تأمين الهلال الأحمر للمياه المعقمة لن ينهي مأساة المحاصرين بدير الزور
قام الهلال الأحمر السوري المتواجد في أحياء دير الزور، الخاضعة […]
21 أبريل 2016
قام الهلال الأحمر السوري المتواجد في أحياء دير الزور، الخاضعة لسيطرة النظام والمحاصرة من قبل تنظيم الدولة، بتأمين مياه الشرب لما يقارب 150 ألف نسمة محرومين من المياه المعقمة الصالحة للشرب. وكان المشروع بدأ منذ شهر كانون الثاني 2016، وشمل تركيب 6 خزانات سعة 5000 لتر أمام المؤسسة العامة لمياه الشرب في حي الجورة، ليتم توزيع المياه منها مباشرةً للأهالي، وتجهيز سيارة شحن لتوزيع المياه للمتضررين في المساكن العشوائية.
وتعاني الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام من انقطاع المياه منذ شهر كانون الثاني 2015، بسبب توقف ضخ محطات مياه الشرب للمدينة على إثر الاشتباكات بين النظام وتنظيم الدولة.
وأكد محمد خضر، ناشط إعلامي من أبناء محافظة دير الزور، وعضو بمؤسسة صوت وصورة المعنية بنقل أخبار دير الزور، لسوريا على طول، أنه “بعد انقطاع المياه قام الكثير من الأهالي بحفر الآبار، ونقل المياه غير المعقمة من نهر الفرات مباشرة”.
وقال إن الأهالي “يقومون بتصفية المياه بطرق بدائية مثل استخدام القطن، وذلك لعدم توفر مادة المازوت لتشغيل المحركات الموجودة في المحطة الرئيسية لجر المياه من نهر الفرات، وتنقيتها”.
الهلال الاحمر يوزع المياه على المدنيين في مدينة دير الزور . حقوق ننشر الصورة لـ الهلال الأحمر العربي السوري – فرع ديرالزور.
ماهو سبب عدم توفر المياه بدير الزور المدينة؟ ومنذ متى المياه مقطوعة؟ ومن أين كان الناس يحصلون على المياه؟
منذ دخول الجيش الحر الى المدينة وحصول اشتباكات مع قوات النظام، أصبحت المياه النظامية تنقطع في بعض أيام الأسبوع وأحياناً لا تتوفر لأسابيع، أما الأحياء القابعة تحت سيطرة قوات النظام والمحاصرة من قبل تنظيم داعش، فالمياه مقطوعة فيها منذ بداية الحصار، أي منذ الشهر الأول من العام الماضي، ولا تتوفر المياه الصالحة للشرب إلا في حالات نادرة جدا وتكون قليلة ولا تفي بالغرض، ومنذ بدأ الحصار من قبل تنظيم داعش بدأت تشح موارد المياه الصالحة للشرب بعد توقف محطة المياه الرئيسية في حي البغيلية، إما من القصف الذي تتعرض له المنطقة باستمرار من قبل تنظيم الدولة أو من الاشتباكات بين قوات النظام والتنظيم.
كيف يحصل الناس في الأماكن المحاصرة على الماء؟
قبل انقطاع الماء الصالح للشرب بشكل كامل كانوا ينقلون الماء بطرق بدائية من منطقة لأخرى ومن حي لآخر، بسبب توفرها في المناطق ذات الأرضية المنخفضة نسبيا عن باقي المناطق، ولكن بعدها قام الكثير من الأهالي بحفر الآبار ونقل المياه غير المعقمة من نهر الفرات مباشرة، ويقومون بتصفيتها بطرق بدائية مثل استخدام القطن، وذلك لعدم توفر مادة المازوت التي تحرك المحركات الموجودة في المحطة الرئيسية لجر المياه وتنقيتها من نهر الفرات.
من أين يحصل الهلال الأحمر على الماء؟ وكيف يتم إدخالها الى المناطق المحاصرة من التنظيم؟
الهلال الاحمر متواجد داخل الاحياء المحاصرة، وهو لا يقوم بإدخال الماء من خارج المدينة وإنما يحصل عليها من نهر الفرات، ويؤمن الوقود لتشغيل المصافي، بدون ضخ، للحصول على مياه معقمة وصالحة للشرب، ومن ثم يوزعها على الناس ولفترات قليلة لأن المازوت أصبح شحيحاً جداً ويستخدم أغلبه لآليات الجيش.
هل الكمية المؤمنة من قبل الهلال الأحمر ستكون مستمرة؟ وهل تفي احتياجات الناس؟
هذه ليست المرة الاولى التي يؤمن فيها الهلال الاحمر المياه الصالحة للشرب، ولكنها لا تستمر وإنما متقطعة ولا تسد حاجات الناس.
ماهي آثار استخدام الناس مياه النهر دون تنقية؟
هناك حالات كثيرة وأمراض انتشرت بين الأطفال خصوصاً، والمدنيين عموماً منها حالات الاسهال الشديد والحمى والكوليرا، وأمراض جلدية أيضا مثل الجرب بسبب قلة الاستحمام.
ما هو موقف الأهالي من هذا الوضع في ظل الحصار؟
الناس في المناطق المحاصرة منقسمون بالموقف الى ثلاث فئات؛ الفئة الأولى هم عناصر النظام أنفسهم، وهم بالتأكيد مؤيدين للنظام ولا تأثير للحصار عليهم فكل شيء متوفر لهم ويعرفون تماماً اذا دخل التنظيم سيتم إعدامهم، الفئة الثانية هم المنتفعين والتجار وهؤلاء مصلحتهم استمرار الحصار وبقاء النظام لأنهم يستفيدون مادياً من الوضع، الفئة الثالثة وهم الأهالي الذين لاحول لهم ولاقوة وليس لهم أي علاقة بالنظام وهم يريدون الخلاص من الحصار بأي شكل حتى لو حكمهم الشيطان الرجيم، وهناك الكثير ممن خرجوا من الأحياء المحاصرة إلى مناطق التنظيم في وقت كان التنظيم والنظام يسمحا بذلك، لأنه لم يعد بمقدورهم التحمل أكثر فهم يريدون أن يعيشوا.