بعيداً عن الغطاء الطائفي, بعض من تجار السُنة يدعمون نظام الاسد
حزيران 24, 2013 “لو كان السنة متحدون خلف الثوار, صدقني, […]
24 يونيو 2013
حزيران 24, 2013
“لو كان السنة متحدون خلف الثوار, صدقني, لكان بشار سقط خلال أيام” هذا ما قاله ناشط سوري من دير الزور. مايكل بيزي و نهى شعبان يستكشفون الدعم السني المحرم والذي يبقي على نظام الاسد في مكانه في مسلسل مكون من جزئين.
عمان: في الوقت الذي تتزايد فيه حدة الطائفية للأزمة السورية, وتعالي أصوات فنون الخطابة القادمة من المقاتلين السنة, والذين ينعتون حزب الله بـ”حزب الشيطان” وفي نفس الوقت الذي يقوم فيه رجال الدين الشيعة بدعوة المؤيدين لحماية قراهم الشيعية من “الارهابيين” السُنة, تكوَن الطائفة السنية الجزء الأكبر الداعم لنظام الأسد الشيعي.
الشيخ يوسف القرضاوي, وهو قائد هام للسُنة أثار الجدل عندما أعلن الجهاد ضد النظام السوري بتاريخ 31 من آيار, طالباً من المسلمين السُنة ان ينضموا الى الجيش الحر ضد الرئيس بشار الأسد وحاضنته الشيعية. ذلك إضافةً الى قوله على طائفة بشار الاسد العلوية,والتي هي إحدى طوائف الاسلام بأنها “أشد كفراً من النصارى واليهود” حيث أدان القرضاوي تدخل مليشيات حزب الله الشيعي اللبناني في سوريا.
وأضاف سائلاً الحاضرين للمؤتمر في قطر “كيف يمكن لمائة مليون شيعي ]بالعالم[ أن يهزموا مليار وسبعمائة مليون سُني”
بالطبع ستكون الاجابة أنه ليس كل السُنة ملتزمين بسقوط بشار, حتى داخل سوريا نفسها. على اعتبار أن السُنة يشكلون على الاقل 65% من تعداد سوريا البالغ 25 مليون نسمة, وهم كطائفة سيقررون نتيجة الثورة. الثوار السُنة يؤكدون أن السنة الداعمين للنظام يقومون بمناهضة الطائفية بدعمهم الواضح والنشيط من خلال عملهم جنباً الى جنب مع القاعدة العلوية الداعمة لنظام الاسد لإبقائه في الحكم.
“هل تعتقد ان الذين يقومون بالمجازر جميعهم من السنة؟” هذا ما سأله أبو قيس, مدير المكتب الاعلامي بدير الزور, والذي طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل لأسباب أمنية. وأضاف “لو كان السنة متحدين خلف قيادة الثوار, لسقط بشار الأسد خلال أيام.”
السُنة الداعمين للأسد هم ليسوا متآزرين: هم ليسوا عائلات كبيرة ودعمهم للنظام هو نادراً ما يكون عقائدياً. بالمقابل, هم ينخرطون تحت قوالب معينة: كرجال أعمال بارزين متواجدين ومخلصين للنظام ولهم مصالح في بقاء سوريا مستقرة, منهم مخبرين محترفين مندسين من قبل الحكومة لأضعاف محاولات المقاومة وأفرادها من الجماعات المسلحة السورية الذين يخافون الانشقاق.
بغض النظر عن الأسباب, هذه الجماعات من السُنة تُعتبر خائنة, من قبل نظرائهم الداعمين للثورة. “هم ليسوا بكثرة العلويين,” قال أبو قيس “ولكن هؤلاء السنة الداعمين للنظام هم أسوأ من العلويين أنفسهم”.
رجال أعمال معروفون يدعمون النظام بصمت
“التجار السنة ورؤوس أموالهم هي التي تطيل بعمر النظام,” حسب ما قال وائل الخطيب, المنسق العام لتجمع الضباط الأحرار في محافظة حمص, والذي يتكون من 200 ضابط سوري منشق من النظام والآن يقاتلون تحت قيادة الجيش الحر.
وأضاف “دعمهم غير محدود,” يقصد التجار الموالين للنظام.
وائل الخطيب, الذي خدم برتبة نقيب بالجيش السوري لمدة 13 عاماً قبل ان ينشق في كانون الثاني من 2012 لينضم للجيش الحر, وقدم لائحة بأسماء تجار سُنة والذي زعم انهم يدعمون النظام. قائلاً هؤلاء التجار السُنة يفتقرون ” لأي حس بالوطنية” وهمهم الوحيد هو التجارة.
