بعد شهر ونصف على خروجهم من حلب: أطفال دار الأيتام يجدون ملاذا آمناً في أعزاز
في حديث سوريا على طول الأخير مع أسمر الحلبي، في […]
14 فبراير 2017
في حديث سوريا على طول الأخير مع أسمر الحلبي، في تشرين الثاني الماضي، كان المشهد الذي نقله هو الارتباك والخوف. وذلك بعد يوم واحد من استهداف الميتم الذي كان يديره، بقذيفة، من قبل قوات النظام، في شرق حلب. حيث أصيب اثنين من الأطفال الموجودين في آخر ميتم في شرق حلب، بشظايا القصف، كما أتلفت الإمدادات الغذائية للمركز.
وكانت دار الأيتام واحدة من بين عدة أهداف للنظام في حملته البرية والجوية التي أطلقها لاستعادة السيطرة على النصف الشرقي من حلب، ثاني أكبر المدن السورية، وهو ما تمكن من تحقيقه في كانون الأول.
ومنذ ذلك الوقت، غادر الحلبي والأطفال المتواجدين في دار الأيتام، وعددهم 50، حلب الشرقية باتجاه محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وبالرغم من ذلك، لم يجد الحلبي في إدلب، مكانا ملائما وهادئا لإقامة الأطفال. حيث يستهدف الروس، والنظام وطائرات التحالف ريف إدلب بشكل شبه يومي، ويقول الحلبي”لم نستطع تغيير حال أطفال الدار في تأمين الأمان لهم وعدم الخوف من القصف”.
أسمر الحلبي (في المقدمة) وأطفال المركز يتوجهون إلى أعزاز في 6 شباط. حقوق نشر الصورة: مؤسسة أفكار.
وفي يوم الاثنين، تحدث الحلبي مع مراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير، من مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة، والهادئة نسبيا، بالقرب من الحدود التركية. ويعمل الحلبي هناك على إقامة دار أيتام جديدة، بدعم من مؤسسة أفكار، وهي منظمة تركية غير حكومية.
كيف هو حال الأطفال الآن؟ هل يعيشون طفولة حقيقية؟
أكثر شيء مفرح للأطفال هو عدم إحساسهم بالخوف، إضافة الى الشيبس والشوكلاته والبسكويت.
كيف كانت ردة فعلك عندما علمت أنك ستغادر حلب أنت والأطفال؟
بعد التصعيد الكبير على مدينة حلب وتعرض الدار لأكثر من مرة للقصف، كان الإجلاء هو النجاة لي وللأطفال. فجهزنا أمتعتنا وبقينا ننتظر لساعات في الحافلة. بقينا لمدة 22 ساعة داخل الحافلة.
حدثنا عن وضع الأطفال بعد وصولكم إلى إدلب؟
عند وصولنا إلى إدلب، تم استقبالنا في ملجأ إيواء مقسم إلى عدة غرف، انعدمت فيه الخصوصية بسبب اكتظاظه.
هذا الأمر ضايق الأطفال فحين ينظرون الى الأطفال والعائلات الأخرى ومعهم آباءهم وأمهاتهم وهم لا، كانوا يركضون تجاهي ويسألونني ألست أبي وأنا أقول لهم نعم أنا أباكم.
أنتالآن مع الأطفال في أعزاز في ريف حلب الشمالي، لماذا اخترت عدم البقاء في إدلب؟
مكثنا في ريف إدلب لمدة شهر ونصف بعد الخروج من حلب، وفي هذه الفترة كنا نبحث عن مكان آمن بعيداً عن القصف خارج إدلب وريفها، ومنذ ثلاث أيام وصلنا إلى مدينة أعزار في ريف حلب الشمالي. وفي إدلب، لم نستطع تغيير حال أطفال الدار في تأمين الأمان لهم وعدم الخوف من القصف.
أطفال دار الأيتام التي يديرها الحلبي يلعبون في إدلب، في كانون الثاني. تصوير: مؤسسة أفكار.
