بعد المجاعة، اهالي حمص يختارون الترحيل
شباط / فبراير 16، بقلم اليزابيث باركر-ماغيار، عبد الرحمن المصري […]
16 فبراير 2014
شباط / فبراير 16،
بقلم اليزابيث باركر-ماغيار، عبد الرحمن المصري و جويا فوستر
عمان: تم اخلاء ما يقارب 1400 مدني محاصر في حمص القديمة بتاريخ 7 شباط / فبراير. وجاء هذا القرار بالنسبة للمدنيين بعد ان حوصروا لمدة عامين واستسلموا للعدو الذي لا يقهر: الجوع.
“الجوع غلبنا،” قال ابو جلال التلاوي البالغ 64 عاماً بعد ثلاثة ايام من اخلاء احياء حمص القديمة. ويحاصر النظام الاحياء الـ 13 القديمة التي يسيطر عليها الثوار منذ حزيران 2012.
“ضربونا بالصواريخ وما طلعنا، قصفونا بالهاون وما طلعنا، استخدموا القناصة والدبابات وما طلعنا. ولكن لم يبقى طعام بالمدينة،” قال التلاوي الذي كان يعمل لحاماً قبل الثورة.
وقد رفضت الحكومة السورية قبول مرور اي قافلة مساعدات الى حمص القديمة منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2012 قبل الهدنة التي تمت برعاية الامم المتحدة وتم من خلالها ارسال قوافل المساعدات الى داخل حمص القديمة بتاريخ شباط / فبراير 7. وقد تم عرقلة الهدنة التي حددت بثلاثة ايام، باستهداف قوافل المساعدات بالنيران وقذائف الهاون.
اهالي حمص القديمة يصطفون من اجل الاخلاء يوم الاثنين. حقوق الصورة تعود لـ @GlobalPost.
وكجزء من الاتفاق، كان الخيار لأهالي حمص القديمة، اما ان يختاروا الاخلاء من المدينة، او ان يتم ايصال الطعام لهم والمساعدات الطبية من قبل برنامج الغذاء العالمي او من الهلال الاحمر السوري.
وقام برنامج الغذاء العالمي بأيصال 500 حصة طعام، وهي كافية لأطعام 2500 شخص لمدة شهر واحد, ووزعت ايضا وجبات جاهزة للاكل خلال عملية الاخلاء.
“الناس نجوا بسبب اكلهم الخضروات والاعشاب وأي شيء يستطيعون ايجاده، لم يرى الناس الخبز منذ خمسة اشهر،” قال المتحدث الرسمي باسم برنامج الغذاء العالمي في سوريا، دينا الكسابي ل سوريا على طول.
“الناس يخلون حمص القديمة وكلهم مرهقين، نحيلين، تعبين، كئيبين، ضعيفين وقليلي البنية.”
الاخلاء الذي استمر لمدة ستة ايام، وتسليم الغذاء الذي تم مرة واحدة للمدنيين الذين بقوا في داخل الاحياء المحاصرة يمثل بصيص امل للعاملين في الأمم المتحدة لأعادة هذه العملية لأكثر من 250 الف سوري في مناطق محاصرة مختلفة في سوريا. حيث اختار نصف سكان حمص القديمة الخروج من مدينتهم بسبب الجوع.
“تحدث الزملاء عن مناظر الاطفال الذين يخرجون من المدينة القديمة حاملين التفاح والموز، ولكنهم لا يعرفون ما الذي يحملون،” قالت الكسابي.
بعد الاخلاء تم اعتقال المدنيين من قبل الحكومة ووضعهم تحت الاستجواب من دون مراقبة دولية، مع اخذ 390 شخصا على الاقل الى الاعتقال مباشرة.
“سيتم اطلاق سراح الشباب التي تتراوح اعماهرم بين 18 و 54 سنة اليوم (الخميس)،” صرح محافظ حمص، طلال البرازي وسائل اعلام النظام.
بينما تقول تقارير رويترز تم هناك 220 شخص لم يتم الافراج عنهم.
التلاوي الذي غادر مدينته بسبب الجوع، لم يبقى مطولا في المعتقل. “اعتقلوني مع شخص اخر عمره 57 سنة وسألونا عدة اسأله،” قال التلاوي.
بينما يوجد المئات من المدنيين الذين تم اخلائهم رهن الاعتقال، تم اخلاء سراح التلاوي في مدينة الوعر التي يسيطر عليها الثوار في مدينة حمص.
بالنسبة للتلاوي، كان مردود الاخلاء وخطر الاعتقال قليل نسبياً مقارنة مع ما يقارب 1000 شخص ما زالوا داخل حمص القديمة بتلقيهم المساعدات من قبل برنامج الغذاء العالمي.
“هذه مساعدات مؤقتة فقط، رح تكفي لمدة شهر واحد والناس راح تحتاج مساعدة مرة ثانية. نحن بحاجة الى دخول مستمر،” قالت الكسابي.
عند نهاية وقف اطلاق النار في حمص القديمة، لن يستطيع التلاوي الرجوع الى ما بقي من بيته، وليس فقط بسبب التفجير المستمر، ولكن بسبب ان النظام سوف يعود لتفعيل الحصار، مانعاً اي احد من الدخول والخروج من حمص القديمة.
اليوم، تقول الكسابي انه لم يبقى الكثير في الاحياء الـ 13. “يعيش الناس في الاقبية وقد بنوا انفاق يستخدمونها للتنقل بين الاماكن،” اضافت.
“لا يملك الناس منازل في حمص القديمة ليعودوا اليها بعد الان.”
وعلى الرغم من نسبة الدمار، قال التلاوي انه اراد البقاء. “ما كان بدنا نطلع، كان بدنا اكل ودواء،” اضاف التلاوي. “النظام يحاول اخلائنا من حمص، من منازلنا منذ اكثر من 20 شهرا. لو كنا نريد الذهاب لذهبنا قبل الحصار والتفجير.”
وينضم التلاوي الان الى مئات الالاف من السوريين المهجرين في حي الوعر بمدينة حمص، حيث قامت الحكومة بعمل نفس الحصار على تحت عنوانه المعروف “اركع او مت جوعاً”.
“كسب من خلال تجويعنا،” قال التلاوي، مشيرا الى الرئيس السوري بشار الاسد.
“رحنا من حصار لحصار ثاني.”