلب.
في المقابل، نفت كل من موسكو ودمشق قيامها بالغارات الجوية. وجاء على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنكوف، في بيان له يوم الثلاثاء أن الطائرات الحربية الروسية والسورية “لم تنفذ أي غارات جوية على قافلة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في جنوب غرب حلب”، مضيفا أن تحركات القافلة “كانت معروفة فقط من قبل الميليشيات التي تسيطر على المنطقة”. وبدا أن الوزارة تلقي اللوم على “الميليشيات” المجهولة.
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) يوم الثلاثاء أنه “لا صحة للادعاءات بأن الجيش العربي السوري، استهدف قافلة المساعدات الإنسانية، في ريف حلب”.
آثار تفجير قافلة مساعدات الهلال الأحمر العربي السوري، يوم الاثنين. تصوير: مركز حلب الإعلامي.
في السياق، قال ستيفن أوبراين، وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في بيان له، يوم الثلاثاء “دعوني أكون واضحا: إذا تم التأكد بأن هذا الهجوم الوحشي الذي استهدف العاملين في المجال الإغاثي، هو هجوم متعمد، فإن ذلك سيعد بمثابة جريمة حرب”.
وفي أعقاب استهداف قافلة المساعدات، علقت الأمم المتحدة كافة عملياتها الإنسانية في سوريا.
“وكتدبير أمني فوري، تم تعليق تحركات كافة قوافل المساعدات الأخرى في سوريا في الوقت الراهن، بانتظار تقييم الوضع”، وفقا لما قاله ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي في جنيف، يوم الثلاثاء.
أما الهلال الأحمر العربي السوري، وهو الجهة التابعة للنظام والمسؤولة عن إيصال المساعدات عبر سوريا، أعلن الحداد وتعليق أعماله لمدة ثلالثة أيام.
حيث “قتل رئيس فرع الهلال الأحمر العربي السوري، في أورم الكبرى، السيد عمر بركات، وعدد من سائقي الشاحنات وعمال التفريغ، خلال الهجوم” حسب ماورد في بيان للهلال الأحمر. كما ورد فيه أن “الهلال الأحمر العربي السوري يوقف “عملياته لمدة ثلاثة أيام احتجاجا على ذلك”.
من جهة أخرى، أدان المجتمع الدولي الهجوم، بينما لم يلق اللوم على أي طرف محدد.
وقال بيتر مورير، رئيس واللجنة الدولية للرئيس الصليب الأحمر في بيان مشترك للهلال والصليب الأحمر، يوم الثلاثاء “مما نعرفه عن هجوم يوم الاثنين، أنه يشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، وهو أمر غير مقبول تماما”.
بدوره، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، في حلب، أن الهجوم على قافلة المساعدات يعد الأحدث ضمن موجة من الغارات الجوية التي تدمر الحياة المدنية، من طرق ومخابز إلى مستشفيات ومنازل.
وقال أبو الليث لسوريا على طول، “الرسالة هنا واضحة، وهي ان تضرب كل السبل اللتي تتيح الحياة للمدنيين في مناطق المعارضة، وحتى المساعدات”.
وأكد عضو المجلس المحلي في داريا المحاصرة ذلك، مشيرا إلى أن تأخر المساعدات يفرض المزيد من الضغوط على السكان الذين يعانون من الجوع.
وقال فراس الحسين، المتحدث باسم المجلس المحلي في مضايا، لسوريا على طول “إنهم يعلقون كل آمالهم على هذه المساعدات، حيث يترقبون وصولها وينتظرونها بسبب الحصار والجوع”.
وأضاف الحسين “يبدو أن هذه القنابل ستقتلنا، بطريقة أو بأخرى”. وقال “إما أن القنابل ستقتلنا، أو أننا سنموت جوعا عندما تضرب قوافل المساعدات”.
ترجمة: سما محمد