وأنهى جملته قائلاً ” لا ينتمون الى اي طائفة, تهمهم التجارة فقط, ينتمون لطائفة المال”
طريف الاخرس, وهو أحد رجال الاعمال الذين ذكرهم وائل الخطيب, كان قد أدرج ضمن لائحة العقوبات من قبل الاتحاد الاوربي في 2011 بسبب “تقديم الدعم الاقتصادي للنظام السوري.” إضافة الى كونه أكبر المصدرين في سوريا, هو أيضاً من أقارب سيدة سوريا الاولى أسماء الأسد. بالإضافة الى أثنين من أبرز رجال الاعمال السُنة, عماد غريواتي وفارس شهابي, تم تجميد أصولهم المالية في أيلول 2011. إضافة الى المسيحي عصام انبوبة والذي خضع لنفس الاجراءات السابقة.
جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية والمؤلف لمدونة سوريا، ويقول ان هذه العقوبات تؤثر على النخب السنية من خلال ضرب ما يؤلمهم.
كتب لانديز في مدونته “المعارضة والدبلوماسيين الغرب يتحادثون منذ أشهر حول الحاجة لفصل طبقة التجار السنة من النظام,” وأضاف “هذه الاجراءات صممت من أجل تأكيد حدوث ذلك.”
حسب ما ذكر في التقرير السوري, والذي ينشر الأخبار الاقتصادية لسوريا, الاقتصاد ينهار. وتشمل النتائج الأخيرة انخفاض 95٪ من إيرادات السياحة في سوريا منذ عام 2011 وانخفاض بنسبة 26٪ في تجارة المنطقة الصناعية الحرة في العام الماضي. في منشور آخر صدرت عدة تقارير عن نهب مصانع في حلب، ونزوح المستثمرين السوريين من البلاد في الوقت الذي تبقى الليرة السورية “في حالة سقوط حر.”
أم رغد, صحفية سورية مؤيدة للثورة من محافظة حماه قالت ” تراجعت الصناعات وتراجعت التجارة” أم رغد التي تحمل شهادة بالاقتصاد من جامعة دمشق أضافت ” بعض المصانع في المناطق المتطرفة ما زالت مستمرة بصناعاتها الغذائية على الاغلب …لكن بشكل عام تأثرت الشركات بشكل سلبي فلا مشاريع تنموية ولا بنى تحتية.”
ناصر أبو أنيس, سُني من دمشق, والذي كان تاجر صناعات بلاستيكية قبيل الثورة, قال ” نعم خسرت عملي وتوقفت الأعمال بشكل عام.” ناصر يصف نفسه بأنه اسلامي معتدل, وانتقل الى القاهرة خلال الثورة ولكنه يدعم الثوار والثورة بشكل كامل. ناصر أعزى ما حدث الى النظام السوري واصفاً إياه “النظام المجرم السفاح الفاسد”
وأكمل قائلاً “خسرت الكثير من المال ولكن أنا راضي عن ذلك.”
أسامة أبو زيد, اعلامي وناشط مدير مكتب الاعلامي لهيئة حماية المدنيين في محافظه حمص, يشرح انه للعديد من التجار, ” هو ارتباط سابق” مع نظام الأسد. وقال أن رجال الأعمال السُنة وغيرهم, لديهم شراكة قديمة مع مسئولين رسميين عالين المستوى في مجال الأعمال. وأضاف ” والمساعدة من قبلهم تقدم الآن.”
وفي تصريح صدر في نوفمبر 2011, أقر الجيش الحر أنه تم اعتقال الدقاق, “الخائن والمخبر رقم واحد للنظام في محافظة حماه,” ولكن تم الافراج عنه لاحقاً. تم نشر مقطع فيديو في الخريف الماضي على موقع شبكة فلاش سوريا تصور الدقاق عن بعد, يقف بجانب جندي سوري حيث كان يتحدث من جهاز لاسلكي.
الفيديو يقدم أسم مستعار آخر لتاجر حماه: “كلب بشار.”
بينما الدقاق يستمتع بحماية النظام طالما بقي وفياً, فهو يرسم الغضب بين صفوف الجيش الحر.
“هو المطلوب الاول على قائمة الجيش الحر في حماه,” حسب ما قالته أم رغد عن الدقاق.
مصادر المعارضة تقول أن رجال الاعمال السُنة يبقون ولائهم للأسد في مناطق كبيرة لأنهم يؤمنون أن النظام سوف يبقى في السلطة, وان بعض رجال الاعمال المواليين للنظام يتوقعون أن تتم مكافأتهم بمناصب سياسية في حال بقي النظام.
” واذا بده يسقط ,” قالت أم رغد , “يعتقدون أنهم سيغادرون سوريا.”