بعد تظاهرات احتجاجية على ممارساتها: “تحرير الشام” تشن حملة اعتقالات بحق أهالي معرة النعمان
قالت مصادر في معرة النعمان لسوريا على طول، يوم الأحد، […]
13 يونيو 2017
قالت مصادر في معرة النعمان لسوريا على طول، يوم الأحد، أن أهالي البلدة الواقعة شمال غرب سوريا يعيشون “حالة خوف” بعد أيام من عمليات القتل والاعتقالات والاحتجاجات والاقتتال الداخلي بين تحالف يضم إسلاميين متشددين والكتائب المعتدلة.
إلى ذلك، أفاد سكان معرة النعمان، في محافظة إدلب، يوم الاثنين، بأنهم يتفادون الحواجز التابعة لهيئة تحرير الشام بالقرب من البلدة الواقعة في ريف إدلب الجنوبي.
وقال أحمد الأبرش، المتحدث الإعلامي باسم الفرقة 13 التابعة للجيش السوري الحر، لسوريا على طول، إن الأهالي يتجنبون المرور على الحواجز “خوفاً من الاعتقال” الاحتجاجات الأخيرة ضد الهيئة.
ومعرة النعمان، الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب مدينة إدلب، هي أحدث نقطة للمواجهات بين هيئة تحرير الشام، وهي تحالف إسلامي معارض يضم جبهة فتح الشام، المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة، وفصائل الجيش السوري الحر.
في السياق، ذكرت وكالة إباء التابعة لهيئة تحرير الشام، عبر قناتها على تطبيق التلغرام، الخميس، أن مقاتلي الهيئة دخلوا معرة النعمان، يوم الخميس، بعد مقتل والد أحد قادة التحالف الإسلامي على يد ثلاثة من سكان البلدة، الليلة الماضية.
أهالي معرة النعمان في مظاهرة، يوم الأحد. تصوير: أسعد حنا.
وفي يوم الخميس، بعد يوم واحد من حادثة القتل المزعومة، استولت هيئة تحرير الشام على مقرات تعود للفرقة 13، واعتقلت مقاتلين فيها بتهمة المشاركة بالقتل.
وخلال هجوم يوم الخميس، قتلت الهيئة اثنين من المدنيين وقائد الشرطة الحرة، بحسب ما قاله أحمد عابدين، المتحدث باسم فيلق الشام في البلدة، لسوريا على طول.
وقتلت قوات الهيئة العقيد تيسير السماحي، قائد الشرطة الحرة، أثناء مداهمة منزله. والعقيد السماحي هو شقيق قائد الفرقة 13، علي السماحي، الذي قُتل خلال اشتباكات مع هيئة تحرير الشام، في نيسان.
في سياق متصل، اجتمع ممثلو هيئة تحرير الشام وأعضاء المجلس المحلي، يوم الجمعة، لحل النزاع. ووافق التحالف الإسلامي المتشدد على الانسحاب إلى محيط معرة النعمان، إلا أن عمليات اعتقال الأهالي استمرت، وفقا لما ذكرته مصادر في البلدة.
وقال الأبرش، الناطق باسم الفرقة 13، أن الهيئة نفذت عشرات الاعتقالات بحق مدنيين ومقاتلين في الجيش السوري الحر، على الحواجز بالقرب من المعرة.
وردا على الاعتقالات، خرج مئات من رجال ونساء وأطفال معرة النعمان إلى الشوارع للاحتجاج على ممارسات الهيئة، يومي الجمعة والأحد الماضيين.
أهالي معرة النعمان يتظاهرون، يوم الأحد. تصوير: أحمد أبازيد.
وعلى مدار العام الماضي، أثار الاقتتال في إدلب، المحافظة الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة بشكل كامل، احتجاجات متكررة من قبل السكان الذين يطالبون فصائل المعارضة بإقامة جبهة موحدة ضد قوات النظام.
وقال أحد المشاركين في الاحتجاجات لسوريا على طول، يوم الاثنين، إن أهالي معرة النعمان، معقل الجيش السوري الحر، لم يتظاهروا ضد الاقتتال الداخلي فقط، إنما رفضا لحكم هيئة تحرير الشام في مناطقهم.
وأكد عبد القادر، ناشط شارك في الاحتجاجات، لسوريا على طول، الأحد، إن “أهالي معرة النعمان ضد التطرف”. وأضاف “النصرة لا تعرف سوى لغة النار والبارود”.
وأدت الاحتجاجات إلى عمليات اعتقال جديدة، حيث اعتقلت هيئة تحرير الشام ستة من أهالي المعرة، بعد احتجاجات يوم الأحد، وأصدرت استدعاءات قضائية بحق المحتجين يوم الاثنين، بحسب ما قاله عبد القادر.
وتواصلت سوريا على طول مع المكتب الإعلامي للهيئة، يوم الاثنين، للرد على الادعاءات بشأن حملة الاعتقالات الأخيرة، إلا انها لم تتلق أي رد.
إلى ذلك، قال محمد المعراوي، 25 عاما، من أبناء معرة النعمان شارك بالتظاهرات، لسوريا على طول، يوم الأحد، إن الناس تعيش “حالة من الهلع والخوف” مع استمرار حملة الاعتقالات لليوم الخامس على التوالي.
وختم قائلا “الناس تعبت كثيراً من الظلم”.
ترجمة: سما محمد.