ماهو سبب اختياركم لمدينة أعزاز بالتحديد؟
سبب اختيارنا لمدينة أعزاز كونها منطقة حدودية وخالية من القصف، وهذا الذي نريده هو تحييد الأطفال من القصف فريف حلب الشمالي هو المكان الأكثر أمناً للأطفال، وإدلب تتعرض للقصف بشكل مستمر. فكفرنبل كانت تتعرض للقصف والأطفال لا يوجد تحسن في حالتهم النفسية.
كان عدد أطفال الدار في حلب 50 طفلا، وبعد خروجنا، تم تسليم 16 طفلا الى أقاربهم، فالعدد الآن في أعزاز 34 طفلا من حلب.
كيف يتمكن الأطفال من التكيف مع حياتهم الجديدة بعد كل ما مروا به في حلب الشرقية؟
نحن سنعمل بداية على تخليصهم من العقدة النفسية التي سببتها آثار الحصار والقصف وما زالت في ذاكرة الأطفال فلن ينسوا ما مر بهم في حلب، ونحن نسعى أن نقدم لهم الأمن وأن يتعايشوا مع الوضع والمسكن الجديد لأن هؤلاء الأطفال واجهوا الكثير ولا ذنب لهم ومن حقهم أن يعيشوا بأمان.
والعديد من الأطفال يرسمون ويكتبون لحلب ودائما يسألوننا عن الدار في حلب وما حصل بها.
هل هناك قصص نجاح معينة أنجزها الأطفال منذ مغادرتهم لشرق حلب؟ أو أي شيء يشعرك بالأمل تجاه مستقبل الأطفال وحياتهم الجديدة؟
النجاح أول شيء هو بالحفاظ على حياتهم، بعيدا عن القصف، ومتابعتهم لتعليمهم الذي انقطعوا عنه.
ومن خلال الدوارت التعليمية والترفيهية والنفسية وتعزيز ثقة الأطفال، والشعور بأن هناك من يدعمهم ويقف بجانبهم سيتمكنون من تخطي ما مروا به.
فالطفلة مفيدة عمرها 13 عاما، بعد خروجنا ستكمل تعليمها في الصف السابع فهي الآن قادرة على استخدام الحاسوب والتخطيط لمستقبلها أنها ستصبح مهندسة حاسوب فأكبر قصة نجاح هي أن نجعل الأطفال في ظل هذه الحرب يتمكنون من التخطيط لمستقبلهم، وأنهم يحلمون بأن بلدهم سيعود أمناً مزدهرا متقدماً.
مر هؤلاء الأطفال بمرحلة الصدمة أثناء الحرب، وفقدوا الكثير من طفولتهم. من وجهة نظرك، هل لا يزال هؤلاء الأطفال قادرين على إيجاد السعادة في ظل هذه الظروف الصعبة؟
أكثر شيء مفرح للأطفال هو عدم إحساسهم بالخوف إضافة الى الشيبس والشوكلا والبسكويت هذه الأشياء البسيطة كانت تخلق البسمة والسعادة في هذه الحرب على وجه هؤلاء الأطفال.
الآن وبعد استقراركم في أعزاز، هل لديكم نية لتوسيع الميتم؟
هناك العديد من الطلبات لرعاية أطفال أيتام من ريف ادلب وريف حلب ومن أماكن محررة.
الحمد لله منظمة أفكار الداعمة لدار الأيتام، لديها إمكانية تمويلية لتغطية قرابة 150 طفلا، فحياة الأطفال بنظرهم مهمة إنسانية.
وهؤلاء الأطفال في زمن الحرب ليس لديهم أي عائلة ويجب أن يجدوا منظمات وأشخاصا يعتنون بهم. بعد فقدانهم لذويهم أصبحنا نشكل لهم عائلة وليس دار للأيتام.
هل تبني الأطفال هو أحد الخيارات المتاحة في دار الأيتام؟
دار الأيتام لا تقوم بالتبني، إنها مسكن دائم للأطفال، وعندما يصبحون في سن الثامنة عشر، سيكون لديهم الفرصة للعمل في دار الأيتام أي في نفس المكان الذي نشأوا فيه.
هدف الدار كأي دار أيتام ضم الأطفال فاقدي ذويهم وليس لهم اي معيل أو قريب يرعاهم أو حتى عدم قدرة أقاربهم على رعايتهم بسبب ضيق وضعهم المعيشي في ظل الحرب.
ترجمة: سما محمد