بعد سنوات من الحرب والفقر يغادر الأطفال السوريين مدارسهم للعمل
بين فقر مدقع وأسعار خيالية ومدارس دمرتها البراميل المتفجرة للنظام، […]
16 أغسطس 2015
بين فقر مدقع وأسعار خيالية ومدارس دمرتها البراميل المتفجرة للنظام، لم يعد للأطفال السوريين خياراً سوى ترك دراستهم، وإيجاد عمل في بيئة عمل قاسية غالباً.
ويتكرر نفس المشهد المؤلم يومياً، صغار يعملون في حرف صعبة وخطيرة كالنجارة والحدادة أو بيع الخبز والبسكويت بين أنقاض الأحياء المدمرة، حسب ما قاله رائد الشيخ، صحفي من حلب، لموقع سوريا على طول.
وأضاف الشيخ، أغلب العمال الأطفال فقدوا آبائهم في الحرب، وأمهاتهم في حاجة ماسة لمصدر دخل إضافي، مما يجبرهن على دفع أطفالهم للبحث عن عمل، أيا كان، سواء تعلم حرفة أو حتى بيع البسطات وجر العربات.
ولم يكن التعليم، منذ بدء الحرب، خيار متاح بالنسبة لبعض الأطفال السوريين.
فشخص كأبو أحمد، الذي يعمل ميكانيكي في محل صغير لتصليح السيارات في حلب، يقول للعربي 21 : يؤلمني أن ابني ذو الحادية عشرة من العمر مضطر للعمل، والأطفال في عمره يرتادون المدارس والنشاطات المشابهة.
وباح أبو أحمد بألمه “أشعر بالعجز في هذه الظروف، المدارس مغلقة، وغلاء الأسعار أصبح كوحش كاسر يفتك بي وبعائلتي”.
ومحنة أبو أحمد في قصة الفقر والمدارس المغلقة مأساة مشتركة؛ فمعظم المدارس الحكومية في مدينة حلب المحاصرة، التي يسيطر عليها الثوار والتي تقصف أجوائها يومياً، مغلقة حالياً والأطفال يتجهون للشوارع ليكسبوا ما يعودوا به لعوائلهم.
صبي في حي من أحياء حلب التي يسيطر عليها الثوار وهو يجر عربة عصائر. حقوق نشر الصورة تعود لـ الثورة السورية 2011.
ويذكر أن واحدة من خمسة مدارس تضررت أو دمرت تم تحويلها إلى مأوى للعائلات النازحة، ما ترك 2.6 مليون طفل خارج مدارسهم، أي ما يعادل ثلث أطفال سوريا، بدون خيار سوى كسب دخل لإعالة أسر بأمس الحاجة إليه.